أخبار فاشيات الأمراض

جدري القردة - المنطقة الأوروبية (EURO), منطقة الأمريكتين (منظمة الصحة للبلدان الأمريكية), منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط (EMRO), منطقة غرب المحيط الهادئ (WPRO)

10 حزيران/يونيو 2022

وصف الوضع الراهن

إن هذا الإصدار من أخبار فاشيات الأمراض بشأن فاشية جدري القردة المتعددة البلدان هو تحديث للإصدار المنشور سابقاً بتاريخ 4 حزيران/يونيو، كما أنه مصحوب ببيانات محدثة وبعض التفاصيل الإضافية عن الوصف السريري للحالات والتدابير الرامية إلى زيادة مستوى السلامة في التجمعات، ويعرض أيضاً ملخصات للإرشادات، بما في ذلك بشأن التطعيم.

 

الفاشية في لمحة سريعة

منذ 13أيار/مايو 2022، أُبلغت المنظمة بحالات جدري القردة من 28 دولة عضواً تقع في جميع أنحاء أقاليم المنظمة الأربعة (أقاليم الأمريكيتين وأوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط وغرب المحيط الهادئ) حيث ليس من المُعتاد أن يوجد فيها جدري القردة أو لم يُبلغ عنه من قبل (الشكل 1). وإضافة إلى ذلك، ومنذ بداية العام، أُبلغ عن 1536 حالة مشتبه فيها من ثمانية بلدان في إقليم المنظمة الأفريقي، وكان من بينها 59 حالة مؤكدة، وأُبلغ عن 72 حالة وفاة.

ويبرز الكشف المستمر عن الفيروس والوفيات المُبلغ عنها في بعض بلدان إقليم أفريقيا الحاجة إلى فهم أفضل لمصدر العدوى وديناميكيات انتقالها، وتزويد الناس بما يحتاجونه من معلومات ودعم من أجل حماية أنفسهم والآخرين في مجموعة من السياقات المختلفة.

ورغم أن التحريات الوبائية لا تزال جارية، فإن معظم الحالات المُبلّغ عنها في البلدان المتضررة حديثاً قد اكتُشفت من خلال خدمات الصحة الجنسية أو غيرها من الخدمات الصحية في مرافق الرعاية الصحية الأولية أو الثانوية، وسافرت إلى بلدان في أوروبا وأمريكا الشمالية، وليس إلى بلدان معروفة بانتشار الفيروس فيها. وفي البلدان التي عانت منذ فترة طويلة من جدري القردة، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من التحليلات من أجل فهم المصادر الجارية والجديدة للعدوى.

ويشير الظهور المتزامن المفاجئ وغير المتوقع لجدري القردة في العديد من الأقاليم دون وجود روابط سفر مباشرة إلى المناطق التي عانت منذ فترة طويلة من جدري القردة إلى احتمال وجود سريان غير مكتشف لعدة أسابيع أو أكثر.

وتقيّم المنظمة المخاطر على المستوى العالمي على أنها معتدلة نظراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُبلّغ فيها عن العديد من حالات جدري القردة الفردية والجماعية في آنٍ واحد في العديد من البلدان الواقعة في مناطق جغرافية تابعة للمنظمة ومتباينة على نطاق واسع.

وصف الفاشية

وحتى 8 حزيران/يونيو، أُبلغت المنظمة بوجود 1285 حالة مؤكدة مختبرياً وحالة محتملة واحدة من 28 بلداً تقع في أربعة أقاليم من أقاليم المنظمة التي ليس من المُعتاد أن يوجد فيها جدري القردة، أو لم يُبلغ عنه من قبل. ويشكّل ذلك زيادة قدرها 505 حالات مؤكدة مختبرياً منذ الإصدار الأخير لأخبار فاشيات الأمراض المؤرخ 5 حزيران/يونيو، الذي أُبلغ فيه عما مجموعه 780 حالة. وحتى 8 حزيران/يونيو 2022، لم يُبلغ عن أي وفيات مرتبطة بها في هذه الأقاليم الأربعة.

ومن بين الحالات المُبلغ عنها في هذه الأقاليم، أُبلغ عن غالبية الحالات المؤكدة (87%) من إقليم أوروبا التابع للمنظمة (1112). وأُبلغ كذلك عن حالات مؤكدة من إقليم الأمريكيتين (153 حالة)، وإقليم شرق المتوسط (14 حالة) وإقليم غرب المحيط الهادئ (6 حالات). ويتقلّب عدد الحالات عند الإبلاغ عن معلومات إضافية وإتاحتها بشكل يومي، ويجري التحقق من البيانات بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) (الجدول 1).

وحتى الآن، تتغاير الأعراض السريرية لحالات جدري القردة المرتبطة بهذه الفاشية. كما أن العديد من الحالات في هذه الفاشية لا يظهر عليها الصورة السريرية الموصوفة تقليدياً لجدري القردة (أي الحمى، وتورم الغدد الليمفاوية، المتبوعين بطفح يتركّز في الوجه والأطراف). وتتضمن السمات غير النمطية الموصوفة ما يلي: ظهور عدد قليل من الآفات فقط أو حتى مجرد آفة واحدة، والآفات التي تبدأ في المنطقة التناسلية أو العجانية/منطقة الشرج ولا تمتد إلى منطقة أخرى، والآفات التي تظهر في مراحل مختلفة (غير متزامنة) من تطور المرض، وظهور الآفات قبل تورّم الغدد اللمفاوية والتوعك وغير ذلك من الأعراض. ولا تزال طرق انتقال العدوى أثناء الاتصال الجنسي غير معروفة؛ وفي حين أنه من المعروف أن الاتصال الجسدي يمكن أن يؤدي إلى انتقال العدوى، فإنه ليس من الواضح ما هو الدور الذي تؤديه سوائل الجسم الجنسية في انتقال جدري القردة، بما في ذلك السائل المنوي والسوائل المهبلية.

والوضع آخذ في التطور، وتشير توقعات المنظمة إلى أنه ستُحدد المزيد من حالات جدري القردة في ظل توسيع نطاق الترصّد في جميع الأقاليم والبلدان.

الشكل 1. التوزّع الجغرافي لحالات جدري القردة التي أُبلغت بها المنظمة أو حدّدتها المنظمة بنفسها من مصادر عامة رسمية في الفترة بين 13 أيار/مايو و8 حزيران/يونيو 2022، الساعة 5 مساءً بتوقيت وسط أوروبا الصيفي

الجدول 1. حالات جدري القردة في البلدان التي لا يُبلّغ فيها عادة عن جدري القردة أو لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، من 13 أيار/مايو إلى 8 حزيران/يونيو 2022، الساعة 5 مساءً بتوقيت وسط أوروبا الصيفي

إضافة إلى الحالات المُبلّغ عنها أو المحددة في البلدان المتضررة حديثاً، تواصل المنظمة تلقي تحديثات عن حالة فاشيات جدري القردة الجارية والحالات المُبلغ عنها حديثاً في البلدان [1] الواقعة في الإقليم الأفريقي من خلال آليات الترصّد القائمة (بما في الترصد والاستجابة المتكاملين للأمراض). ومنذ بداية عام 2022، أُبلغ عن 1536 حالة مشتبه فيها، إضافة إلى 72 حالة وفاة أبلغت عنها ثمانية بلدان حتى 8 حزيران/يونيو 2022؛ وأبلغ عن 59 حالة مؤكدة من ستة بلدان خلال الفترة نفسها (الجدول 2). ويشمل ذلك الآن حالات من غانا لم التي لم تبلّغ من قبل عن حالات بشرية، على الرغم من أن فاشية جدري القردة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2003 كانت مرتبطة بثدييات صغيرة وردت من غانا. ويشكّل تعزيز المختبرات في البلدان التي تعاني منذ فترة طويلة من جدري القردة أولوية من أجل التمكن من تأكيد الحالات المشتبه فيها.

وتؤكد نسبة إماتة الحالات التي شُوهدت في إقليم أفريقيا الحاجة إلى دعم جميع عناصر الاستجابة، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إذكاء الوعي، والإبلاغ عن المخاطر، والترصّد، والدعم التشخيصي والمختبري، والبحث والتحليل في الإقليم. وتقدّم المنظمة الإرشادات واستمارات الإبلاغ إلى البلدان التي تعاني منذ فترة طويلة من جدري القردة، وكذلك إلى البلدان المتضررة حديثاً.

الجدول 2. حالات جدري القردة المُبلغ عنها في إقليم أفريقيا التابع للمنظمة منذ كانون الثاني/يناير 2022 وحتى 8 حزيران/يونيو 2022 [1]

[1] للحصول على معلومات إضافية، يُرجى الرجوع إلى النشرة الأسبوعية الصادرة عن مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا بشأن الفاشيات وحالات الطوارئ الأخرى هنا.

 

الاستجابة في مجال الصحة العامة

تواصل المنظمة دعم تبادل المعلومات. وقد تم تفعيل الاستجابة للحوادث السريرية وحوادث الصحة العامة من أجل تنسيق التقصي الشامل للحالات، وتتبع المخالطين، والتحريات المختبرية، والتدبير العلاجي السريري والعزل، وتنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. ويتم حالياً إجراء التسلسل الجينومي للحمض الريبي النووي الفيروسي، حيثما كان ذلك متاحاً. ونشرت عدة بلدان أوروبية (بلجيكا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وإيطاليا وهولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية)، والولايات المتحدة الأمريكية، تسلسلات جينومية كاملة أو جزئية لفيروس جدري القردة الموجود في الفاشية الحالية. وبينما لا تزال التحريات جارية، تشير البيانات الأولية المستمدة من اختبارات تفاعل البوليميراز التسلسلي إلى أن جينات فيروس جدري القردة المكتشفة تنتمي إلى زمرة غرب أفريقيا. وتقوم بعض الدول الأعضاء بنشر النوعين التاليين من اللقاحات ACAM-2000 وMVA-BN كعلاج وقائي من أجل إدارة المخالطين المقربين. وقد تحتفظ بلدان أخرى بإمدادات من أنواع أخرى من اللقاحات (مثل LC16).

ويجري وضع إرشادات مؤقتة، أو وُضعت بالفعل، لدعم الدول الأعضاء في إذكاء الوعي، والترصّد، والتشخيص والاختبار المختبريين، وتحري الحالات وتتبع المخالطين، والتدبير العلاجي السريري، والوقاية من العدوى ومكافحتها، واللقاحات والتمنيع، والإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية.

وقد أعدت المنظمة الوثائق التالية:

معلومات للجمهور والفئات المعرضة للخطر

إرشادات تقنية لفائدة البلدان

وثائق قيد الإعداد (للاطلاع على المزيد من المعلومات، انظر قسم مشور المنظمة أدناه)

  • اللقاحات والتمنيع ضد جدري القردة
  • نصائح في مجال الصحة العامة بشأن التجمعات خلال فاشية جدري القردة الحالية.
  • رسم بياني عن الرعاية المنزلية لمرضى جدري القردة
  • التواصل المؤقت بشأن المخاطر وإرشادات المشاركة المجتمعية لفاشية جدري القردة المتعددة البلدان

 

تقييم المنظمة للمخاطر

في الوقت الراهن، تُقيّم مخاطر الصحة العامة على المستوى العالمي على أنها معتدلة نظراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُبلغ فيها عن حالات إصابة فردية وجماعية بجدري القردة بشكل متزامن في العديد من البلدان الواقعة في مناطق جغرافية تابعة للمنظمة ومتباينة على نطاق واسع، دون أن يكون لها صلات وبائية معروفة بالبلدان التي يُبلغ فيها عن حالات جدري القردة منذ سنوات عديدة. وقد تم تحديد الحالات بشكل رئيسي، ولكن غير حصري، بين الرجال الذين حدّدوا أنفسهم ذاتياً كجزء من الشبكات الجنسية الموسّعة. ويشير الظهور المفاجئ والنطاق الجغرافي الواسع إلى أن العدوى تنتقل من إنسان إلى آخر على نطاق واسع، ولكن لا تزال منحصرة في الوقت الراهن وفي المقام الأول ضمن مجموعة ديموغرافية واجتماعية واحدة، ويُحتمل أن الفيروس كان موجوداً وغير مكتشف لعدة أسابيع أو أكثر. وإضافة إلى ذلك، توجد حالياً معلومات وبائية ومختبرية محدودة، ومن المرجّح أن يكون عدد الحالات المُبلغ عنها حالياً أقل من الأرقام الحقيقة. وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى عدم التعرف السريري المبكر على عدوى كان من المعروف سابقاً أنها تحدث في الغالب في غرب أفريقيا ووسطها، وإلى محدودية الترصّد والافتقار إلى وسائل التشخيص السريع.

