حقائق رئيسية
- أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالميّ.
- توفي، بحسب التقديرات، نحو 19,8 مليون شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2022، أي ما يمثل نسبة 32٪ تقريباً من مجموع وفيات العالم، منها نسبة 85٪ كانت وفيات ناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- تحدث أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل.
- تسبّبت أمراض القلب والأوعية الدموية في وفيات نسبتها 38٪ على الأقل من أصل الوفيات المبكرة (دون سن 70 عاماً) البالغ عددها 18 مليون وفاة بسبب الأمراض غير السارية في عام 2021.
- يمكن الوقاية من معظم أمراض القلب والأوعية الدموية بمعالجة عوامل الخطر السلوكية والبيئية المسبّبة لها، مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحّي (الحاوي على كميات مفرطة من الملح والسكر والدهون) والسمنة والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار وتلوّث الهواء.
- من الضروري الكشف عن أمراض القلب والأوعية الدموية في أسرع وقت ممكن لكي يتسنى الشروع في تدبيرها علاجياً بفضل المشورة الطبّية والأدوية.
نظرة عامة
أمراض القلب والأوعية الدموية هي مجموعة اضطرابات تصيب القلب والأوعية الدموية، وهي تشمل ما يلي:
- داء القلب الإقفاري – مرض يصيب الأوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب؛
- ومرض الأوعية الدموية الدماغية – مرض يصيب الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ؛
- ومرض الشرايين المحيطية – مرض يصيب الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين؛
- وداء القلب الروماتيزمي – تلف يصيب عضلة القلب وصماماته بسبب الحمى الروماتيزمية الناجمة عن البكتيريا العقدية؛
- ومرض القلب الخلقي – عيوب خلقية تؤثر على التطور الطبيعي للقلب وعمله سببها تشوهات في بنية القلب عند الولادة؛
- وخثار الأوردة العميقة والانصمام الرئوي – جلطات دموية تصيب أوردة الساق ويمكن أن تتحرك وتنتقل إلى القلب والرئتين.
وعادة ما تكون النوبات القلبية والسكتات الدماغية حالات حادة تنجم أساساً عن انسداد في الأوردة يمنع الدم من التدفق إلى القلب أو الدماغ. ولعل السبب الأكثر شيوعاً لذلك هو تراكم الرواسب الدهنية على الجدران الداخلية للأوعية الدموية التي تغذي القلب أو الدماغ. كما يمكن أن تحدث السكتات الدماغية بسبب نزيف الأوعية الدموية في الدماغ أو جلطات الدم.
عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
النظام الغذائي غير الصحّي والخمول البدني وتعاطي التبغ وتعاطي الكحول على نحو ضار من أهم عوامل الخطر السلوكية للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما يمثل تلوّث الهواء عاملاً مهماً من بين عوامل الخطر البيئية. وقد تظهر آثار عوامل الخطر السلوكية لدى الأفراد في شكل ارتفاع في ضغط الدم، وارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، وزيادة نسبة الدهون في الدم، وزيادة الوزن والسمنة. ويمكن قياس "عوامل الخطر المتوسّطة" هذه في مرافق الرعاية الأولية لبيان مدى زيادة خطورة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وقصور القلب ومضاعفات أخرى.
وثبت أن الإقلاع عن تعاطي التبغ وتقليل كمية الملح في النظام الغذائي وتناول كمية أكبر من الفواكه والخضروات وممارسة النشاط البدني بانتظام وتجنب تعاطي الكحول على نحو ضار هي عادات تقلل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولا غنى عن السياسات الصحّية التي تهيئ بيئات مواتية لإتاحة الخيارات الصحّية بتكلفة معقولة، فضلاً عن تحسين نوعية الهواء وتقليل معدلات التلوّث، لتشجيع الناس على اتباع سلوكيات صحّية وصونها.
ويوجد أيضاً عدد من المحدّدات الأساسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تجسد القوى الرئيسية المحركة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي - وهي العولمة والتحضر وشيخوخة السكان. أمّا المحدّدات الأخرى لهذه الأمراض فتشمل الفقر والإجهاد والعوامل الوراثية.
وإضافة إلى ذلك، فإن من الضروري علاج حالات ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم بالأدوية لتقليل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومنع الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية فيما بين المصابين بهذه الحالات.
