Joshua E. Cogan
Lymphatic filariasis, detection, prevention and control in Georgetown, Guyana & Pernambuco, Brazil, 2015
© الصورة

داء الفيلاريات اللمفي

21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

حقائق رئيسية

  • يُضعف داء الفيلاريات اللمفي الجهاز اللمفي، وقد يؤدي إلى تضخُّم غير طبيعي في أجزاء الجسم، ويسبب الألم والإعاقة الشديدة والوصم الاجتماعي.
  • مازال أكثر من 657 مليون شخص في 39 بلداً حول العالم يتعرضون لمخاطر داء الفيلاريات اللمفي ويحتاجون إلى العلاج الكيميائي الوقائي لوقف انتشار هذه العدوى الطفيلية.
  • يمكن التخلص من داء الفيلاريات اللمفي بوقف انتشار العدوى عن طريق العلاج الكيميائي الوقائي باستعمال توليفات دوائية مأمونة تُكرَّر سنوياً. وقد قدم أكثر من 9.7 مليار علاج لوقف انتشار العدوى منذ عام 2000.
  • حتى عام 2018، أصيب 51 مليون شخص بهذا الداء، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 74% منذ بدء برنامج المنظمة العالمي للتخلص من داء الفيلاريات اللمفي في عام 2000.
  • بفضل التنفيذ الناجح لاستراتيجيات المنظمة، لم يعُد 871 مليون شخص في حاجة إلى العلاج الكيميائي الوقائي.
  • هناك حزمة أساسية للرعاية يُوصى بها لتخفيف المعاناة والوقاية من المزيد من الإعاقة بين الأشخاص المصابين بداء الفيلاريات اللمفي.

لمحة عامة

يُعد داء الفيلاريات اللمفي المعروف بداء الفيل أحد أمراض المناطق المدارية المُهمَلة. وتحدث العدوى بهذا المرض عندما تنتقل الطفيليات الفيلارية إلى الإنسان عن طريق البعوض، وعادة ما تُكتَسب في مرحلة الطفولة، وتُسبِّب ضرراً خفياً للجهاز اللمفي.

وتحدث مظاهر المرض الواضحة التي تُسبِّب ألماً وتشوهات شديدة - الوذمة اللمفية وداء الفيل والتورم الصفني - في مرحلة لاحقة من الحياة، وقد تفضي إلى إعاقة دائمة. ولا يعاني الأشخاص المصابون بداء الفيلاريات اللمفي من الإعاقة البدنية فحسب، بل يتعرَّضون أيضاً لأضرار نفسية واجتماعية وخسائر مالية تسهم في وصمهم ووقوعهم في براثن الفقر.

وفي عام 2023، كان 657 مليون شخص في 39 بلداً يعيشون في مناطق تتطلب حصولهم على العلاج الكيميائي الوقائي لوقف انتشار العدوى.

ووفقاً للتقدير العالمي الأساسي للأشخاص المصابين بداء الفيلاريات اللمفي، يعاني 25 مليون رجل من القيلة المائية، ويعاني أكثر من 15 مليون شخص من الوذمة اللمفية. وتلازم هذه المظاهر المرضية المزمنة 36 مليون شخص على الأقل. ومن شأن التخلص من داء الفيلاريات اللمفي أن يقي من المعاناة غير الضرورية، وأن يُسهِم في الحدِّ من الفقر.

سبب العدوى وانتقالها

يحدث داء الفيلاريات اللمفي بسبب العدوى بطفيليات تُصنَّف ضمن الديدان الخيطية (الديدان المستديرة) من فصيلة الفيلاريات. وهناك ثلاثة أنواع من هذه الديدان الفيلارية شبه الخيطية:

  • "الديدان الفخرية البنكروفتية"، وهي مسؤولة عن 90% من حالات العدوى.
  • الديدان "البروجية الملاوية"، التي تُسبِّب معظم الحالات المتبقية.
  • الديدان "البروجية التيمورية"، التي تُسبِّب المرض أيضاً.

وتستقر الديدان البالغة في الأوعية اللمفية وتؤدي إلى اضطراب في الوظائف الطبيعية للجهاز اللمفي. وتستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة لفترة تتراوح في المتوسط بين 6 و8 سنوات تنتج خلالها ملايين الفيلاريات المُصغَّرة (اليرقات غير الناضجة) التي تدور في الدم.