وفي الوقت الحالي، يرتبط انتقال العدوى في البلدان المتأثرة حديثاً ارتباطاً أساسياً بالمخالطات الجنسية الأخيرة. وهناك احتمال كبير بأن تُكتشف حالات أخرى دون أن يُعثر بشأنها على سلاسل انتقال محدّدة، بما في ذلك الحالات التي يُحتمل أن تكون لدى فئات سكانية أخرى. ونظراً إلى عدد البلدان الواقعة في أقاليم المنظمة العديدة التي تبلّغ عن حالات جدري القردة، من المُرجح جداً أن تحدّد بلدان أخرى حالات لديها وأن يزداد انتشار الفيروس. ويحدث انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال الجسدي القريب أو المباشر عند ملامسة الآفات المعدية أو القرح المخاطية الجلدية (من خلال العدوى المنقولة بملامسة الوجه للوجه، أو الجلد للجلد، أو الفم للفم، أو الفم للجلد)، بما في ذلك خلال النشاط الجنسي، أو التعرض لرذاذ الجهاز التنفسي (وربما الهباء الجوي قصير المدى)، أو ملامسة المواد الملوثة (مثل الملاءات وأغطية الفراش والملابس). 

وعلى الرغم من أن الخطر الحالي على صحة الإنسان وعلى عامة الناس لا يزال منخفضاً، فإن الخطر على الصحة العامة سيكون مرتفعاً إذا استغل هذا الفيروس الفرصة للترسّخ كعامل مُمرض بشري واسع الانتشار. وهناك أيضاً خطر على العاملين الصحيين إن لم يرتدوا معدات الحماية الشخصية المناسبة للحيلولة دون الإصابة بالعدوى؛ وقد تم توثيق خطر الإصابة بجدري القردة المرتبطة في إطار الرعاية الصحية في الماضي، على الرغم من عدم الإبلاغ عن ذلك في الفاشية الحالية. وهناك احتمال بزيادة الأثر الصحي المصحوب بانتشار المرض على نطاق أوسع في صفوف الفئات الضعيفة، نظراً إلى التسليم بأن خطر الإصابة بأمراض وخيمة والوفاة هو أعلى بين الأطفال والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، بما في ذلك الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين لا يحصلون على مراقبة جيدة للمرض. والعدوى بجدري القردة أثناء فترة الحمل غير مفهومة بشكل جيد، وإن كانت البيانات المحدودة تفيد بأن العدوى قد تؤدي إلى نتائج ضارة بالنسبة إلى الجنين أو الوليد.

وحتى الآن، جميع الحالات المحددة التي تم التأكد من إصابتها في البلدان المتضررة حديثاً عن طريق فحص العينات بواسطة اختبار تفاعل البوليمراز التسلسلي قد تم تحديد إصابتها بعدوى جدري القردة من زمرة غرب أفريقيا. وهناك نوعان معروفان من زمرات جدري القردة، إحداهما حُددت في غرب أفريقيا، والأخرى في منطقة حوض الكونغو. وقد ارتبطت زمرة غرب أفريقيا في الماضي بمعدل وفيات أقل عموماً يبلغ أقل من حالة واحدة لكل مائة حالة، في حين يبدو أن زمرة حوض الكونغو تسبّب مرضاً أشد وبنسبة إماتة للحالات تم الإبلاغ عنها سابقاً تصل إلى حالة من كل عشر حالات؛ ويستند كلا التقديرين إلى الإصابات بين السكان الأصغر سناً بشكل عام في السياق الأفريقي.

وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري يوفر حماية ضد جدري القردة. ومع ذلك، فإن أي مناعة من التطعيم ضد الجدري لن تكون موجودة إلّا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 42 إلى 50 عاماً أو أكثر، حسب البلد، لأن برامج التطعيم ضد الجدري انتهت في جميع أنحاء العالم في عام 1980 بعد القضاء على الجدري. ولم تعد لقاحات الجدري الأصلية (الجيل الأول من اللقاحات) من برنامج الاستئصال متاحة لعامة الجمهور. وإضافة إلى ذلك، يُحتمل أن تكون الحماية لدى أولئك الذين تم تطعيمهم قد وهنت مع مرور الوقت.

ويجري نشر لقاحات الجدري وجدري القردة، حيثما توفرت، في عدد محدود من البلدان من أجل تقديم التدبير العلاجي للمخالطين المقربين. ورغم ثبوت أن لقاحات الجدري تحمي من جدري القردة، يوجد لقاح واحد معتمد للوقاية من جدري القردة. ويعتمد هذا اللقاح على سلالة من فيروس الوقس (المعروفة عموماً باسم سلالة أنقرة البافارية الشمالية للوقس المعدّل أو MVA-BN). وقد حصل هذا اللقاح على الموافقة من أجل استخدامه في الوقاية من جدري القردة في كندا والولايات المتحدة الأمريكية. وفي الاتحاد الأوروبي، تمت الموافقة على هذا اللقاح من أجل الوقاية من الجدري في حالات استثنائية. وتمت الموافقة على مضاد للفيروسات، وهو تيكوريفيمات، من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية، وإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، ووزارة الصحة الكندية. وجمعت المنظمة خبراء لاستعراض أحدث البيانات المتعلقة بلقاحات الجدري وجدري القردة، وتقديم إرشادات بشأن الطريقة والظروف التي ينبغي أن تُستخدم فيها.

 

مشورة المنظمة

إن المشورة التي تقدمها المنظمة فيما يلي بشأن الإجراءات اللازمة للاستجابة لفاشية جدري القردة المتعددة البلدان تستند إلى عملها التقني، وتسترشد بالمشاورات المنتظمة مع الهيئات الاستشارية القائمة التالية التابعة للمنظمة: الفريق الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بالمخاطر المعدية، وفريق العمل المعني بلقاحات الجدري وجدري القردة التابع لفريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع، والفريق العامل التقني للعلوم الاجتماعية في حالات الطوارئ، واللجنة الاستشارية المعنية بالبحوث الخاصة بفيروس الفاريولا، ومشاورة المنظمة بشأن المخططات الأولية في مجال البحث والتطوير: البحوث الخاصة بفيروس جدري القردة، وفريق المنظمة الاستشاري العلمي المعني بمنشأ المُمرِضات المستجدة، ونتائج اجتماعات الخبراء المخصصة.

وينبغي أن تكون جميع البلدان في حالة تأهب لتلقي الإشارات المتعلقة بالمرضى الذين يعانون من طفح جلدي يتطور في مراحل متسلسلة - اللطخ والحطاطات والحويصلات والبثور والجلبة، في نفس مرحلة التطور أو في جميع المناطق المصابة من الجسم – والذي قد يترافق مع الحمى وتضخم العقد الليمفاوية وآلام الظهر وآلام العضلات. وخلال هذه الفاشية الحالية، يعاني العديد من الأفراد من طفح جلدي موضعي قد يكون في مراحل مختلفة من التطور (وهو أمر غير نمطي بالنسبة إلى جدري القردة)، إضافة إلى انتشار حول الأعضاء التناسلية و/أو حول الشرج مصحوب بتضخم موضعي مؤلم للعقد اللمفاوية. وقد تكون بعض الحالات مصابة بالتهابات بكتيرية ثانوية، بما في ذلك حالات العدوى المنقولة جنسياً. ويمكن لهؤلاء الأفراد الذهاب إلى مختلف مرافق الرعاية المجتمعية والصحية بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، مرافق الرعاية الأولية والثانوية وعيادات الحمى وخدمات الصحة الجنسية ووحدات الأمراض المعدية وعيادات التوليد وأمراض النساء وأقسام الطوارئ وعيادات الأمراض الجلدية.

وتشكل زيادة الوعي بين المجتمعات المحلية المحتمل تضرّرها، فضلاً عن مقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المختبرات، أمراً ضرورياً من أجل تحديد الحالات الأخرى والوقاية منها وتحقيق الإدارة الفعالة للفاشية الحالية.

وينبغي إجراء الاختبار لأي فرد يستوفي تعريف الحالة المشتبه فيها. وينبغي أن يستند قرار إجراء الاختبار إلى عوامل سريرية ووبائية على السواء، ويكون مرتبطاً بتقييم لاحتمال الإصابة بالعدوى. ونظراً إلى مجموعة الحالات المرضية التي تسبّب الطفح الجلدي، واحتمال أن تكون الأعراض السريرية غير عادية خلال هذه الفاشية على نحو أكثر تواتراً، فقد يكون من الصعب تمييز جدري القردة بناءً على الأعراض السريرية فحسب.

وتتطلّب رعاية المرضى الذين لديهم إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القردة التعرف المبكر من خلال بروتوكولات الفحص المكيّفة مع السياقات المحلية؛ إضافة إلى العزل الفوري والتنفيذ السريع للتدابير المناسبة للوقاية من العدوى ومكافحتها (التدابير الاحترازية النموذجية والقائمة على الانتقال)، والفحص الجسدي للمريض؛ وإجراء الاختبار لتأكيد التشخيص؛ والتدبير العلاجي للأعراض لدى المرضى الذين يعانون من جدري القردة الخفيف أو غير المعقد؛ ورصد وعلاج المضاعفات والحالات التي تهدد الحياة، مثل تطور الآفات الجلدية، والعدوى الثانوية للآفات الجلدية، والحالات النادرة من الجفاف الشديد والالتهاب الرئوي الحاد أو الإنتان.

وينبغي أن تبقى التدابير الاحترازية (العزل) قيد التنفيذ إلى أن تتقشر الآفات، وتسقط الجلبة، وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها.

وينبغي أن تصل المعلومات إلى من هم في أمس الحاجة إليها خلال التجمعات الصغيرة والكبيرة المقبلة، ولا سيما بين الشبكات الاجتماعية والجنسية حيث قد يكون هناك اتصال جسدي أو جنسي وثيق أو متكرر أو مطوّل، لا سيما إذا كان ذلك يشمل أكثر من شريك واحد. وينبغي بذل كل الجهود من أجل تجنب الوصم غير الضروري للأفراد والمجتمعات المحلية التي يُحتمل أن تتأثر بجدري القردة.

وترصد المنظمة الوضع عن كثب وتدعم التنسيق الدولي بالعمل مع الدول الأعضاء والشركاء.

وللاطلاع على وثائق المنظمة ذات الصلة، يُرجى الاطلاع على قسم الاستجابة في مجال الصحة العامة أعلاه. وتيسيراً للاطلاع، ترد أدناه التحديثات الرئيسية لهذه الوثائق والنقاط البارزة من الإرشادات التي هي قيد الإعداد.

 

الترصُّد والإبلاغ

وتُتاح نسخة محدثّة من مجموعة الحد الأدنى للبيانات (على نسق استمارة للإبلاغ عن الحالات)، فضلاً عن استمارة المنظمة للإبلاغ عن مجموعة البيانات الدنيا لحالات جدري القردة المنشورة على الإنترنت.

ويجري حالياً وضع الصيغة النهائية لاستمارة منفصلة بشأن تحري الحالات وتتبع المخالطين من أجل استخدامها في الدول الأعضاء، وسيتم مشاركتها فور توفرها.