الأعراض الشائعة لأمراض القلب والأوعية الدموية
أعراض النوبات القلبية والسكتات الدماغية
غالباً ما لا توجد أعراض تبين المرض الأساسي للأوعية الدموية، وقد تكون النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أول علامة على المرض الأساسي. وتشمل أعراض النوبة القلبية ما يلي:
- ألم أو شعور بالضيق في وسط الصدر؛
- و/ أو ألم أو شعور بالضيق في الذراعين أو الكتف الأيسر أو المرفقين أو الفك أو الظهر.
وإضافة إلى ذلك، قد يجد الشخص صعوبة في التنفس أو يشعر بضيق التنفس؛ والغثيان أو التقيؤ؛ والدوار الخفيف أو الإغماء؛ والتعرق البارد؛ وشحوب البشرة، علماً بأن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بضيق التنفس والغثيان والتقيؤ وآلام الظهر أو الفك.
ومن أكثر أعراض السكتة الدماغية شيوعاً الضعف المفاجئ لعضلات الوجه أو الذراع أو الساق، والذي غالباً ما يصيب جانباً واحداً من الجسم. وتشمل الأعراض الأخرى الظهور المفاجئ للعلامات التالية:
- خدر في الوجه أو الذراع أو الساق، وخاصة في جانب واحد من الجسم؛
- و/ أو الارتباك أو صعوبة التحدث أو فهم الكلام؛
- و/ أو صعوبة في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما؛
- و/ أو صعوبة في المشي و/ أو الشعور بدوار و/ أو فقدان التوازن أو ضبط النفس؛
- و/ أو الشعور بصداع وخيم لسبب مجهول؛
- و/ أو الإغماء أو فقدان الوعي.
وينبغي أن يحصل الأشخاص الذين يبدون هذه الأعراض على الرعاية الطبّية فوراً.
داء القلب الروماتيزمي
ينجم داء القلب الروماتيزمي عن تلف في صمامات القلب وعضلة القلب بسبب الالتهاب والتندب الناجم عن الحمى الروماتيزمية. وهذه الحمى سببها استجابة الجسم غير الطبّيعية لعدوى البكتيريا العقدية، والتي تبدأ أعراضها عادة في شكل التهاب في الحلق أو التهاب اللوزتين لدى الأطفال.
وتؤثر الحمى الروماتيزمية غالباً على الأطفال في البلدان النامية، وخصوصاً في المناطق التي يستشري فيها الفقر على نطاق واسع. ويتسبّب داء القلب الروماتيزمي في ما نسبته 2٪ تقريباً من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
أعراض داء القلب الروماتيزمي
تشمل أعراض داء القلب الروماتيزمي ما يلي: ضيق التنفس والتعب وعدم انتظام ضربات القلب وألم الصدر والإغماء.
أمّا أعراض الحمى الروماتيزمية فتشمل ما يلي: الحمى والألم وتورم المفاصل والغثيان وتشنجات المعدة والتقيؤ.
لِمَ تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية مشكلة إنمائية في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل
تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل نسبة 80٪ تقريباً من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في العالم. وغالباً ما لا يستفيد الناس الذين يعيشون في تلك البلدان من برامج الرعاية الصحّية الأولية للكشف مبكراً عن الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجهم. كما يعاني الأشخاص المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض غير السارية في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل من محدودية إتاحة خدمات الرعاية الصحّية الفعّالة والمنصفة التي تلبي احتياجاتهم. ونتيجة لذلك، غالباً ما يُكشف عن المرض في وقت متأخر من مساره لدى الكثير من الناس في هذه البلدان ممّا يتسبّب في وفاتهم في سن مبكرة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض غير السارية، وذلك في أكثر سنوات عمرهم إنتاجية في الأغلب.
وتُلحق هذه المشاكل أشد ضررها بأفقر الناس في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل. فعلى صعيد الأسرة، ظهرت بيّنات تثبت أن أمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض غير السارية تسهم في تفشي الفقر بسبب الإنفاق الكارثي على الصحّة والمبالغ الكبيرة المُنفقة من الجيب الخاص. أمّا على صعيد الاقتصاد الكلي، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تحمل اقتصادات البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل عبئاً ثقيلاً.
كيف السبيل إلى تخفيف عبء أمراض القلب والأوعية الدموية
إن السبيل الأفضل لتقليل معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية هو إدراج التدخلات المتعلقة بتدبيرها علاجياً في حزم التغطية الصحّية الشاملة، رغم أن النظم الصحّية في عدد كبير من البلدان تستدعي توظيف استثمارات كبيرة وجهوداً في مجال إعادة التوجيه لغرض تدبير هذه الأمراض علاجياً بفعّالية.
