تلقت وزارة الصحة الأردنية أول تبرع على الإطلاق بالعلاج ببدائل النيكوتين من شركة جونسون آند جونسون لصحة المستهلك، من خلال شراكتها مع مبادرة إتاحة الإقلاع عن تدخين التبغ. ويهدف هذا التبرع، الذي تُقدّر قيمته بسعر التجزئة بنحو 800,000 دولار أمريكي، إلى دعم آلاف الأردنيين واللاجئين في الإقلاع عن التدخين أثناء جائحة كوفيد-19 وما بعدها.
فقد أوضحت الجائحة أن الإقلاع عن التدخين أهم من أي وقت مضى حيث أشارت البيّنات إلى أن المدخنين أكثر عرضة من غير المدخنين لحالات كوفيد-19 الوخيمة والوفاة الناجمة عنها. وستؤدي إتاحة لصقات النيكوتين المجانية إلى جانب المشورة الشخصية والدعم الرقمي في المقام الأول، إلى مساعدة 5,400 من العاملين في الخطوط الأمامية والمرضى المصابين بالأمراض غير السارية واللاجئين على الإقلاع عن التدخين. وسيُتاح لأي مدخن على استعداد لمحاولة الإقلاع عن التدخين الحصول على العلاج ببدائل النيكوتين والمشورة مجاناً من خلال خدمات وزارة الصحة المتاحة للجمهور للإقلاع عن التدخين. وقد ساعد هذا التبرع على التوسّع بقدر كبير في نطاق هذه الخدمات في مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء المملكة.
"نحن ممتنون لهذا التبرع الذي يستند إلى جهود منظمة الصحة العالمية الحالية وبرنامجها الشامل لمكافحة التبغ في الأردن. فسيساعد هذا العلاج ببدائل النيكوتين آلاف الأشخاص في الأردن على الإقلاع عن التدخين والتمتع بمزيد من الصحة في حياتهم." الدكتورة ماريا كريستينا بروفيلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن.
ويُعد الأردن أول بلد في العالم يستفيد من مبادرة إتاحة الإقلاع عن تدخين التبغ، وهي مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمية، وفرقة عمل الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، وبرنامج التكنولوجيا الملائمة في مجال الصحة، بدعم من التحالف من أجل إتاحة الأدوية والمنتجات المضادة للأمراض غير السارية. وقد اتُّخذت المبادرة لمساعدة البلدان على تقديم الخدمات الشاملة للإقلاع عن التدخين التي ستساعد الأشخاص على التغلب على الإدمان البدني والنفسي للتبغ. وقد انضمت عدة شركات إلى المبادرة مثل جونسون وجونسون، وإزيواي المملوكة لألن كار، وأمازون ويب سيرفيسز، وسيبلا، وفيس بوك وواتس آب، وغوغل، وبريكلت، وسول ماشينز. وفضلاً عن الأردن، تقدم مبادرة إتاحة الإقلاع عن تدخين التبغ حالياً الدعم التقني إلى كل من الفلبين والهند والصين والمكسيك وتيمور - ليشتي.
وتحيي وزارة الصحة الشراكة مع مبادرة إتاحة الإقلاع عن تدخين التبغ لدعمها جهود الوزارة في التوسّع في خدمات الإقلاع عن التدخين، حيث تعد معدلات تعاطي التبغ في الأردن من أعلى المعدلات في العالم. ويُعد التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير السارية في الأردن، ويُعزى إليه 80 في المائة تقريباً من جميع الوفيات المبكرة.
ووفقاً للمسح المتدرج المراحل (STEPS) لعام 2019 الذي أجرته وزارة الصحة الأردنية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حاول حوالي 50 في المائة من المدخنين البالغين في الأردن الإقلاع عن التدخين في الأشهر الاثني عشر الماضية، ومع ذلك فلا يُتاح إلا لنسبة ضئيلة منهم الحصول على الأدوات التي يمكن أن تساعدهم على ذلك. وفضلاً عن لصقات النيكوتين المجانية وإنشاء خط هاتفي وطني للمساعدة على لإقلاع عن التدخين، يمكن للأشخاص الذين يتعاطون التبغ الوصول مجاناً إلى فلورنس، التي تُعد أول عاملة صحية افتراضية لمنظمة الصحة العالمية، والتي تساعد الأشخاص على وضع خطة شخصية للإقلاع عن التدخين. ويتاح الاتصال بفلورنس على مدار الساعة طوال الأسبوع عبر الفيديو والنصوص بجميع لغات الأمم المتحدة، وهي بمثابة بوابة لدعم الإقلاع عن التبغ على الصعيدين الوطني والمحلي.
وتجعل الصلة المميتة بين كوفيد-19 وتعاطي التبغ من الضروري أن تسن الحكومات قوانين شاملة لمكافحة التبغ. ونظراً إلى العبء الكبير للتبغ، عزّزت الحكومة الأردنية إنفاذ الحظر الوطني على التدخين والسجائر الإلكترونية في الأماكن العامة المغلقة وفرضت حظراً تاماً على استخدام الأرجيلة أثناء جائحة كوفيد-19. وفي نهاية المطاف، سيساعد رفع مستوى خدمات الإقلاع عن التدخين وزارة الصحة على الاستجابة للجائحة المستمرة، وعلى تحسين الحصائل الصحية، وحماية صحة المجموعات السكانية السريعة التأثر أثناء هذه الجائحة وما بعدها.
نظراً إلى حالة تعاطي التبغ المثيرة للقلق – حيث يدخن 82,5 في المائة من الرجال الأردنيين البالغين التبغ أو السجائر الإلكترونية ويتعرض 80 في المائة من السكان للدخان غير المباشر - يسرني أن تكون الأردن جزءاً من هذه المبادرة التي ستساعد على الدعوة إلى مكافحة التبغ ودعم منظمات المجتمع المدني في جهودها المتواصلة لتحقيق خلو الأردن من دخان التبغ في المستقبل وتمتع شعبها بمزيد من الصحة". صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد من الأردن، رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان.