WHO / NOOR / Sebastian Liste
Patient and therapist during physiotherapist session to recovery from her burn wounds at Sunnaas Rehabilitation Hospital.
© الصورة

الحروق

13 تشرين الأول/أكتوبر 2023

حقائق رئيسية

  • تُقدّر الوفيات الناجمة عن الحروق بحوالي 180 ألف حالة وفاة سنويا، تحدث غالبيتها العظمى في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
  • تعدّ إصابات الحروق غير المميتة أحد الأسباب الرئيسية للمراضة.
  • تحدث الحروق أساساً في المنزل ومكان العمل.
  • الحروق إصابات يمكن الوقاية منها.

لمحة عامة

الحرق إصابة في الجلد أو في نسيج عضوي آخر تسببها بشكل أساسي الحرارة أو الطاقة الإشعاعية أو النشاط الإشعاعي أو الكهرباء أو الاحتكاك أو ملامسة المواد الكيميائية.

وتحدث الحروق الحرارية (الناجمة عن الحرارة) عندما تُدمّر بعض أو كل خلايا الجلد أو الأنسجة الأخرى بفعل:

  • سوائل ساخنة (السمط)
  • أجسام صلبة ساخنة (الحرق التماسي)
  • لهيب (الحرق اللهيبي)

المشكلة

تعتبر الحروق مشكلة من مشاكل الصحة العامة العالمية، وتسبب حسب التقديرات في حوالي 180 ألف حالة وفاة سنويًا. وتحدث غالبية هذه الحالات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، في حين يحدث ما يقرب من ثلثيها في الإقليم الأفريقي وإقليم جنوب شرق آسيا للمنظمة.

وتشهد معدلات الوفيات الناجمة عن الحروق انخفاضاً في العديد من البلدان المرتفعة الدخل، كما أن معدل وفيات الأطفال الناجمة عن الحروق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يزيد على مثيله في البلدان المرتفعة الدخل بأكثر من 7 أضعاف في الوقت الراهن.

وتشكل الحروق غير المميتة سبباً رئيسياً من أسباب المراضة، بما في ذلك الاستشفاء الطويل الأمد والتشوه والإعاقة، وكثيراً ما يترتب عليها الوصم والنبذ.

  • تعد الحروق من بين الأسباب الرئيسية لسنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز (DALYs) في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
  • يتفاوت الاستشفاء بسبب الحروق من بلد إلى آخر ويتأثر ببرامج تعويض مدفوعات الخدمات الصحية، ولكن تشير الاتجاهات في البلدان التي خضعت للدراسة، إلى التوجه نحو مدد استشفاء أقصر وعلاج نسبة متزايدة من الحروق في مراكز متخصصة (1).

بعض البيانات القطرية

  • في الهند، يُصاب أكثر من مليون شخص بحروق معتدلة أو خطيرة سنويا.
  • في بنغلاديش، يُصاب حوالي 173000 طفل بحروق معتدلة أو خطيرة سنويا.
  • في بنغلاديش وكولومبيا ومصر وباكستان، يعاني 17٪ من الأطفال المصابين بالحروق من إعاقة مؤقتة و18٪ منهم من إعاقة دائمة.
  • تعد الحروق ثاني أكثر الإصابات شيوعًا في المناطق الريفية من نيبال، حيث تمثل 5٪ من الإعاقات.
  • في عام 2008، سُجّل أكثر من 000 410 إصابة بالحروق في الولايات المتحدة الأمريكية، تطلبت حوالي 40000 منها علاجا في المستشفى.

الأثر الاقتصادي

تتفاوت التكاليف المباشرة لرعاية الحروق تفاوتاً كبيراً ولكنها تميل عموماً إلى الارتفاع، حيث خلص استعراض منهجي أجري عام 2014 إلى أن متوسط تكلفة الرعاية الصحية الإجمالية لمريض الحروق يبلغ 218 88 دولاراً أمريكياً (بمعدل يتراوح بين 704 – 306 717 دولارات أمريكية). 

وفي جنوب إفريقيا، تشير التقديرات إلى إنفاق حوالي 26 مليون دولار أمريكي سنوياً على رعاية الحروق الناجمة عن حوادث مواقد الكيروسين (البارافين). وتسهم التكاليف غير المباشرة، مثل فقدان الأجور والرعاية الطويلة الأمد للتشوهات والصدمات العاطفية وإنفاق موارد الأسرة، في الأثر الاجتماعي والاقتصادي أيضاً.

من المعرضون للخطر؟

نوع الجنس

وفقا لأحدث البيانات، تعتبر معدلات الوفاة الناجمة عن الحروق أعلى بقليل لدى الإناث مقارنة بالذكور، وهذا على عكس ما هو معتاد في الإصابات الأخرى حيث تكون هذه المعدلات أعلى عند الذكور مقارنة بالإناث.

ويكمن الخطر الأكبر بالنسبة للإناث في الطهي بواسطة النار المكشوفة أو مواقد الطهي غير المأمونة بطبيعتها، والتي يمكن أن تتسبب في احتراق الملابس الفضفاضة. كما ينطوي اللهب المكشوف المستخدم في التدفئة والإضاءة على مخاطر، ويشكل العنف الذاتي أو العنف بين الأفراد عامليْن آخرين من عوامل الخطر (رغم نقص الدراسات بشأنهما).

السن

تعتبر النساء البالغات والأطفال عرضة للحروق بشكل خاص. وتشكل الحروق السبب الخامس الأكثر شيوعًا لإصابات الأطفال غير المميتة. وفي حين يتمثل أحد المخاطر الرئيسية في قصور الرقابة من الكبار، فإن عدداً كبيراً من إصابات بالحروق بين الأطفال ناجمة عن سوء المعاملة.

العوامل الإقليمية

هناك اختلافات كبيرة في معدلات الحرق على الصعيد الإقليمي.

  • يزيد معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الحروق في بلدان الإقليم الأفريقي للمنظمة بأكثر من ضعف مثيله في المناطق الأخرى من العالم.
  • تبلغ احتمالات وفاة الأطفال دون سن الخامسة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في إقليم شرق المتوسط للمنظمة نحو ضعف مثيلاتها في الإقليم الأوروبي للمنظمة.
  • يزيد معدل إصابات الحروق التي تتطلب رعاية طبية في إقليم غرب المحيط الهادئ للمنظمة على مثيله في إقليم الأمريكتين للمنظمة بحوالي 20 مرة.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية

يعتبر الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أكثر عرضة للإصابة بالحروق من الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المرتفعة الدخل. غير أن خطر الإصابة بالحروق مرتبط بالوضع الاجتماعي والاقتصادي في جميع البلدان.

عوامل الخطر الأخرى

هناك عدد من عوامل الخطر الأخرى للحروق، من بينها:

  • المهن التي تزيد من خطر التعرض للنيران؛
  • الفقر والاكتظاظ وانعدام تدابير السلامة المناسبة؛
  • إسناد المهام المنزلية للفتيات الصغيرات، مثل الطهي ورعاية الأطفال الصغار؛
  • الاعتلالات الصحية الكامنة، بما في ذلك الصرع واعتلال الأعصاب المحيطية وحالات الإعاقة الجسدية والإدراكية؛
  • الإسراف في تعاطي الكحول، والتدخين؛
  • سهولة الحصول على المواد الكيميائية المستعملة في الاعتداءات (مثل الهجمات العنيفة بالمواد الحمضية)؛
  • استعمال الكيروسين (البارافين) كوقود لتشغيل الأجهزة المنزلية غير الكهربائية؛
  • عدم كفاية تدابير السلامة المتخذة عند استعمال الغاز المسال والكهرباء.

أين تحدث الحروق؟

تحدث الحروق في المنزل ومكان العمل بشكل أساسي. وتظهر بعض المسوح التي أُجريت في مجتمعات محلية في كل من بنغلاديش وإثيوبيا أن 80 إلى 90٪ من الحروق تحدث في المنزل. ويُصاب الأطفال والنساء عادة بالحروق في المطبخ نتيجة سقوط أواني الطهي المحتوية على سوائل ساخنة أو المشتعلة أو انفجار مواقد الطهي. ويعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالحروق في مكان العمل بسبب النار والسمط والمواد الكيميائية والكهرباء.

الوقاية

إن الحروق إصابات يمكن الوقاية منها. وقد حققت البلدان المرتفعة الدخل تقدماً كبيراً في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الحروق بفضل تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات الوقائية وتحسين رعاية الأشخاص المصابين بالحروق. غير أن الجزء الأكبر من هذا التقدم المحرز في مجال الوقاية والرعاية لم يشمل البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلا جزئياً. ومن المحتمل أن يؤدي بذل المزيد من الجهود في هذا المجال إلى انخفاض كبير في معدلات الوفاة والإعاقة الناجمة عن الحروق.

وينبغي للاستراتيجيات الوقائية أن تتناول مخاطر إصابات الحروق وتثقيف الفئات السكانية الضعيفة وتدريب المجتمعات المحلية على الإسعافات الأولية. ولكي تكون خطة الوقاية من الحروق فعالة، ينبغي أن تشمل قطاعات متعددة وتبذل جهوداً واسعة ترمي إلى تحقيق ما يلي:

  • تحسين الوعي
  • وضع سياسة فعالة وإنفاذها
  • وصف العبء وتحديد عوامل الخطر
  • تحديد أولويات البحث، مع تشجيع التدخلات الواعدة
  • وضع برامج للوقاية من الحروق
  • تعزيز رعاية الحروق
  • تعزيز القدرة على تنفيذ التدابير السالفة الذكر

وتبحث الوثيقة المعنونة خطة منظمة الصحة العالمية للوقاية من الحروق ورعايتها هذه العناصر السبعة بالتفصيل.