وتنتقل العدوى بالفيلاريات المصغّرة إلى البعوض عن طريق امتصاص الدم عند لدغ الثوي المصاب بالعدوى. وتنضج الفيلاريات المصغّرة لتتحول إلى يرقات مُعدِية داخل البعوضة. وعندما يلدغ البعوض الحامل للعدوى الإنسان، تترسب اليرقات الطفيلية البالغة على الجلد الذي يمكنها أن تنفذ من خلاله إلى داخل الجسم. وتنتقل اليرقات بعد ذلك إلى الأوعية اللمفية حيث تتحول إلى ديدان بالغة، لتستمر بذلك دورة انتقال العدوى.

وينتقل داء الفيلاريات اللمفية عن طريق أنواع مختلفة من البعوض منها، على سبيل المثال، بعوض الباعضة الذي ينتشر انتشاراً واسعاً في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وبعوض الأنوفيليس الذي يوجد في المقام الأول في المناطق الريفية، وبعوض الزاعجة الذي يتوطن جزر المحيط الهادئ في المقام الأول.

الأعراض

تشمل العدوى بالفيلاريات اللمفية حالات عديمة الأعراض وحالات حادة وحالات مزمنة. وتكون معظم حالات العدوى عديمة الأعراض، فلا توجد علامات خارجية تدل على الإصابة بالعدوى، ويُسهم ذلك في انتقال الطفيلي. وتُلحق حالات العدوى العديمة الأعراض هذه الضرر بالجهاز اللمفي والكليتين وتُحدِث تغييراً في الجهاز المناعي للجسم.

وعندما يتحول داء الفيلاريات اللمفية إلى مرض مزمن يؤدي إلى وذمة لمفية (تورم الأنسجة) أو داء الفيل (تضخم الجلد/ الأنسجة) الذي يصيب الأطراف، والقيلة المائية (التورم الصفني). ويُعد تأثر الثديين والأعضاء التناسلية شائعاً. وغالباً ما تُفضِي هذه التشوهات البدنية إلى الوصم الاجتماعي، وتدهور الصحة النفسية إلى دون المستوى الأمثل، وفقدان فرص الحصول على الدخل، وزيادة النفقات الطبية التي يتحمَّلها المرضى والقائمون على رعايتهم، ناهيك عن الأعباء الاجتماعية والاقتصادية الفادحة للعزلة والفقر.

وعادة ما تصاحب الوذمة اللمفية المزمنة أو داء الفيل المزمن نوبات حادة من الالتهاب الموضعي تؤثر على الجلد والعُقد اللمفية والأوعية اللمفية. وتتسبب استجابة الجسم المناعية للطفيل في بعض هذه النوبات. وينتج معظمها عن عدوى بكتيرية ثانوية تصيب الجلد حيثما فقَد جزءاً من الدفاعات الطبيعية بسبب الضرر الأساسي الذي لحق بالجهاز اللمفي. وتُسبِّب هذه النوبات الحادة الضعف والوهن، وقد تستمر لأسابيع، وهي السبب الرئيسي في ضياع الأجور على الأشخاص الذين يعانون من داء الفيلاريات اللمفي.

العلاج

يمكن التخلص من داء الفيلاريات اللمفي بوقف انتشار العدوى عن طريق العلاج الكيميائي الوقائي. وتتمثل استراتيجية العلاج الكيميائي الوقائي التي توصي بها المنظمة للتخلص من داء الفيلاريات الليمفاوية في إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري. ويتضمن إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري إعطاء جرعة سنوية من الأدوية لجميع السكان المعرضين لاحتمال الإصابة. وتؤثر الأدوية المستخدمة تأثيراً محدوداً على الطفيليات البالغة ولكنها تحد بفعّالية من كثافة المكروفيلارية في مجرى الدم وتمنع انتقال الطفيليات إلى البعوض.