 

الاختبارات المختبرية وإدارة العينات

يمكن الاطلاع على التفاصيل في الإرشادات المعنونة الفحص المختبري لفيروس جدري القردة: إرشادات مبدئية (23 أيار/مايو 2022)

 

الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعيّة

يعد الإبلاغ بالمخاطر المتصلة بجدري القردة وإشراك المجتمعات المحلية المتضررة والمعرضة للخطر وقادة المجتمعات ومنظمات المجتمع المدني ومقدمي الرعاية الصحية، بما في ذلك الأشخاص في عيادات الصحة الجنسية، في الوقاية والكشف والرعاية أمراً ضرورياً للحيلولة دون حدوث المزيد من الحالات الثانوية وإدارة الفاشية الحالية بفعالية. ويشكّل تقديم المشورة في مجال الصحة العامة بشأن كيفية انتقال المرض، وأعراضه، وتدابير الوقاية منه، واستهداف المشاركة المجتمعية لدى الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر، أمراً بالغ الأهمية من أجل الحد من انتشاره. ويجب أن يكون التواصل مع الجمهور المستهدف مباشراً وواضحاً وجذّاباً.

ويمكن أن يُصاب بعدوى جدري القردة أي شخص لديه اتصال مباشر مع شخص مصاب (مثل ملامسة الوجه للوجه أو الجلد للجلد أو الفم للفم أو الفم للجلد) بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الاتصال الجنسي. وتشمل خطوات الحماية الذاتية تجنب الاتصال الجنسي بشخص مصاب بطفح جلدي أو آفات جلدي موضعية في منطقة الشرج/المنطقة التناسلية، والحد من عدد الشركاء الجنسيين؛ وتجنب الاتصال الوثيق بشخص لديه أعراض تتسق مع عدوى محتملة بجدري القردة؛ والحفاظ على نظافة اليدين باستخدام الماء والصابون أو المواد الهلامية الكحولية؛ والحفاظ على آداب التنفس.

ومع بدء الموسم الصيفي للمهرجانات والحفلات الموسيقية وغيرها من الأحداث في نصف الكرة الشمالي، من المهم العمل مع مخططي الأحداث من أجل ضمان سلامة التجمعات. وقد تشكل بعض السياقات التي تنطوي على تفاعلات وثيقة وطويلة ومتكررة بين الأشخاص خطراً أكبر بانتقال المرض. ومع ذلك، يمكن استخدام هذه الأحداث كفرص لإجراء التوعية لدى مجموعات سكانية محدّدة من خلال رسائل الصحة العامة. ومن المهم التواصل في وقت مبكر، وفي أحيان كثيرة، وبشكل مستمر من خلال قنوات اتصال معروفة وموثوق بها وباللغة والمصطلحات التي يستخدمها السكان المتضررون. وينبغي لسلطات الصحة العامة ومديري الأحداث العمل معاً لضمان وصول المعلومات الهادفة إلى روّاد الحدث قبل بدايته وخلاله وبعده. ويُوصى بشدة بالعمل عن كثب مع المنظمات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني التي لها علاقة مباشرة وموثوق بها مع السكان المتضررين.

وإذا كان الشخص يعاني من أعراض مثل طفح جلدي مصحوب ببثور على الوجه واليدين والقدمين والعينين والفم و/أو الأعضاء التناسلية والمناطق المحيطة بالشرج، والحمى، وتورم الغدد الليمفاوية، وحالات الصداع، وآلام العضلات، والتعب، ينبغي له الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص به وإجراء اختبار لجدري القردة. وإذا تم الاشتباه في إصابة شخص ما بجدري القردة، أو التأكد من إصابته بالمرض، فينبغي أن يخضع للعزل الذاتي ويتجنب ملامسة الجلد للجلد والوجه للوجه مع الآخرين ويمتنع عن ممارسة الجنس، بما في ذلك الجماع الجنسي الاستقبالي/الإيلاجي الفموي أو الشرجي أو المهبلي، إلى أن تتقشر جميع الآفات وتسقط الجلبة وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها. (انظر التدبير العلاجي السريري لجدري القردة والوقاية من عدواه ومكافحتها). وخلال هذه الفترة، يمكن للمرضى الحصول على علاج داعم لتخفيف أعراض جدري القردة. وينبغي لأي شخص يعتني بشخص مريض أن يطبق تدابير الحماية الشخصية المناسبة على النحو المذكور أعلاه. وبناء على المبدأ الوقائي، تقترح المنظمة استخدام الواقي الذكري باستمرار أثناء النشاط الجنسي (الاستقبالي والإيلاجي الفموي/الشرجي/المهبلي) لمدة 12 أسبوعاً بعد الشفاء من أجل الحيلولة دون الانتقال المحتمل لجدري القردة.

وينبغي أن يتجنب المقيمون في بلدان تعاني من جدري القردة منذ فترة طويلة، والمسافرون إلى هذه البلدان، ملامسة الحيوانات المريضة مثل القوارض والجرابيات والرئيسيات غير البشرية (النافقة أو الحية) التي قد تؤوي فيروس جدري القردة، وأن يمتنعوا عن تناول لحوم الطرائد البرية (لحوم حيوانات الأدغال) أو مناولتها.

وتعكف المنظمة باستمرار على تحديث المحتوى الذي تقدّمه من خلال صفحة سؤال وجواب بشأن جدري القردة، ومنصات الاتصال العام، وغيرها من المواد. ويُرجى الاطلاع على الروابط الموجودة في قسم الاستجابة في مجال الصحة العامة أعلاه.

 

الوقاية من العدوى ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية

يشكّل تنفيذ التدابير المناسبة للوقاية من العدوى ومكافحتها أمراً ضرورياً من أجل التخفيف من انتقال جدري القردة ومكافحته في مرافق الرعاية الصحية والمجتمعات المحلية؛ ويشمل ذلك تطبيق تسلسل هرمي للضوابط (الضوابط الإدارية والبيئية والهندسية) واستخدام معدات الوقاية الشخصية من أجل الحد من خطر التعرض لجدري القردة داخل مرافق الرعاية الصحية.

