وافق اليوم المندوبون الموفدون لحضور جمعية الصحة العالمية على ثلاثة قرارات بشأن التغطية الصحية الشاملة، وركّزوا فيها على ما يلي: الرعاية الصحية الأولية، ودور العاملين الصحيين المجتمعيين، والاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالتغطية الصحية الشاملة الذي سيُعقد في أيلول/ سبتمبر.
توفير الرعاية الصحية الأولية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة
يطلب القرار الأول من الدول الأعضاء أن تتخذ تدابير رامية إلى تنفيذ إعلان أستانا المُعتمد في المؤتمر العالمي بشأن الرعاية الصحية الأولية المعقود في عام 2018.
ويسلّم القرار بالدور الرئيسي الذي يؤديه تعزيز الرعاية الصحية الأولية في ضمان تمكين البلدان من تزويد الشخص بكامل طائفة الخدمات الصحية التي تلزمه طوال عمره - سواء كانت في مجال الوقاية من الأمراض أم العلاج أم إعادة التأهيل أم الرعاية الملطفة. ويُقصد بتعبير الرعاية الصحية الأولية ضرورة امتلاك البلدان لنظم صحية جيدة ومتكاملة، وتمكين الأفراد والمجتمعات من الاستفادة منها، وضرورة أن تشرك فيها طائفة واسعة من القطاعات فيما يخص معالجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للصحة.
ويدعو القرار أمانة المنظمة إلى تعزيز دعمها المقدم إلى الدول الأعضاء في هذا المجال. كما يلزم أن تضع المنظمة إطارها المعني بتنفيذ الرعاية الصحية الأولية في صيغته النهائية بوقت مناسب يسبق انعقاد جمعية الصحة العالمية في العام المقبل. وتكلّف المنظمة وأصحاب المصلحة الآخرون بمهمة دعم البلدان في تنفيذ إعلان أستانا وتعبئة الموارد اللازمة لتقديم خدمات رعاية صحية أولية متينة ومستدامة.
العاملون الصحيون المجتمعيون من مقدمي الرعاية الصحية الأولية
يسلّم القرار الثاني بإسهام العاملين الصحيين المجتمعيين في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والاستجابة للطوارئ الصحية، وتعزيز صحة فئات السكان، ويشجع البلدان والشركاء على الاستفادة من المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة بشأن دعم السياسات والنظم الصحية لتحقيق الحد الأمثل من تنفيذ برنامج عمل العاملين الصحيين المجتمعيين وتخصيص الموارد الكافية لذلك. ويُطلب بالوقت نفسه من أمانة المنظمة أن تقوم بجمع البيانات وتقييمها، ورصد تنفيذ المبادئ التوجيهية، وتزويد الدول الأعضاء بالدعم.
ويؤدي العاملون الصحيون المجتمعيون دوراً رئيسياً في تقديم الرعاية الصحية الأولية - فهم يتحدثون اللغات المحلية ويحظون بثقة السكان المحليين - وعليه يلزم أن يُدربوا جيداً ويُشرف عليهم بفعالية ويُعترف كما ينبغي بما ينجزونه من عمل في إطار ما يُشكّل من فرق متعددة التخصصات، علماً بأن الاستثمار في مجال تطوير قدراتهم يتيح فرص عمل كبيرة، وخصوصاً للنساء.
الاجتماع الرفيع المستوى المعني بالتغطية الصحية الشاملة
يؤيد القرار الأخير بشأن التغطية الصحية الشاملة الذي أقره المندوبون أعمال التحضير لعقد الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالتغطية الصحية الشاملة في أيلول/ سبتمبر 2019. ويدعو هذا القرار الدول الأعضاء إلى تسريع وتيرة التقدم المُحرز صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة مع التركيز على الفقراء والمستضعفين والمهمشين من الأفراد والجماعات. وسيدعو اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى إلى إشراك الحكومات في تنسيق العمل اللازم إنجازه عبر أنحاء جميع القطاعات لتحقيق التغطية الصحية الشاملة. وحدد المندوبون الموفدون أولويات رئيسية من مثل تمويل قطاع الصحة وإقامة نظم صحية مستدامة وقادرة على الصمود تركز على الناس وتعزيز قدرات القوى العاملة الصحية، كما شدّدوا على أهمية الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية وتعزيزها.