أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
اعتمدت الدول الأعضاء برنامج العمل العام الثالث عشر للمنظمة منذ عامين.
وأول هدف من أهداف البرنامج الثلاثة هو تحقيق استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2023.
وهدفنا المنشود هو مساعدة البلدان على إرساء نظم صحية قادرة على الصمود وقائمة على خدمات متينة للرعاية الصحية الأولية.
إذاً ما هو الوضع الراهن؟
يتحسّن متوسط معدلات تغطية الخدمات منذ عام 2000 حسب التقرير العالمي عن رصد التغطية الصحية الشاملة الصادر في عام 2019.
ونتوقع أن يحصل 290 مليون شخص آخر على خدمات صحية عالية الجودة دون مواجهة صعوبات مالية بحلول عام 2023، استناداً إلى الاتجاهات الحالية.
ولكنّنا نسجل تخلفاً بواقع 710 ملايين شخص مقارنة بغايتنا المتمثلة في تحقيق استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة.
هناك تخلّف شديد عن بلوغ هذه الغاية على الصعيد العالمي وقد طرأت تغييرات طفيفة نسبياً في بعض المجالات الرئيسية.
وقد تعرقل التقدم المحرز في مجال مكافحة الأمراض غير السارية، وخصوصاً في البلدان المنخفضة الدخل.
وهناك فجوات كبرى في إتاحة الأدوية الأساسية والمنتجات الصحية الأخرى مثل المضادات الحيوية والإنسولين والأدوية اللازمة لعلاج الألم والرعاية الملطفة.
أما مقاومة مضادات الميكروبات فهي تبطل ما أحرزناه من تقدم بشق الأنفس.
ويتعرض الفقراء بشكل غير متناسب لخطر دفع النفقات الصحية الباهظة من الأموال الخاصة.
وكما تعلمون، أظهرت الجائحة أن عدة نظم صحية ليست مهيأةً أو منظمةً بالقدر الكافي لحماية صحة السكان المستفيدين منها.
وهذه هي نتيجة عدم الاستثمار أو الاستثمار غير الكافي على مدى سنين عديدة.
وقد عطلت جائحة كوفيد-19 تعطيلاً شديداً إتاحة خدمات صحية أساسية عديدة إضافةً إلى الأمراض والوفيات المباشرة الناجمة عنها.
وتبين الدراسة الاستقصائية الثانية التي أجرتها المنظمة لاستطلاع الرأي أن أغلبية البلدان المشاركة في الاستقصاء تعاني من تعطّل ما لا يقل عن 25% من خدماتها.
ومع ذلك، هناك ما يدل على تحسّن وضع الخدمات إلى حد ما إذ انخفضت نسبة البلدان المبلغة عن تعطل 75% أو أكثر من خدماتها من 24% إلى 8% خلال ستة أشهر.
وقد عرقلت الجائحة جهودنا الجماعية المبذولة لإحراز التقدم من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة ولكنها أبرزت أيضاً مدى أهمية التغطية الصحية الشاملة وسبب وجوب السعي إلى تحقيقها بمزيد من الحزم.
وفضلاً عن ذلك، نشهد فترة تحظى فيها التغطية الصحية الشاملة بدعم سياسي لم يسبق له مثيل.
فقد اجتمع قادة العالم أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 لاعتماد الإعلان السياسي الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة.
وخلال الجمعية نفسها، قدمت المنظمة و11 جهة شريكة متعددة الأطراف خطة العمل العالمية للحياة الصحية والرفاه للجميع بهدف تحسين التعاون دعماً للبلدان في إحراز التقدم من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة وسائر الغايات المشمولة بأهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
وفي وقت لاحق من عام 2019، اعتمد المشرعون من عدة بلدان خلال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي قراراً بشأن التغطية الصحية الشاملة وتعهدوا بالاستفادة من قوة البرلمانات لتجسيد الالتزامات السياسية في التشريعات واللوائح التنظيمية بغرض تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وبناءً على تلك الالتزامات والدروس المستخلصة من جائحة كوفيد-19، تظل المنظمة تركز على العمل مع جميع الدول الأعضاء لتعزيز الرعاية الصحية الأولية وزيادة الإنصاف في إتاحة الخدمات والحد من الإنفاق من الأموال الخاصة وإحراز التقدم من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وشكراً لكم.