معالي الوزير الدكتور إدوين ديكولوتي، رئيس جمعية الصحّة العالميّة السابعة والسبعين، 

أصحاب المعالي والسعادة الوزراء ورؤساء الوفود، الزملاء والأصدقاء الأعزاء، 

لقد اختتمنا جمعية أخرى طويلة ولكنها مثمرة من جمعيات الصحّة العالميّة. 

وأنا متأكد من أنكم تشعرون مثلي بالتعب وتتطلّعون إلى العودة إلى الديار. 

ويحدوني الأمل في أن تعودوا إلى دياركم وأنتم تشعرون بالفخر والارتياح بما أنجزتموه هذا الأسبوع. 

فاعتمادكم لبرنامج العمل العام الرابع عشر يرسم مساراً للصحّة العالميّة في السنوات الأربع المقبلة في ظل الالتزام بتعزيز صحّة سكان العالم وتوفيرها وحمايتها. 

كما أن مجموعة التعديلات التي اعتمدتموها بشأن اللوائح الصحّية الدولية هي إنجاز تاريخي سيعزز الأمان في العالم. 

وقد اتفقتم على مسار المضي قدماً فيما يخص الاتفاق بشأن الجوائح، وأظلّ واثقاً من أنكم ستبرموه. 

وإضافة إلى ذلك، فقد اعتمدتم مقرّرات إجرائية وقرارات بشأن الكثير من القضايا الصحّية الرئيسية التالية: 

مقاومة مضادّات الميكروبات؛ وتغيّر المناخ والصحّة؛ والوقاية من العدوى ومكافحتها؛ وصحّة الأم والوليد والطفل؛ والصحّة النفسية أثناء الطوارئ؛ ومشاركة المجتمع في الرعاية الصحّية الأولية؛ وزرع الأعضاء، وقضايا أخرى كثيرة. 

كما دشّنا الجولة الاستثمارية للمنظّمة؛ 

واحتفلنا بمرور 50 عاماً على البرنامج الأساسي للتمنيع. 

وكان هناك في عام 1974، عندما دُشّن هذا البرنامج، نسبة قلّت عن 5٪ من الرضع المُلقّحين في العالم. 

واليوم يوجد نسبة 84٪ تقريباً من أطفال العالم المُلقّحين ضد الخناق والكزاز والسعال الديكي - والتي كانت سابقاً أمراض بمثابة أحكام بالإعدام عليهم. 

كما كانت اللقاحات أكبر سبب متفرّد في حد ذاته لإحداث تخفيضات في وفيات الأطفال - من 11 مليون وفاة بين الأطفال في عام 1990 إلى 4,5 مليون وفاة في عام 2022. 

وبالإضافة إلى ذلك، ففقد أتاحت اجتماعات الموائد المستديرة الاستراتيجية التي عقدناها الفرصة أمامنا لتدشين مبرّرات الاستثمار في المنظّمة؛ ومناقشة قضايا رئيسية شملت اقتصاديات الصحّة للجميع؛ والذكاء الاصطناعي؛ ومقاومة مضادّات الميكروبات؛ وتغيّر المناخ والصحّة. 

ويتيح العام المقبل عدة فرص سانحة لإحراز تقدم كبير بشأن جميع المسائل التي ناقشتموها هذا الأسبوع. 

ويمثل تحديداً الاجتماع الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادّات الميكروبات في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام فرصة كبيرة للتشجيع على قطع التزامات سياسية تمسّ إليها الحاجة. 

وهكذا انتهى عملنا هنا، ولكن العمل على تنفيذ ما اتفقنا عليه يبدأ الآن. 

وشهد هذا الأسبوع عقد أول جمعية صحّة للمديرين الإقليميين الثلاثة الذين انتخبتموهم في العام الماضي ممّن مثلوا جميعهم في المقام الأول الأقاليم التالية: 

انتخب إقليم جنوب شرق آسيا السيدة سايما وازد من بنغلاديش مديراً إقليمياً - وهي المرة الأولى التي تشغل فيها امرأتان منصب المدير الإقليمي لفترتين متعاقبتين؛ 

وانتخب إقليم شرق المتوسط الدكتورة حنان بلخي من المملكة العربية السعودية - وهي أول امرأة تُعين لشغل هذا المنصب؛ 

كما انتخب إقليم غرب المحيط الهادئ الدكتورة سايا ماو بيوكالا من تونغا - وهي أول مواطنة من سكان جزر المحيط الهادئ تشغل هذا المنصب. 

