الدكتورة فيسنا بيتريتش، وخليفتها الدكتورة حنان محمد الكواري،
أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
بادئ ذي بدء ، أود أن أعرب عن امتناني للدكتورة كيرستين فيسنا بيتريتش على قيادتها الممتازة والمتفانية خلال العام الماضي. وأعتقد أنها تطرقت إلى بعض الإنجازات، أحدها الميزانية البرنامجية، بما يشمل الاشتراكات المقررة. وأضيف إلى ذلك إنجازاً آخر، هو الجولة الاستثمارية التي ستترك أثراً كبيراً على المنظمة. هذا ما كنا نريده، وأعتقد أن حدوثه خلال فترة ولايتها هو إرث ممتاز بالنسبة لك. لذا، أشكرك، شكراً جزيلاً حقا.
كان كاتب خطاباتي، سيميون بينيت، يرسل لي مداخلة أول مدير عام للمنظمة خلال الجمعية الأولى في عام 1948، وكان يطلب فيها الأمر ذاته عن مرونة التمويل وما إلى ذلك. بعض الأمور لا تتغير أبدا. لكنني أعتقد أن تغييرها ممكن في وقت ما إذا عقدنا العزم. وأعتقد أن هذا ما حدث خلال هذه الجمعية. بالطبع ، كنت اعتقد أن هذه المشكلة ربما كانت قائمة خلال العقود القليلة الماضية، ولكن لم أكن أعرف أنها كانت مشكلة منذ الجمعية الأولى. لذا يمكنني أن أقول الآن، كما كنت أقول في الأيام القليلة الماضية، إن هذا قرار تاريخي للغاية وأنه يعالج بالفعل مشكلة منهجية أثرت على المنظمة لسنوات عديدة، منذ إنشائها. لذا أقول: أحسنتم.
وهناك بالطبع الإنجاز الآخر المتمثل في اللجنة الدائمة الجديدة، وهو أمر مهم جدا. فهي، كما قالت فيسنا، ستساعدنا، أي الأمانة والحكومات، على العمل عن كثب معاً، لا سيما في حالات الطوارئ للبدء بالاستجابة فورا والقيام بأفضل تنظيم يمكننا القيام به معا. وأعتقد أنه عندما نعمل معا، الأمانة والحكومات، يمكننا أن نحقق أثراً أكبر. لذا شكرا جزيلا لكم.
وأعتقد أن هناك العديد من القصص التي يمكن أن تروى عن قيادتكِ، ولكنني أعلم أن جميع الزملاء الذين عملوا مع الأعضاء القدامى يعرفون ذلك وجميع دولنا الأعضاء أيضا.
وأهنئ الدكتورة حنان الكواري على انتخابك رئيسا. وأتطلع إلى العمل معك خلال العام المقبل لجعل عمل المجلس التنفيذي أكثر فعالية وكفاءة ولمواصلة بناء ما بدأناه.
وأودّ أيضا أن أرحب بالأعضاء الجدد في المجلس: أستراليا، وأوكرانيا، وبربادوس، وتوغو، وجزر القمر، وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وسويسرا، وقطر، والكاميرون، وليسوتو.
وأشكر جميع أعضاء المجلس التنفيذي على عملكم في تحضير وتنفيذ جمعية الصحة العالمية التي تكللت بنجاح باهر.
وكما تعلمون، يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية، ومن المناسب أن تتزامن أيضا مع الخطوات التاريخية التي اتخذتها جمعية الصحة نحو تحقيق التمويل المستدام للمنظمة.
إن إنشاء جولة الاستثمار الجديدة والموافقة على زيادة أولية بنسبة 20٪ في الاشتراكات المقررة ، كلاهما قراران تاريخيان.
ومع زيادة الموارد تأتي أيضا التوقعات بتعزيز حوكمتنا ومساءلتنا وشفافيتنا وكفاءتنا.
وستواصل الأمانة المضي قدماً في تنفيذ توصيات فرقة العمل المرنة للدول الأعضاء، جنباً إلى جنب مع خطة تنفيذ الأمانة بشأن الإصلاح وخطة الـ 100 يوم للفريق المعني بنتائج العمل، بقيادة ممثلينا القُطريين.
وللمضي قدماً، ستنظرون في إجراء إصلاحات لتحسين أداء المجلس التنفيذي نفسه وفعاليته وكفاءته، سواء على صعيد دوره في إسداء المشورة إلى جمعية الصحة أو تقديم التوجيهات بشأن تنفيذ قرارات الجمعية وسياساتها.
وكما قلت في كلمتي الافتتاحية في جمعية الصحة، فإن جائحة كوفيد-19 قد أخرجتنا عن مسارنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وغايات المليارات الثلاثة.
ولكن مثلما اجتمع العالم لمواجهة الجائحة، يجب أن نتابع العمل على بلوغ تلك الأهداف بنفس التصميم والإلحاح.
وسنواجه هذا التحدي من خلال العمل معكم لتحديد الطرق الكفيلة بتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وغايات المليارات الثلاثة، خاصةً ونحن نمضي قدماً في وضع برنامج العمل العام الرابع عشر (GPW14).
مرة أخرى، أشكر جميع أعضاء المجلس على التزامكم بجعل هذه المنظمة أكثر فعالية وكفاءة وخضوعاً للمساءلة - والعمل على تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء.
إنني أتطلع إلى مناقشتنا وتوجيهاتكم.
لكن قبل ذلك، فيسنا، إذا سمحت لنا ، إليك عربون تقديرنا.
[إهداء مطرقة احتفالية يصحبه تصفيق.].