ويتوقف المقرر العلاجي الذي يوصى به عند إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري على التوطن المشترك بين داء الفيلاريات اللمفاوية والأمراض الفيلارية الأخرى. وتوصي المنظمة بالمقررات العلاجية التالية عند إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري:

  • ألبندازول (400 مغ) وحده مرتين في السنة في المناطق الموطونة أيضاً بداء اللوائيات.
  • إيفرمكتين (200 ميكروغرام/ كلغ) مع ألبندازول (400 مغ) في البلدان الموطونة بداء كلابية الذنب.
  • سترات ثنائي إيثيل كاربامازين (6 مغ/ كلغ) وألبندازول (400 مغ) في البلدان غير الموطونة بداء كلابية الذنب.
  • إيفرمكتين (200 ميكروغرام/ كلغ) مع سيترات ثنائي إيثيل كاربامازين (6 ملغ/كغ) وألبندازول (400 ملغ) في البلدان غير الموطونة بداء كلابية الذنب وحيث تُستوفى الشروط البرمجية الأخرى.

ويتوقف أثر إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري على مدى نجاعة المقرر العلاجي وتغطيته (النسبة الكلية للسكان الذين يتناولون الأدوية). وقد أدى إعطاء المقرر العلاجي الذي يتضمن الدوائين على نطاق جماهيري إلى وقف دورة انتقال العدوى، عند تكراره سنوياً لمدة 4 إلى 6 سنوات على الأقل مع التغطية الفعّالة لكل المجموعة السكانية المعرضة للإصابة. كما استُخدِم الملح المُقوَّى بثنائي إيثيل كاربامازين في عدد قليل من البيئات لوقف دورة انتقال العدوى.

وفي بداية برنامج المنظمة العالمي للتخلص من داء الفيلاريات اللمفي، كان هناك 81 بلداً يُعد موطوناً بالمرض. وتشير البيانات الوبائية الأخرى التي استُعرضت منذ ذلك الحين إلى أن العلاج الكيميائي الوقائي غير ضروري في 10 بلدان. وفي الفترة من عام 2020 إلى عام 2021، قُدِّم ما مجموعه 9.7 مليار علاج لأكثر من 943 مليون شخص مرة واحدة على الأقل في 71 بلداً، ما حدَّ بقدر كبير من انتقال العدوى في كثير من الأماكن. وتراجعت نسبة السكان الذين يحتاجون إلى تلقي الأدوية على نطاق واسع بنسبة 58.6% (871 مليون شخص)، حيث انحسر معدل انتشار العدوى دون عتبات التخلص من المرض. وتشير التقديرات المُتحفِّظة إلى أن الفائدة الاقتصادية الإجمالية للبرنامج في الفترة من عام 2000 إلى عام 2007 بلغت 24 مليار دولار أمريكي. وأدت العلاجات المقدمة حتى عام 2015 إلى تجنب خسائر اقتصادية تقدر بنحو 100,5 مليار دولار أمريكي كان من المتوقع أن تحدث في فترة حياة مجموعات الأتراب المستفيدة من العلاج.

وحصل واحد وعشرون بلداً وإقليماً على الإقرار بتخلصه من داء الفيلاريات اللمفي بوصفه من مشكلات الصحة العامة (بنغلاديش، والبرازيل، وكمبوديا، وجزر كوك، ومصر، وكيريباتي، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، وملديف، وملاوي، وجزر مارشال، ونيوي، وبالاو، وسري لانكا، وتايلاند، وتيمور- ليشتي، وتوغو، وتونغا، وفانواتو، وفيت نام، وجزر واليس وفوتونا، واليمن). وحتى عام 2023، نجح 14 بلدا في تنفيذ الاستراتيجيات الموصى بها، وأوقفت العلاج المقدم على نطاق واسع، وتخضع الآن للترصد لإثبات تخلصها من المرض. ومازال العلاج الكيميائي الوقائي لازماً في 39 بلداً، وفي 6 من هذه البلدان لم يكن إعطاء الأدوية على نطاق واسع قد تم في جميع المناطق الموطونة في نهاية عام 2023.

التدبير العلاجي للمراضة

يكتسي التدبير العلاجي للمراضة والوقاية من الإعاقة أهمية حيوية في تحسين الصحة العامة، وينبغي لنظام الرعاية الصحية أن يوفرهما لضمان استدامتهما. ويمكن للجراحة أن تخفف من حدة القيلة المائية في معظم الحالات. كما يمكن الحد من الوخامة السريرية وتفاقم المرض، بما في ذلك نوبات الالتهاب الحادة، والوقاية منها باتباع تدابير بسيطة تشمل النظافة والاعتناء بالجلد وممارسة التمارين الرياضية ورفع الأطراف المتضررة. ويجب أن تتاح الرعاية المستمرة للأشخاص المصابين بالوذمة اللمفية طيلة حياتهم، من أجل التدبير العلاجي من ناحية ومنع تطور المرض إلى مراحل متقدمة من ناحية أخرى.

