تعرب منظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن ترحيبها بالإعلان الصادر عن الوكالة الأوروبية للأدوية الذي توصي فيه بمنح ترخيص مشروط بتسويق لقاحrVSV-ZEBOV-GP الذي أثبت نجاعته في حماية الناس من فيروس الإيبولا.
وهذا الإعلان الصادر اليوم عن الوكالة الأوروبية للأدوية، وهي الوكالة الأوروبية المسؤولة عن تقييم الخصائص العلمية للأدوية التي تعدها شركات المستحضرات الصيدلانية، هو خطوة أساسية على طريق التمهيد لقرار المفوضية الأوروبية بشأن الترخيص باستعمال اللقاح الذي ستمضي المنظمة قدماً في الاختبار المسبق لصلاحيته بالتزامن مع ذلك.
وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس مدير المنظمة العام قائلاً: "إن الترخيص المشروط باستعمال أول لقاح مضاد للإيبولا في العالم هو انتصار أحرزته الصحة العمومية وشهادة تثبت التعاون غير المسبوق بين عشرات الخبراء من أرجاء العالم كافّة. وإنني أعرب عن عميق امتناني للمتطوعين في إجراء الدراسات والباحثين والعاملين الصحيين في غينيا وفي بلدان أخرى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ممّن عرضوا انفسهم للخطر ضماناً لحماية الناس بهذا اللقاح."
وكانت المنظمة قد وجهت في السنوات الخمس الماضية دعوة إلى الخبراء لاستعراض البينات المتعلقة بمختلف اللقاحات المرشحة لعلاج الإيبولا والتوصيات المستنيرة سياسياً بشأنها، وحشدت طاقات تحالف متعدد الأطراف لتسريع وتيرة إجراء التقييمات السريرية للقاحات. واتسم الاستعراض الذي أجرته الوكالة الأوروبية للأدوية بطابع متفرد بحيث مكّن المنظمة والجهات التنظيمية الأفريقية من المشاركة فيه بفعالية بفضل ترتيب تعاوني مبتكر وضعته المنظمة موضع التنفيذ، ممّا سيساعد في تسريع وتيرة عملية تسجيل البلدان الأشد عرضة لخطر المرض.
واستُهلت أثناء اندلاع فاشية الإيبولا بغرب أفريقيا في عام 2015 تجربة عشوائية بشأن اللقاحات اتخذت حكومة غينيا والمنظمة خطوة استثنائية لتولي زمام إجرائها، لأنه لم تكن هناك أية منظمة أخرى تتمتع بوضع يمكنها من إجرائها بغينيا أثناء حالة الطوارئ المعقدة التي سادتها.
وحظيت التجربة بما يلزمها من دعم حاسم الأهمية من تحالف عالمي من الممولين والباحثين، وشمل الممولون الحكومة الكندية (من خلال وكالة الصحة العامة بكندا والمعاهد الكندية لبحوث الصحة والمركز الدولي لبحوث التنمية والشؤون العالمية بكندا)؛ ووزارة الشؤون الخارجية النرويجية (من خلال برنامج GLOBVAC التابع لمجلس البحوث في النرويج)؛ ومؤسسة ويلكوم الاستئمانية وحكومة المملكة المتحدة من خلال وزارة التنمية الدولية؛ ومنظمة أطباء بلا حدود.
وتكلل إجراء التجربة بالنجاح بالاستفادة من تصميم مبتكر لاستراتيجية تطعيم الأفراد المحيطين بالمرضى التي ساعدت في سبعينيات القرن الماضي على استئصال شأفة الجدري، على أن هذه المرة هي أول مرة يُجرى فيها تقييم للقاح تجريبي بهذه الطريقة.
وتحتفل المنظمة بالالتزامات التي قطعها الكثيرون طوال السنوات الخمس الماضية وبالتضحيات التي قدموها، وهو مجهود دولي أفضى إلى تحقيق هذه اللحظة التاريخية في مجال الصحة العمومية. وقد تولى إنجاز هذا العمل الصعب والمضني فريق عالمي من الباحثين والعاملين الصحيين والشركاء والمعنيين بالتنظيم والحكومات والعاملين الميدانيين من المعنيين بتقديم الخدمات اللوجستية والمعنيين بالتطعيم، وكذلك أفراد المجتمعات المحلية بنهاية المطاف، ممّن تمكنوا معاً من تذليل العديد من العقبات. وتسلم المنظمة أيضاً بإسهام الحكومة الكندية في إعداد هذا اللقاح بمراحله المبكرة.
وتعكف المنظمة في معرض توقعها لزيادة الطلب بالسنوات القادمة على لقاح مرض الإيبولا أثناء اندلاع فاشياته وفي الفترات التي تتخلل اندلاعها، على العمل مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وشركاء آخرين لوضع خطة عالمية بشأن أمن لقاحات الإيبولا، لأنه ستلزم زيادة الإمدادات والقدرات من عدة شركات مصنعة في الأجلين القصير والمتوسط لتلبية هذا الطلب وضمان أمن اللقاحات.
ويوجد 8 لقاحات تخضع لتقييم سريري، وتواصل المنظمة العمل مع شركائها من أجل وضع آلية منسقة دولياً لتصريف الشؤون تكفل إتاحة اللقاحات وفقاً للمعايير المتعلقة بتحديد المخاطر وتتولى إدارة إمدادات اللقاحات ومخزوناتها، وخصوصاً في ظل محدودية إمداداتها التي ستستمر حتى تُحدّد شركة تعمل بكامل قدراتها لتصنيعها أو يُرخّص باستعمال غيرها من اللقاحات.
ووُضِعت خريطة طريق تصبو إلى بلوغ هدف مؤداه تسريع وتيرة اتخاذ الإجراءات المتعلقة بالاختبار المسبق لصلاحية لقاحrVSV-ZEBOV-GP وتنسيق إمداداته وتقديم المساهمات اللازمة للترخيص باستعماله واستهلال استعماله بالبلدان الأفريقية.
ولن يؤثر هذا الإعلان فوراً على كيفية إتاحة اللقاح أو إعطائه للأفراد بجمهورية الكونغو الديمقراطية لأن الترخيص باستعماله لم يُمنح بعدُ ولأن الجرعات المرخص بأخذها منه لن تُوفر إلا في منتصف عام 2020. وسيتواصل استعمال اللقاح بالبلد بموجب بروتوكول بحثي (يُعرف أيضاً باسم بروتوكول "إتاحة اللقاح الموسعة النطاق" أو بروتوكول "استعمال اللقاح لدواع إنسانية") جنباً إلى جنب مع استراتيجية تطعيم الأفراد المحيطين بالمرضى.
وتَواصَل في ظل فاشية الإيبولا المندلعة حالياً بجمهورية الكونغو الديمقراطية تطعيم أكثر من 000 236 شخص بلقاحrVSV-ZEBOV-GP الذي تبرعت به شركة ميرك للمنظمة، بمن فيهم عاملون صحيون زاد عددهم على 000 60 عامل في الخطوط الأمامية بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وجنوب السودان ورواندا وبوروندي.
وتحدث الدكتور تيدروس مدير المنظمة العام قائلاً: "لقد أنقذ هذا اللقاح العديد من الأرواح فعلاً من ويلات فاشية الإيبولا المندلعة حالياً، وسيساعد قرار الجهة التنظيمية الأوروبية بشأنه على إنقاذ المزيد والمزيد من الأرواح في نهاية المطاف، وإنني فخور بالدور الذي أدته المنظمة في هذا المجال انطلاقاً من دعمها للبحوث وانتهاءً بإجراءها للتجربة بغينيا في عام 2015."