إضافةً إلى ذلك، ترد فيما يلي عدة توصيات محددة ترمي إلى الحد من مخاطر الحروق والموجهة إلى الأفراد والمجتمعات المحلية ومسؤولي الصحة العامة:

  • احتواء اللهب المكشوف والحد من ارتفاعه في البيئات المنزلية.
  • تشجيع استخدام مواقد طهي أكثر مأمونية ووقود أقل خطورة، والتثقيف بشأن ارتداء الملابس الفضفاضة.
  • تطبيق نظم السلامة على تصاميم المساكن والمواد المستعملة في بنائها، وتشجيع إجراءات التفتيش المنزلي.
  • تحسين تصميم مواقد الطهي، لاسيما فيما يتعلق بثباتها ومنع وصول الأطفال إليها.
  • خفض درجة الحرارة في صنابير المياه الساخنة.
  • تشجيع التثقيف في مجال السلامة من الحرائق واستعمال أجهزة الكشف عن الدخان وأجهزة الرش المستعملة في إطفاء الحريق ونظم النجاة من الحريق في المنازل.
  • تشجيع اعتماد نظم السلامة الصناعية والامتثال لها، واستعمال أقمشة مقاومة للحريق في ملابس النوم الخاصة بالأطفال.
  • تجنب التدخين في السرير وتشجيع استعمال الولاعات المراعية لسلامة الأطفال.
  • تشجيع التشريعات التي تفرض إنتاج سجائر غير مسببة للحرائق.
  • تحسين علاج الصرع، لاسيما في البلدان النامية.
  • تشجيع مواصلة تطوير نظم رعاية الحروق، بما في ذلك تدريب مقدمي الرعاية الصحية على الفرز والتدبير العلاجي المناسبيْن للأشخاص المصابين بحروق.
  • دعم تصنيع وتوزيع مآزر مقاوِمة للحريق لاستعمالها أثناء الطهي بواسطة موقد اللهب المكشوف أو موقد الكيروسين.

الإسعافات الأولية

ترد فيما يلي إرشادات أساسية بشأن الإسعافات الأولية في حال الإصابة بحروق.

ما ينبغي فعله

  • وقف عملية الاحتراق بإزالة الملابس ورش الحروق بالماء.
  • إطفاء اللهب عن طريق تمكين المصاب من التدحرج على الأرض أو تغطيته بغطاء، أو باستخدام الماء أو أي سائل آخر يتيح إطفاء الحريق.
  • استعمال مياه الحنفية الباردة لخفض درجة حرارة الحرق.
  • في حالة الحروق الكيماوية، يُزال العامل الكيميائي أو يُخفّف من خلال رش موضع الحرق بكميات كبيرة من الماء.
  • لف المريض بقطعة قماش أو غطاء نظيف ونقله إلى أقرب مرفق للرعاية الطبية.

ما لا ينبغي فعله

  • عدم مباشرة إجراءات الإسعافات الأولية قبل ضمان السلامة الشخصية (إيقاف التيار الكهربائي وارتداء قفازات في حال وجود مواد كيميائية، إلخ).
  • عدم وضع المعجون أو الزيت أو الكركم أو القطن الخام على موضع الحرق.
  • عدم استعمال الثلج لأنه يعمق الإصابة.
  • تجنب تبريد مكان الحرق بالماء لفترة طويلة لأن ذلك سيسبب انخفاض الحرارة.
  • عدم فتح النفاطات إلى أن يتسنى وضع مضادات الميكروبات الموضعية على الإصابة من قِبل أحد مقدمي الرعاية الصحية مثلا.
  • عدم وضع أي مادة على الجرح مباشرة لتفادي إصابته بالعدوى.
  • تجنب استخدام الأدوية الموضعية قبل تلقي المريض الرعاية الطبية اللازمة.

استجابة المنظمة

تشجع المنظمة على تبنّي التدخلات التي ثبتت نجاعتها في الحد من حالات الإصابة بالحروق.

وتدعم المنظمة أيضا إعداد سجل عالمي للحروق واستخدامه في جمع بيانات منسقة عالمياً بشأن الحروق وتعزيز التعاون بين الشبكات العالمية والوطنية بغية زيادة عدد البرامج الفعالة للوقاية من الحروق.


المراجع

  1. Recent Trends in Burn Epidemiology Worldwide: A Systematic Review. Burns. 2017 Mar; 43(2): 249–257.