الصحة المهنية: العاملون الصحيون

7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

حقائق رئيسية 

  • تبلغ نسبة المصابين بعدوى السل الكامنة من العاملين الصحيين في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حوالي 54% وهي نسبة أعلى بمقدار 25 مرة من النسبة المسجلة في صفوف عامة السكان.
  • تتراوح نسبة المعانين من ألم مزمن في أسفل الظهر من الممرضين والممرضات في المرافق السريرية في أفريقيا ما بين 44% و83% مقارنة بنسبة 18% من العاملين في المكاتب.
  • تبلغ نسبة العاملين الصحيين الذين يفيدون بتعرضهم لأي شكل من أشكال العنف في مكان العمل 63% على الصعيد العالمي.
  • عانى 23% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية في العالم من الاكتئاب والقلق و39% منهم من الأرق أثناء جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19). وعلاوة على ذلك، تكون المهن الطبية أكثر تعرضاً لخطر الانتحار في جميع أنحاء العالم.
  • تنجم عن ظروف العمل غير المأمونة التي تسبب الأمراض المهنية والإصابات والتغيب تكاليف مالية كبيرة يتكبدها قطاع الصحة (وتصل نسبتها إلى 2% من الإنفاق على الصحة حسب التقديرات).
  • لا تتوافر مع ذلك حتى الآن أدوات سياسية وبرامج وطنية لإدارة الصحة والسلامة المهنيتين لدى العاملين الصحيين إلا في 26 دولة من 195 دولة عضواً في المنظمة. 

لمحة عامة 

العاملون الصحيون هم جميع الأشخاص المضطلعين بأعمال تستهدف أساساً تحسين الصحة، بمن فيهم الأطباء والعاملون في مجالي التمريض والقبالة وأصحاب مهن الصحة العامة والخبراء التقنيون المختصون بالمختبرات وبالشؤون الصحية والطبية وغير الطبية والعاملون في مجال الرعاية الشخصية والعاملون الصحيون المجتمعيون والمعالجون التقليديون وممارسو الطب التقليدي. ويضم العاملون الصحيون أيضاً الأشخاص العاملين في مجالي إدارة شؤون الصحة ودعمها مثل عاملي التنظيف والسائقين والمسؤولين عن إدارة المستشفيات ومديري الشؤون الصحية على مستوى المناطق والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم من الفئات المهنية المضطلعة بأنشطة متصلة بالصحة حسب التصنيف الدولي الموحد للمهن (التصنيف ISCO-08).  

والعاملون الصحيون هم الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي نظام صحي فعال. ويساهم العاملون الصحيون في ضمان تمتع الجميع بالحق في الصحة لكنه ينبغي أن يتمتعوا أيضاً بالحق في العمل في ظل ظروف صحية وآمنة ليحافظوا على صحتهم.  

ويتعرض العاملون الصحيون لطائفة من المخاطر المهنية المرتبطة بحالات العدوى وخدمات رعاية المرضى غير المأمونة والمواد الكيميائية الخطرة والإشعاع والحرارة والضوضاء والمخاطر النفسية والاجتماعية والعنف والمضايقة والإصابات وعدم توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المأمونة الكافية.  

وينبغي أن تكون حماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم جزءا من الأعمال الأساسية التي يضطلع بها قطاع الصحة أي حماية الصحة واستعادتها دون تعرض المرضى والعاملين الصحيين للأذى.  

ويسمح الحفاظ على صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم بالوقاية من الأمراض والإصابات الناجمة عن العمل، بينما تحسَّن جودة الرعاية ومأمونيتها والموارد البشرية الصحية والاستدامة البيئية في قطاع الصحة.  

الحفاظ على صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم 

تساهم حماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم في تحسين إنتاجيتهم وارتياحهم الوظيفي واستبقائهم. وتيسر أيضاً امتثال المرافق الصحية من الناحية التنظيمية للقوانين واللوائح الوطنية بشأن الصحة والسلامة المهنيتين، بوضع ظروف العمل المحددة والمخاطر المهنية في قطاع الصحة في الاعتبار. وتنجم عن ظروف العمل غير المأمونة التي تسبب الأمراض المهنية والإصابات والتغيب تكاليف مالية كبيرة يتكبدها قطاع الصحة. وعلى سبيل المثال، بلغت قيمة التكاليف السنوية الناجمة عن الأمراض والإصابات المهنية في قطاع خدمات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية في بريطانيا العظمى في عام 2017 أعلى المستويات مقارنة بجميع القطاعات الأخرى، أي ما يساوي 3.38 مليارات دولار أمريكي حسب التقديرات (1).  

