طاب صباحكم ومساؤكم،

منذ أكثر من عام، أعلنت حالة طوارئ صحية عامة ذات نطاق دولي بشأن انتشار مرض إمبوكس في إفريقيا، بناء على مشورة لجنة الطوارئ المنعقدة بموجب اللوائح الصحية الدولية.

ومنذ ذلك الحين، تنعقد لجنة الطوارئ كل ثلاثة أشهر لتقييم تفشي المرض.

وقد اجتمع أعضاء اللجنة مرة أخرى يوم أمس وأبلغوني أن الوضع لم يعد تمثل في رأيهم طارئة صحية ذات نطاق دولي، وقد قبلت مشورتهم.

ويستند هذا القرار إلى التراجع المستمر في عدد الحالات والوفيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي غيرها من البلدان المتأثرة، بما فيها بوروندي وأوغندا وسيراليون.

وأصبح لدينا أيضا فهم أفضل للعوامل المؤثرة في انتقال العدوى، وعوامل الخطر التي تفاقم حدة المرض، وطورت البلدان الأكثر تضرراً قدرات مستدامة على الاستجابة لها.

وبطبيعة الحال، فإن سحب إعلان الطوارئ لا يعني أن التهديد قد انتهى، ولا أن استجابتنا ستتوقف، وننوّه بقرار مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا يوم أمس بأن مرض إمبوكس ما زال يشكّل حالة طوارئ في القارة.

ولا تزال إمكانية استمرار ظهور بؤر للمرض وتفشيه من جديد قائمةً، مما يتطلب قدرات ترصّد واستجابة كافية.  

وهناك حاجة إلى بذل جهود متواصلة لحماية الفئات الأكثر ضعفا، ولا سيما الأطفال الصغار والأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري.

وقد بذلت منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا وشركاء آخرون جهوداً متسقة للاستجابة للطارئة، مقدمةً الدعم إلى البلدان المتأثرة للحد من انتقال العدوى ومعالجة والتصدي لمواقف الوصم وتوسيع نطاق إتاحة خدمات الفحص والرعاية والتطعيم.

وقُدّمت تعهدات بالتبرع بما يقرب من ستة ملايين لقاح، وتم تسليم أكثر من ثلاثة ملايين جرعة منها إلى 12 دولة، أُعطيت منها مليون جرعة تقريباً.  

إذن، لقد أحرزنا تقدماً كبيراً، لكننا ما زلنا نواجه تحديات جسيمة:

فسلالات إمبوكس ما زالت سارية؛  

وجهود الترصد والحصول على وسائل التشخيص ما زالت مجزأة؛

وقدرات الاستجابة مقيّدة بسبب التمويل المحدود؛

والمشاركة المجتمعية تتطلب استثماراً مستداماً وتنسيقاً مع الشركاء المحليين.

وتعمل المنظمة وشركاؤها على التخفيف من حدة هذه المخاطر ومواصلة تقديم الدعم للبلدان.

ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى الموارد المالية لدعم هذا العمل.

وقد مُدّد العمل بالتوصيات الدائمة بشأن إمبوكس عاماً آخر، حتى آب/ أغسطس 2026، لدعم الدول الأعضاء في جميع أنحاء العالم.

ومددت أيضاً العمل بترخيص الاستعمال في حالات الطوارئ بالنسبة للقاحات ووسائل التشخيص المتعلقة بإمبوكس.

وللمزيد عن هذا الموضوع، يشرفني أن أرحب برئيس لجنة الطوارئ، البروفيسور ديمي أوغوينا من جامعة دلتا النيجر في نيجيريا.

البروفيسور أوغوينا، لك الكلمة.

[البروفيسور أوغوينا يخاطب وسائل الإعلام]

شكرا جزيلا لك بروفيسور أوغوينا، على قيادتك للجنة الطوارئ خلال العام الماضي، وعلى التزامك المستمر بمكافحة تفشي إمبوكس في أفريقيا. شكراً جزيلاً.

===

وبالطبع، ليس إمبوكس سوى واحد من التهديدات الصحية العديدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

فيوم أمس، أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن تفشي مرض فيروس الإيبولا في مقاطعة كاساي بوسط البلاد.

وأُبلغ حتى الآن، عن 28 حالة مشتبه فيها و16 حالة وفاة، من بينهم أربعة عاملين صحيين.