ويهدف البرنامج العالمي للتخلص من داء الفيلاريات اللمفي إلى إتاحة حزمة أساسية من الرعاية لكل الأشخاص الذين تبدو عليهم المظاهر المزمنة المرتبطة بداء الفيلاريات اللمفي في جميع المناطق التي يوجد بها المرض، بغية التخفيف من معاناتهم وتحسين نوعية حياتهم.

وستُحقَّق أهداف التخلص من داء الفيلاريات اللمفي إذا أُتيحت للأشخاص المصابين به الحزمة الأساسية للرعاية التالية:

  • علاج نوبات التهاب العُقد والأوعية اللمفية؛
  • إرشادات بشأن تطبيق التدابير البسيطة لعلاج الوذمة اللمفية والقيلة المائية لمنع تفاقم المرض وحدوث نوبات الضعف والالتهاب الناجمة عن التهاب العُقد والأوعية اللمفية؛
  • جراحة لعلاج القيلة المائية؛
  • علاج من العدوى.

مكافحة النواقل

تُعد مكافحة البعوض استراتيجية مُكمِّلة تدعمها المنظمة. وتُستَخدَم هذه الاستراتيجية للحدِّ من انتقال العدوى بداء الفيلاريات اللمفية وسائر الأمراض التي ينقلها البعوض. وهناك تدابير قد تساعد على حماية الأشخاص من العدوى مثل الناموسيات المُعالَجة بمبيدات الحشرات أو الرش الثمالي داخل المباني أو تدابير الحماية الشخصية، وهي تتوقف على نوع الطفيل الناقل للمرض. ومن شأن استخدام الناموسيات المُعالَجة بمبيدات الحشرات في المناطق التي يمثل فيها بعوض الأنوفيليس الناقل الرئيسي للفيلاريات أن يُعزِّز الأثر الواقع على انتقال العدوى خلال حملات إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري وبعدها. وقد أسهمت مكافحة النواقل في بعض المواقع في الماضي في التخلص من داء الفيلاريات اللمفي في غياب العلاج الكيميائي الوقائي الواسع النطاق.

استجابة المنظمة

يشجع قرار جمعية الصحة العالمية ج ص ع50-29 الدول الأعضاء على التخلص من داء الفيلاريات اللمفي بوصفه مشكلة من مشكلات الصحة العامة. واستجابة لهذا القرار، استهلت المنظمة في عام 2000 برنامجها العالمي للتخلص من داء الفيلاريات اللمفي.  

وتستند استراتيجية المنظمة إلى عنصرين رئيسيين، هما:

  • وقف انتشار العدوى بإعطاء العلاج السنوي على نطاق واسع لجميع الأشخاص المُستحقين في أي منطقة أو إقليم تنتشر فيه العدوى.
  • تخفيف المعاناة الناجمة عن داء الفيلاريات اللمفي من خلال توفير الحزمة الأساسية للرعاية الموصى بها.

وفي عام 2020، حدّد البرنامج العالمي للتخلص من داء الفيلاريات اللمفي الأهداف التالية لخارطة الطريق الجديدة لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة (2030-2021):

  • استيفاء 58 بلدا من البلدان الموبوءة (80%) معايير التحقق من القضاء على داء الفيلاريات اللمفي بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العامة، بالموازاة مع استدامة انخفاض معدلات العدوى دون العتبات المستهدفة لمدة أربع سنوات على الأقل بعد وقف إعطاء الأدوية على نطاق جماهيري وتوفير حزمة أساسية من الرعاية في جميع المناطق التي يعرف وجود المرضى فيها؛
  • تنفيذ البلدان الموبوءة البالغ عددها 72 بلدا (100%) أنشطة الترصد اللاحقة لإعطاء الأدوية على نطاق جماهيري أو للتحقق؛
  • انخفاض مجموع السكان الذين يحتاجون إلى إعطائهم أدوية على نطاق جماهيري إلى الصفر.