وعلى المستوى العالمي، يساهم تحسين صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم في تخفيض تكاليف الأضرار المهنية (التي تصل نسبتها إلى 2% من الإنفاق على الصحة حسب التقديرات) وفي تقليل الأذى الذي يتعرض له المرضى إلى أدنى حد (وتصل نسبة التكاليف الناجمة عنه إلى 12% من الإنفاق على الصحة حسب التقديرات) (2). وعلاوة على ذلك، يسهم تنفيذ تدخلات رئيسية رامية إلى حماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم في تعزيز قدرة الخدمات الصحية على الصمود لمواجهة الفاشيات وطوارئ الصحة العامة وفي تدعيم أداء النظم الصحية من خلال ما يلي: 1) الوقاية من الأمراض والإصابات المهنية؛ 2) وحماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم وتعزيزها، مما يحسن جودة رعاية المرضى ومأمونيتها وإدارة القوى العاملة الصحية والاستدامة البيئية.  

الإجراءات السياسية  

لا تتوافر أداة سياسية وطنية لحماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم إلا في ثلث البلدان. وبناء على تجربة هذه البلدان، ثبتت فائدة التدخلات السياسية التالية في حماية العاملين الصحيين:  

  • اعتماد لوائح ومعايير ومدونات ممارسات جيدة جديدة وتحديث ما هو معمول به منها لحماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم؛
  • جعل حماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم جزءا لا يتجزأ من إدارة الرعاية الصحية على جميع المستويات؛
  • إرساء الآليات وبناء القدرات لإدارة الصحة والسلامة المهنيتين في قطاع الرعاية الصحية على المستويين الوطني ودون الوطني وعلى مستوى المرافق؛
  • توسيع نطاق تغطية العاملين الصحيين بتزويدهم بخدمات الصحة المهنية المختصة، بما في لتقييم المخاطر وإدارتها وترصد الصحة والتطعيم وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي؛
  • إرساء علاقات التعاون مع منظمات أرباب العمل والعاملين الصحيين لتحسين ظروف العمل.  

المسؤوليات والحقوق  

تقع على عاتق أرباب العمل المسؤولية العامة عن ضمان اتخاذ جميع تدابير الوقاية والحماية اللازمة لتقليل المخاطر المهنية إلى أدنى حد بينما يكون العاملون الصحيون مسؤولين عن التعاون مع الإدارة والمشاركة في اتخاذ التدابير الرامية إلى حماية صحتهم وسلامتهم وعافيتهم.  

ويتمتع العاملون الصحيون بالحق في الابتعاد عن وضع مهني يعتقدون على أساس مبررات معقولة أنه يعرض حياتهم أو صحتهم لخطر داهم وجسيم. وتوفَّر الحماية من أي عواقب لا مبرر لها للعامل الصحي عندما يمارس هذا الحق.  

استجابة المنظمة  

دعت جمعية الصحة العالمية في القرار ج ص ع74-14 الصادر عنها في عام 2022 بشأن حماية القوى العاملة في مجالي الصحة والرعاية وصونها والاستثمار فيها الدول الأعضاء إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة لصون العاملين في مجالي الصحة والرعاية وحمايتهم على جميع المستويات." وتشمل خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى 2021-2030 التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية الرابعة والسبعون التدابير بشأن سلامة العاملين الصحيين كأولوية لضمان سلامة المرضى.  

ومن بين أعمال المنظمة المتعلقة بحماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم ما يلي:  

  • وضع قواعد ومعايير للوقاية من المخاطر المهنية في قطاع الصحة؛
  • الدعوة وإقامة الشبكات لتعزيز حماية صحة العاملين الصحيين وسلامتهم وعافيتهم؛
  • دعم البلدان في وضع برامج للصحة المهنية للعاملين الصحيين وتنفيذها على المستويين الوطني ودون الوطني وعلى مستوى المرافق الصحية.  

وشاركت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية في إصدار دليل بشأن وضع برامج للصحة والسلامة المهنيتين للعاملين الصحيين وتنفيذها وتعملان مع جهات شريكة دولية لبناء القدرات من أجل تنفيذ هذه البرامج في البلدان.  

وتصدر عن المنظمة أيضاً مبادئ توجيهية وتوصيات بشأن تدابير الوقاية والإدارة التي تخص المخاطر المهنية في قطاع الرعاية الصحية.  


المراجع:  

1-     Costs to Britain of workplace fatalities and self-reported injuries and ill health, 2017/18. [Internet]. Health and Safety Executive; 2019. Available from: https://www.hse.gov.uk/statistics/pdf/cost-to-britain.pdf

2-     Bienassis De K, Slawomirski L, Klazinga N. The economics of patient safety Part IV: Safety in the workplace: Occupational safety as the bedrock of resilient health systems, OECD Health Working Papers, No. 130. [Internet]. Paris: OECD Publishing; 2021. Available from: https://econpapers.repec.org/RePEc:oec:elsaad:130-en