ولدى المنظمة بالفعل موظفون ميدانيون في كاساي، فيما يتوجه المزيد منهم إلى المقاطعة، حيث ننضم إلى أفرقة الاستجابة السريعة لتتبع المخالطين وكشف الحالات، ونجمع العينات ونفحصها، ونقدم الخبرة التقنية في الترصد والوقاية من العدوى ومكافحتها والعلاج والإبلاغ عن المخاطر والمزيد.

كما قدمت المنظمة معدات الحماية الشخصية ومعدات المختبرات والإمدادات الطبية ومختبرا متنقلا.

وقد أودعنا من قبل 2000 جرعة من لقاح الإيبولا في كينشاسا، حيث نقوم بتوزيعها الآن لتطعيم المخالطين والعاملين الصحيين.

وهذه هي الفاشية السادسة عشرة للإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحظى الحكومة بخبرة وافرة من تلك الفاشيات السابقة.

أشكر الحكومة على قيادتها في الاستجابة لهذه الفاشية، وعلى شفافيتها في الإعلان السريع عن الفاشية ومشاركة التسلسل الجيني للفيروس.

ولتمويل الاستجابة، أفرجت المنظمة عن مبلغ 000 500 دولار أمريكي من صندوقنا الاحتياطي للطوارئ، ونناشد الجهات المانحة دعم الاستجابة.

===

والآن إلى غزة.

خلال الأسبوع الماضي، تعرضت مناطق من غزة لقصف عنيف، كجزء من التوغل العسكري الإسرائيلي.

وإذا استمر ذلك، فقد يؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية أسوأ مما هو قائم فعلاً، معرّضةً للخطر مرافق المياه والصرف الصحي لما يقرب من مليون شخص، يواجه الكثير منهم بالفعل حرمانا شديدا من الغذاء.

وكما تعلمون، أُعلنت المجاعة في بعض مناطق غزة قبل أسبوعين.

ومنذ بدء النزاع في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لقي ما لا يقل عن 370 شخصاً حتفهم بسبب سوء التغذية في غزة، من بينهم أكثر من 300 شخص في الشهرين الماضيين فقط.

وحيث يحلّ الجوع، يتبعه المرض.

فنقص الغذاء والمياه النظيفة وظروف الاكتظاظ المعيشي تعرّض الأشخاص الذين يعانون أصلاً من ضعف أجهزتهم المناعية إلى مزيد من الأمراض.

وفي الشهر الماضي، أُبلغ عن أكثر من 100 حالة إصابة بمتلازمة غيلان باريه، نجمت عنها 11 حالة وفاة - وهي متلازمة يمكن أن تحدث بعد الإصابة بعدوى أخرى وتؤدي إلى الشلل.

وتبذل المنظمة قصارى جهدها لتخفيف المعاناة وإجلاء أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة خارج غزة.

فمنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دعمت المنظمة إجلاء أكثر من 7640 مريضا، من بينهم 5300 طفل و2660 مرافقاً.

ولكن لا يزال هناك أكثر من 15,000 مريض في غزة يحتاجون إلى رعاية متخصصة عاجلة، من بينهم 3800 طفل.

وقد لقي أكثر من 700 شخص مصرعهم أثناء انتظارهم للإجلاء الطبي، من بينهم نحو 140 طفلا.

ومع ذلك، فإن المشكلة الملحّة التي نواجهها هي أن عددا قليلا جدا من البلدان تبدي استعدادها لاستقبالهم.

وندعو البلدان إلى فتح ذراعيها لهؤلاء المرضى ذوي الحالات الحرجة.

وندعو إسرائيل إلى السماح بعلاج الناس في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يمكن للمستشفيات الأقرب أن تستقبل العديد من المرضى.

وقبل كل شيء، ندعو حكومة إسرائيل إلى إنهاء هذه الحرب اللاإنسانية. وإن لم تفعل ذلك، فإنني أدعو حلفائها إلى استخدام نفوذهم لوقفها.

فأكثر ما لا يمكن احتماله في هذه الكارثة البشرية الصنع هو أنه يمكن إيقافها في هذه اللحظة.

يتضور الناس جوعا حتى الموت بينما يقبع الطعام الذي يمكن أن ينقذهم على متن شاحنات على مسافة قصيرة منهم.