وأثبتت بيّنات مستمدة من 18 بلداً أن برامج علاج حالات ارتفاع ضغط الدم يمكن تنفيذها بكفاءة ومردودية عالية على مستوى الرعاية الأولية لتقلّل في نهاية المطاف معدلات الإصابة بداء القلب الإقفاري والسكتة الدماغية. وينبغي أن تُتاح التكنولوجيات والأدوية المناسبة للمرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشمل الأدوية الأساسية التي ينبغي إتاحتها ما يلي:
- الأسبيرين؛
- محصرات مستقبلات بيتا
- محصرات قنوات الكالسيوم
- مُثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
- مدرات البول
- الستاتينات.
ولابد من التعجيل بالتدبير العلاجي لأي حدث حاد مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ويلزم أحياناً إجراء عمليات جراحية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي تشمل ما يلي:
- مجازة الشريان التاجي؛
- وعملية رأب الأوعية بالبالون (التي يُمرّر فيها جهاز صغير شبيه بالبالون عبر شريان ما لفتح انسداده)؛
- وإصلاح صمامات القلب واستبدالها؛
- وزرع القلب.
- وعمليات زرع القلب الاصطناعي.
ويلزم استعمال أجهزة طبّية لعلاج بعض أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي أجهزة تشمل أجهزة تنظيم ضربات القلب والصمامات الاصطناعية واللصقات اللازمة لسد الثقوب في القلب.
استجابة المنظّمة
تعمل المنظّمة على تشجيع البلدان على تنفيذ إجراءات فعّالة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل خطر الإصابة بها وتدبيرها علاجياً ومكافحتها، وعلى دعم البلدان في تنفيذ تلك الإجراءات، وخصوصاً منها البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتحقيقاً لهذه الغاية، تقوم المنظّمة بما يلي:
• وضع مبادئ توجيهية وأدوات مسندة بالبينات بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية الرئيسية وتدبيرها علاجياً، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية؛
• ووضع معايير وقواعد بشأن تقييم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وتشخيص حالات ارتفاع ضغط الدم، ورعاية المرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية؛
• ورفع مستوى الوعي بالعبء العالميّ المتزايد لأمراض القلب والأوعية الدموية؛
• والاضطلاع بترصد عالميّ لأمراض القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر الرئيسية للإصابة بها.
وتوسيعاً لنطاق العمل في هذا المضمار، دشنت المنظّمة في عام 2016 مبادرة "القلوب العالميّة" بهدف دعم البلدان في تعزيز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها بفضل الرعاية الصحية الأولية، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وكانت الدول الأعضاء في المنظّمة قد اتفقت في عام 2013 على آليات عالميّة لتخفيف عبء الأمراض غير السارية التي يمكن تجنبها، بما يشمل "خطّة العمل العالميّة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها 2013-2020". وتهدف هذه الخطّة إلى تقليل عدد الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بنسبة 25٪ بحلول عام 2025 بواسطة تسع غايات عالميّة طوعية، منها غايتان تركزان مباشرة على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية ومكافحتها.
الغاية 6: تقليل معدلات انتشار حالات ارتفاع ضغط الدم على الصعيد العالميّ بنسبة 25٪ بين عامي 2010 و2025.
الغاية 8: ينبغي تزويد نسبة 50٪ على الأقل من الأشخاص المؤهلين بالعلاج الدوائي والمشورة (بما يشمل وسائل التحكم في نسبة السكر في الدم) للوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بحلول عام 2025.
وإضافة إلى ذلك، تنص الغاية 9 على ضرورة إتاحة التكنولوجيات والأدوية الأساسية بتكلفة ميسورة، بما فيها الأدوية الجنيسة، اللازمة لعلاج الأمراض غير السارية الرئيسية بنسبة 80٪ في مرافق القطاعين العام والخاص كليهما.
وسيلزم لبلوغ هذه الغايات توظيف استثمارات كبيرة في النظم الصحّية وتعزيزها.
وتعمل المنظّمة أيضاً على زيادة الإرشادات المعيارية المتاحة لغرض التدبير العلاجي لمتلازمة الشريان التاجي الحادة والسكتة الدماغية.