وأود أن أسجل تاريخياً آيات شكري لكل من الدكتورة بونام خيترابال سينغ والدكتور أحمد المنظري وإعجابي بهما على دورهما القيادي وخدماتهما التي قدماها للمنظّمة؛ 

كما أعرب عن امتناني العميق للدكتورة سوزانا جاكاب التي تقاعدت من منصب نائب المدير العام هذا العام، بعد أن تولت قيادة إقليم غرب المحيط الهادئ خلال فترة عصيبة جداً. 

وكان العام الماضي أيضاً عاماً حزيناً إثر فقداننا فيه لشقيقتنا الدكتورة كاريسا إتيان المديرة الإقليمية السابقة لإقليم الأمريكتين ومديرة منظّمة الصحّة للبلدان الأمريكية. 

وتمثل أيضاً جمعية الصحّة هذه آخر جمعية لمدير آخر من مديرينا الإقليميين وهي الدكتورة تشيدي التي تولت قيادة إقليمها بتفان وتصميم وتميز هائل. 

فأشكرك أختي تشيدي على إسهامك البارز في صحّة شعوب أفريقيا، وعلى شراكتك في فريق السياسات العالميّة. 

وأتطلّع كذلك إلى العمل مع من تختاره الدول الأعضاء خلفاً لك، كما أتطلّع إلى مواصلة العمل معكم في كل ما تقررون القيام به بعد ذلك. 

ومثلما نقول دوماً فإن الانتماء إلى المنظّمة باق دوماً بمجرد الانضمام إليها. 

وأخيراً، أود أن أشكر شخصاً تعرفه الدول الأعضاء كلها على عمله الدؤوب مديراً للأجهزة الرئاسية طوال السنوات الثماني الماضية، ألا وهو: الدكتور تيم أرمسترونغ. 

وسيغادر الدكتور أرمسترونغ جنيف غداً لشغل منصب ممثل المنظّمة القطري في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. 

فشكراً لك تيم على كل ما قمت به أنت وفريقك. وأتمنى لك كل التوفيق، وأعلم أن خسارتنا هي مكسب للاو. 

=== 

أصحاب السعادة والمعالي، 

لقد بدأت الأسبوع بالتفكير ملياً في موضوعنا "الجميع من أجل الصحّة" و"الصحّة للجميع". 

وقد طلبت إليكم أن تبيّنوا للعالم أن الدول ما زالت قادرة على الاجتماع معاً في أوقات الانقسام والتشرذم الحالية لإيجاد نهج مشترك لمواجهة التحديات المشتركة. 

وهو ما فعلتموه بالضبط. 

فهناك بطبيعة الحال اختلافات بينكم، وأمور لا تتفقون عليها كذلك. 

وهو ليس أمراً غريباً. فنحن نعيش في عالم معقد، وثمة اختلافات جيوسياسية وأيديولوجية واقتصادية وثقافية واضحة بين الدول هنا مثلما هو الحال في محافل دولية أخرى. 

ولكن الغريب إلى حد أبعد هو قدرة الدول الأعضاء على إيجاد الكثير من القضايا المشتركة، بل والكثير الكثير من أسس التفاهم المشتركة، برغم وجود اختلافات فعلية بين الدول. 

وقد أثبتم أن هناك أسباباً توحدكم أكثر من تلك التي تفرقكم. 

ووضحتم للعالم على هذا الأساس معنى مفهوم الكل من أجل الصحّة، والصحّة للجميع. 

=== 

وأخيراً، أعرب عن امتناني العميق لكم معالي الوزير الدكتور إدوين ديكولوتي على دوركم القيادي رئيساً لجمعية الصحّة العالميّة السابعة والسبعين. 

وأود أن أدعوكم الآن لتسلم مطرقة مراسم الاحتفال بوصفها عربون إعراب عن تقديرنا. 

[المدير العام يسلّم مطرقة مراسم الاحتفال إلى معالي الوزير ديكولوتي] 

كما أعرب عن شكري لكل من السيد أبورفا شاندرا من الهند والدكتور فراس هواري من الأردن لدوركما القيادي بوصفكما رئيسين للجنتين "أ" و"ب" على التوالي. 

وأود أولاً أن أدعو السيد أبورفا شاندرا لتسلم مطرقة مراسم الاحتفال بوصفها عربون إعراب عن تقديرنا. 

[المدير العام يسلّم مطرقة مراسم الاحتفال إلى السيد شاندرا] 

كما أود أن أدعو الدكتور فراس هواري لتسلم المطرقة بوصفها عربون إعراب عن تقديرنا أيضاً. 

[المدير العام يسلّم مطرقة مراسم الاحتفال إلى الدكتور هواري] 

وأشكر مرة أخرى جميع الدول الأعضاء على التزامكم بتعزيز صحّة شعوب العالم وتوفيرها وحمايتها. 

وأتمنى لكم رحلة عودة آمنة إلى دياركم. 

شكراً لكم.