ولماذا؟ إن تجويع سكان غزة لن يجعل إسرائيل أكثر أماناً، ولن يسهل إطلاق سراح الرهائن.

هذه كارثة كان بإمكان إسرائيل منعها، ويمكن أن توقفها في أي وقت.

إن تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب هو جريمة حرب لا يمكن التسامح معها أبدا، واستخدامه في نزاع واحد يخاطر بإضفاء الشرعية على استخدامه في النزاعات المستقبلية.

===

وبينما تستمر حرب غزة وأوكرانيا في تصدر عناوين الصحف، لا تزال الحرب في السودان الحرب التي نسيها العالم.

فمثل غزة، يواجه السودان أيضا أزمة جوع، مع تأكيد ظروف المجاعة في أجزاء من البلاد.

وفي هذا العام وحده، من المتوقع أن يعاني أكثر من 000 770 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم.

وتقدم المنظمة الدعم إلى 142 مركزاً عالجت أكثر من 000 20 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد حتى الآن هذا العام.

وفي الوقت نفسه، يواجه البلد تفشيا حادا للكوليرا، انتشر إلى جميع ولاياته الـ 18، بتعدادٍ يناهز 000 105 حالة عدوى و2600 حالة وفاة.

وفي آب/أغسطس، قدمت المنظمة الدعم لحملات تطعيم شملت 3,5 مليون شخص، وسنطلق قريبا حملة أخرى تستهدف ما يقرب من مليوني شخص في دارفور.

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ، تسنى إيصال لقاحات الكوليرا الفموية إلى أكثر من 17 مليون شخص.

والوضع خطير بشكل خاص في منطقة شمال دارفور، حيث تتعرض مدينة الفاشر للحصار منذ أكثر من 500 يوم.

فهناك أكثر من 260,000 شخص بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة.

وتعرض 35 مرفقا صحيا للتدمير؛

وهناك 5000 حالة كوليرا مشتبه بها و 98 حالة وفاة؛

ويعاني 000 130 طفل من سوء التغذية؛

وتحتاج الناجيات من العنف الجنسي والجنساني إلى رعاية عاجلة، بما في ذلك خدمات دعم الصحة النفسية.

ولم تصل المدينة أي مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة، بما في ذلك إمدادات منظمة الصحة العالمية، منذ أكثر من عام.

وندعو إلى فتح ممر إنساني فوراً ودون عوائق إلى الفاشر لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة وإنقاذ الأرواح.

وندعو قوات الدعم السريع إلى رفع الحصار، كما ندعو جميع أطراف النزاع إلى إنهاء الحرب.

===

وأخيراً، تصدر المنظمة اليوم أحدث إصدارات القوائم النموذجية للأدوية الأساسية والأدوية الأساسية للأطفال.

وتعدّ هذه القوائم من بين أهم منتجات المنظمة، حيث تستخدم في أكثر من 150 بلدا لتشكيل مشتريات القطاع العام وتوريد الأدوية والتأمين الصحي ومخططات تعويض النفقات.

وتتضمن القوائم المحدثة علاجات جديدة لمختلف أنواع السرطان ومرض السكري مع الحالات المرتبطة بها مثل السمنة.

ومن بين الإضافات الأخرى أدوية التليف الكيسي والصدفية والهيموفيليا والاضطرابات المرتبطة بالدم.

===

وأخيرا، اليوم هو آخر مؤتمر صحفي لمديرة الاتصالات في المنظمة، صديقتنا وزميلتنا غابرييلا ستيرن، التي ستتقاعد بعد أكثر من ست سنوات في المنظمة.

قادت غابي اتصالات المنظمة خلال فترة استثنائية في تاريخ المنظمة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19.

وقد فعلت ذلك بقدرٍ لا يُصدّق من التفاني والطاقة والبصيرة والتعاطف والخبرة.

غابي ، شكراً جزيلا لك على كل ما فعلته، وعلى من تكونين. شكرا لك على تفانيك وبذلك من أجل المنظمة، والأهم من ذلك، من أجل الناس الذين نخدمهم.

سنفتقدك جميعاً، ونتمنى لك كل النجاح في الفصل التالي من حياتك الشخصية والمهنية.

كريستيان، أعيد إليك الكلمة.