وينبغي للعاملين الصحيين تطبيق التدابير الاحترازية النموذجية بانتظام؛ ويشمل ذلك إجراء تقييم للمخاطر عند كل تفاعل مع المرضى، وممارسة النظافة التنفسية وآداب السعال، وإيداع المرضى، واستخدام معدات الوقاية الشخصية، وتقنية التعقيم، والحقن المأمونة والوقاية من الإصابات بالأدوات الحادة، والتنظيف والتطهير البيئيين، والمناولة السليمة للغسيل والبياضات، وإزالة التلوث وإعادة معالجة مواد ومعدات رعاية المرضى القابلة لإعادة الاستخدام، وإدارة النفايات.

وتنصح المنظمة بتنفيذ التدابير الاحترازية القائمة على انتقال العدوى بشأن أي حالة يُشتبه في إصابتها بجدري القردة، أو تأكدت إصابتها بالمرض.

 

التدبير العلاجي السريري والعلاج

ينبغي إعطاء المرضى الذين يعانون من جدري القردة علاجاً للأعراض الخفيفة، مثل الأدوية المضادة للحمى في حال الحرارة، والمسكنات من أجل الألم. وينبغي الحفاظ على نظافة الآفات الجلدية، وتشكل التغذية والإمهاء المناسبان عنصرين مهمين. وينبغي إسداء المشورة للمرضى بشأن علامات المضاعفات وأعراضها التي تتطلب التماس رعاية عاجلة.

وقد يُصاب مرضى جدري القردة بمضاعفات شديدة ومهدّدة للحياة، وإن كان ذلك غير شائع. وعلى سبيل المثال، يشكل تجمع الآفات الجلدية خطراً بحصول التهابات الجلد والأنسجة الرخوة البكتيرية مثل التهاب النسيج الخلوي والخراجات والتهابات الأنسجة الرخوة الناخرة، التي تتطلب عناية دقيقة بالجروح المحلية، وفي بعض الحالات، علاجاً مضاداً للميكروبات. وقد يؤدي تراكم السوائل تحت الجلد في مرحلة التقشر إلى نضوب الأوعية الدموية، وصدمة، وكذلك تقشر يحدث في مناطق من الجلد قد تتطلب التنضير الجراحي والتطعيم. وتشمل المضاعفات الأخرى النادرة الحدوث الالتهاب الرئوي الحاد والضائقة التنفسية، وعدوى القرنية التي قد تؤدي إلى فقدان البصر، وفقدان الشهية، والقيء والإسهال اللذان يؤديان إلى الجفاف الشديد والاضطرابات والصدمات في الكهارل، واعتلال العقد اللمفاوية العنقي الذي يؤدي إلى خراج في البلعوم الخلفي أو تقويض الجهاز التنفسي، والإنتان أو الصدمة الإنتانية، وفي حالات نادرة التهاب الدماغ والموت. وبالتالي، يترتب على ذلك وجوب تركيز الرعاية السريرية على إدارة المتلازمة السريرية، والحفاظ على الحالة التغذوية والإمهاء، والوقاية من المضاعفات والعقابيل، عند الحاجة. 

ولدى المرضى المصابين بجدري القردة، ينبغي استخدام مضادات الفيروسات في إطار التجارب السريرية العشوائية بالتوازي مع جمع البيانات الموحدة المتعلقة بالنتائج السريرية والنتائج لدى المريض، من أجل زيادة توليد الأدلة بسرعة حول الفعالية والسلامة. وإذا لم يتسنّ ذلك، يمكن استخدام مضادات الفيروسات بموجب بروتوكولات الوصول الموسّعة، مثل الاستخدام الطارئ المرصود للتدخلات غير المسجلة والمتعلقة بالتحري. انظر المرجع الخاص بالمخططات الأولية في مجال البحث والتطوير للحصول على معلومات إضافية.

للمزيد من المعلومات، انظر التدبير العلاجي السريري لجدري القردة والوقاية من عدواه ومكافحتها: إرشادات الاستجابة السريعة المؤقتة، 10 حزيران/يونيو 2022

 

اللقاحات

يكمن الهدف من الاستجابة العالمية لفاشية جدري القردة في السيطرة على الفاشية، والاستخدام الفعال لتدابير الصحة العامة، وذلك من أجل منع استمرار انتشار المرض. ومن شأن الاستخدام الحكيم للقاحات أن يدعم هذه الاستجابة.

وتمت الموافقة مؤخراً على لقاح مضاد لجدري القردة. وقد تحتفظ بعض البلدان بمنتجات لقاح الجدري التي يمكن النظر في استخدامها وفقاً للإرشادات الوطنية. ومن المحتمل أن تكون اللقاحات متاحة بكميات محدودة من خلال السلطات الوطنية، حسب البلد.

  • تعتمد مكافحة فاشيات جدري القردة في المقام الأول على تدابير الصحة العامة، بما في ذلك الترصد، وتتبع المخالطين، وعزل المرضى، ورعايتهم. وفي حين يُتوقع أن توفّر لقاحات الجدري بعض الحماية ضد جدري القردة، فإن البيانات السريرية محدودة.
  • تتعلق معظم توصيات التطعيم المؤقتة المقدمة هنا بالاستخدام غير الرسمي.
  • تحتفظ بعض البلدان بإمدادات استراتيجية من لقاحات الجدري القديمة من برنامج استئصال الجدري الذي انتهى في عام 1980. ولا يوصى باستخدام لقاحات الجيل الأول الموجودة في المخزونات الوطنية لعلاج جدري القردة في الوقت الحالي، نظراً إلى أنها لا تفي بمعايير السلامة والتصنيع الحالية.
  • لقد أفضت سنوات عديدة من البحث إلى تطوير لقاحات مضادة للجدري أحدث وأكثر أماناً (من الجيلين الثاني والثالث)، وبعضها قد يكون مفيداً ضد جدري القردة؛ وتمت الموافقة على أحدها (MVA-BN) لأغراض الوقاية من جدري القردة.
  • إمدادات اللقاحات الأحدث محدودة وتجري مناقشة استراتيجيات الحصول عليها.
  • استناداً إلى المخاطر والفوائد التي يتم تقييمها حالياً، وبغض النظر عن إمدادات اللقاح، فإن التطعيم الجماعي غير مطلوب ولا يُوصى به من أجل جدري القردة في الوقت الحالي.
  • يمكن السيطرة على انتشار جدري القردة من إنسان إلى آخر عن طريق تدابير الصحة العامة، بما في ذلك الكشف المبكر عن الحالات، والتشخيص والرعاية، والعزل، وتتبع المخالطين.
  • ينبغي أن تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بالتمنيع عن طريق استخدام لقاحات الجدري أو جدري القردة عن طريق اتخاذ القرارات السريرية بشكل مشترك، واستناداً إلى تقييم مشترك للمخاطر والفوائد، بين مقدم الرعاية الصحية والشخص الذي يُتوخى إعطاؤه القاح، على أساس كل حالة على حدة.
  • الوقاية اللاحقة للتعرض: بالنسبة إلى مخالطي الحالات، يُوصى باستخدام لقاح مناسب من الجيل الثاني أو الثالث، ومن الناحية المثالية في غضون أربعة أيام من التعرض الأول (وحتى 14 يوماً في حالة عدم ظهور الأعراض)، من أجل منع حدوث المرض.
  • يُوصى بالعلاج الوقائي قبل التعرض من أجل العاملين الصحيين الذين يواجهون خطر تعرض كبير، وموظفي المختبرات الذين يتعاملون مع الفيروسات من مجموعة الأورثوبوكس ممن يجرون الاختبار التشخيصي لجدري القردة، وأعضاء فرق الاستجابة للفاشيات على النحو الذي قد تعينه سلطات الصحة العامة الوطنية.
  • ينبغي أن تكون برامج التطعيم مصحوبة بحملة إعلامية قوية، وتيقظ دوائي قوي، وإجراء دراسات لفعالية اللقاحات في إطار بروتوكولات تجارب سريرية صارمة، إضافة إلى جمع موحد للبيانات السريرية وبيانات النتائج.

 

نهج صحة واحدة

لقد تم تحديد ثدييات برية متنوعة على أنها عرضة للإصابة بفيروس جدري القردة في المناطق التي تعاني منذ فترة طويلة من جدري القردة. وتشمل هذه الثدييات السناجب المخططة، وسناجب الأشجار، والجرذ الغامبي ذي الجيوب، والزغبات، والرئيسيات غير البشرية، من بين أنواع أخرى. ولا تظهر الأعراض على بعض الأنواع، وخاصة تلك المشتبه في أنها مستودعات (القوارض). ويظهر على الأنواع الأخرى، مثل القردة والقردة العليا، طفح جلدي يشابه الطفح الموجود لدى البشر. وحتى الآن، لا توجد بينات موثقة بشأن تأثر الحيوانات الأليفة أو الماشية بفيروس جدري القردة. ولا توجد كذلك بينات موثّقة عن انتقال جدري القردة من الإنسان إلى الحيوان. ومع ذلك، لا يزال هناك خطر افتراضي بانتقال العدوى من الإنسان إلى الحيوان؛ وعلى هذا النحو، ينبغي اتباع التدابير المناسبة مثل التباعد الجسدي بين الأشخاص المصابين بجدري القردة والحيوانات الأليفة المنزلية، والإدارة السليمة للنفايات لمنع انتقال المرض من البشر المصابين إلى الحيوانات المعرضة للخطر في المنزل (بما في ذلك الحيوانات الأليفة)، وفي حدائق الحيوان ومحميات الأحياء البرية، وكذلك إلى الحيوانات شبه الأليفة، وخاصة القوارض.

 

التجمعات

قد تمثل التجمعات بيئة مواتية لانتقال فيروس جدري القردة إذا انطوت على تفاعلات وثيقة وطويلة ومتكررة بين الناس، والتي بدورها يمكن أن تعرّض الحاضرين لملامسة الآفات وسوائل الجسم ورذاذ الجهاز التنفسيّ والمواد الملوثة. ولا يلزم حالياً تأجيل التجمعات في المناطق التي اكتُشفت فيها حالات جدري القردة، أو إلغاءها، كتدبير افتراضي. ويمكن النظر في اتخاذ التدبير الاحترازية التالية للتقليل من خطر انتقال جدري القردة المرتبط بمثل هذه الأحداث:

  • ينبغي أن يكون منظمو الحدث على دراية بالخصائص الوبائية لجدري القردة في المنطقة المضيفة، وطرق انتقاله والوقاية منه، وما هي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها إذا ظهرت على الشخص علامات وأعراض متوافقة مع أعراض جدري القردة، بما في ذلك الحالات التي يمكن فيها التماس الرعاية المناسبة. وينبغي مشاركة هذه المعلومات مع الحاضرين المحتملين وجميع المشاركين عند التخطيط للحدث وإجرائه.
  • ينبغي استخدام التجمعات كفرص للتوعية الإعلامية والمشاركة المجتمعية؛ وينبغي أيضاً إيلاء الاهتمام للسياق الاجتماعي الذي يجري فيه الحدث، إضافة إلى التركيز على سلوكيات المخاطر الفردية المرتبطة بالتجمعات الجانبية والتجمعات غير المخطط لها واللقاءات الاجتماعية غير المنظمة في الأماكن العامة أو الخاصة.
  • ينبغي للأشخاص الذين يعانون من علامات وأعراض تتفق مع أعراض جدري القردة الامتناع عن الاتصال الوثيق بأي فرد آخر، وينبغي لهم أيضاً تجنب حضور التجمعات؛ وينبغي لهم أيضاً اتباع النصائح الصادرة عن السلطات الصحية المعنية.
  • على الرغم من أن جدري القردة وكوفيد-19 ينتشران بين الناس بشكل مختلف، لكن بعض تدابير كوفيد-19 المطبقة خلال التجمعات الاجتماعية فعالة أيضاً ضد انتقال فيروس جدري القردة، مثل الحفاظ على مسافة جسدية وممارسة غسل اليدين بانتظام.
  • نظراً إلى تواتر البلاغات عن الانتقال عن طريق ملامسة الجلد للجلد والفم للفم والفم للجلد أثناء النشاط الجنسي كمصدر محتمل للعدوى أثناء الفاشية الحالية لجدري القردة، ينبغي بالتالي تجنب المخالطة الوثيقة لشخص لديه علامات وأعراض تتفق مع أعراض جدري القردة، بما في ذلك الاتصال الجنسي. ويمكن تقليل المخاطر الإجمالية من خلال الانخراط في ممارسات جنسية آمنة، والحد من عدد الشركاء الجنسيين، وممارسة النظافة الشخصية الجيدة. ويمكن استحداث قوائم للحضور للمشاركين في التجمعات، حسب الاقتضاء، لتيسير تتبع المخالطين في حالة تحديد حالة إصابة بجدري القردة.
  • ينبغي تزويد الموظفين المسؤولين عن التعامل مع الحاضرين الذين يصابون بأمراض خلال الحدث بمعلومات عن كيفية تحديد الأشخاص الذين يعانون من علامات وأعراض تتسق مع جدري القردة، وتقديم التدبير العلاجي لهم.
  • ينبغي النظر في أنشطة الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية، فضلاً عن تدابير الكشف المبكر عن المسافرين الدوليين الذين تظهر عليهم علامات وأعراض تتفق مع جدري القردة عند نقاط الدخول في البلدان المضيفة التي أُبلغ فيها عن حالات جدري القردة.
  • ينبغي دائماً تذكير الحاضرين في التجمعات بالتحلي بالمسؤولية الفردية عن قراراتهم وأفعالهم، بهدف الحفاظ على صحتهم، وصحة الأشخاص الذين يتفاعلون معهم، وفي نهاية المطاف صحة مجتمعهم المحلي. وهذا مهم بشكل خاص بالنسبة إلى التجمعات العفوية أو غير المخطط لها.

وتُدعى السلطات ومنظمي الأحداث إلى تطبيق النهج القائم على المخاطر الذي أوصت به المنظمة في اتخاذ القرارات، وتكييفه مع الأحداث الاجتماعية الكبيرة أو الصغيرة قيد النظر، نظراً إلى أنه يشكل الممارسة المعتادة للتجمعات، بل وأكثر من ذلك، خلال جائحة كوفيد-19. وفي سياق الفاشية الحالية، ينبغي النظر في المخاطر المرتبطة بجدري القردة وأخذها بعين الاعتبار.

 

السفر الدولي ونقاط الدخول

استناداً إلى المعلومات المتاحة في الوقت الراهن، لا توصي المنظمة الدول الأطراف باعتماد أي تدابير تتعلق بالسفر الدولي من أجل المسافرين القادمين أو المغادرين.

وينبغي لأي فرد يشعر بتوعك، بما في ذلك الحمى المصحوبة بمرض شبيه بالطفح الجلدي، أو أي فرد تعتبره السلطات الصحية المسؤولة في الولاية القضائية حالة مشتبه فيها أو مؤكدة للإصابة بجدري القردة، أن يتجنب أي رحلة سفر، بما في ذلك السفر الدولي، إلى أن يُعلن أنه لم يعد يشكل خطراً على الصحة العامة. وينبغي لأي فرد أُصيب بمرض شبيه بالطفح الجلدي أثناء السفر أو بعد العودة منه أن يبلّغ أخصائياً صحياً على الفور، وأن يقدّم معلومات عن جميع الأسفار الأخيرة، وتاريخ التمنيع ضد جدري القردة، ومعلومات عن المخالطين المقربين وفقاً للإرشادات المؤقتة للمنظمة بشأن ترصد جدري القردة وتحري حالاته وتتبع مخالطيها. وينبغي للأفراد الذين تم تحديدهم على أنهم مخالطون لحالات جدري القردة، ويخضعون بالتالي للرصد الصحي، أن يتجنبوا أي رحلة سفر، بما في ذلك السفر الدولي، إلى أن يكملوا فترة الرصد الصحي الخاصة بهم.

وينبغي لموظفي الصحة العامة العمل مع منظمي رحلات السفر ونظرائهم في مجال الصحة العامة في مواقع أخرى من أجل الاتصال بالمسافرين وغيرهم ممن قد يكونون على اتصال بشخص ناقل للعدوى أثناء السفر. وينبغي أن تكون مواد تعزيز الصحة والإبلاغ عن المخاطر متاحة في نقاط الدخول، بما في ذلك معلومات عن كيفية تحديد العلامات والأعراض المتوافقة مع علامات جدري القردة وأعراضه، والتدابير الاحترازية الموصى بها لمنع انتشاره، وكيفية التماس الرعاية الطبية في مكان الوجهة عند الحاجة.

وتحث المنظمة جميع الدول الأعضاء، والسلطات الصحية على جميع المستويات، والأطباء السريريين، والشركاء في القطاع الصحي والاجتماعي، والشركاء الأكاديميين والبحثيين والتجاريين، على الإسراع في احتواء الانتشار المحلي، وعلى نطاق أوسع، فاشية جدري القردة المتعددة البلدان. ويجب اتخاذ إجراءات سريعة قبل السماح للفيروس بالترسخ كعمل مُمرض بشري لديه القدرة على الانتقال الفعال من شخص إلى آخر في المناطق التي تعاني منذ فترة طويلة من جدري القردة، وكذلك في المناطق المتضررة حديثاً.

 

للمزيد من المعلومات

لمزيد من المعلومات عن جدري القردة، يُرجى الاطلاع على:

 

إرشادات منظمة الصحة العالمية والتوصيات الصادرة عنها في مجال الصحة العامة

المراجع

 

اطّلع على جميع أخبار فاشيات الأمراض المتعلقة بهذا الحدث

اقرأ المزيد عن جدري القردة