جمعية الصحة العالمية توافق على مجموعة واسعة النطاق وحاسمة من التعديلات الرامية إلى تحسين اللوائح الصحية الدولية، وتحدد موعدا لإكمال المفاوضات المتعلقة بالاتفاق المقترح بشأن الجوائح

1 حزيران/يونيو 2024
بيان صحفي
جنيف، سويسرا

في تطور تاريخي، وافقت جمعية الصحة العالمية، وهي الاجتماع السنوي للدول الأعضاء الـ194، اليوم على مجموعة من التعديلات الحاسمة على اللوائح الصحية الدولية (2005)، وقطعت التزامات ملموسة بإكمال المفاوضات المتعلقة باتفاق عالمي بشأن الجوائح في غضون عام على أبعد تقدير، وربما في عام 2024. وقد اتخذت هذه الإجراءات الحاسمة من أجل ضمان إقامة نظم شاملة ومتينة في جميع البلدان لحماية صحة وسلامة جميع الناس حيثما وجدوا من مخاطر فاشيات الأمراض والجوائح في المستقبل.

ويمثل هذان القراران خطوتين هامتين اتخذتهما البلدان في اليوم الأخير من جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين، من أجل الاستفادة من الدروس المستخلصة من العديد من حالات الطوارئ الصحية العالمية، بما في ذلك جائحة كوفيد-19. وستعزز مجموعة التعديلات المدخلة على اللوائح التأهب والترصد والاستجابة لطوارئ الصحة العامة على الصعيد العالمي، بما في ذلك الجوائح.

وقال الدكتور تيدروس "تنمّ القرارات التاريخية التي اتخذت اليوم عن رغبة مشتركة لدى الدول الأعضاء في حماية شعوبها وشعوب العالم من المخاطر المشتركة لطوارئ الصحة العامة والجوائح في المستقبل. وستدعم التعديلات التي أُدخلت على اللوائح الصحية الدولية قدرة البلدان على الكشف عن الفاشيات والجوائح في المستقبل والاستجابة لها من خلال تعزيز قدراتها الوطنية، والتنسيق بين الدول، في مجال ترصد الأمراض وتبادل المعلومات والاستجابة. ويستند هذا الجهد إلى الالتزام بالإنصاف، والإدراك أن التهديدات الصحية لا تعترف بالحدود الوطنية، وأن التأهب مسعى جماعي".

وأضاف الدكتور تيدروس أن "قرار إبرام اتفاق بشأن الجوائح في غضون العام المقبل يظهر رغبة البلدان الراسخة والملحة في ذلك، لأن ظهور الجائحة التالية ليس محل تخمين بل مسألة وقت. ويتيح تعزيز اللوائح الصحية الدولية اليوم زخما قويا لإنجاز الاتفاق بشأن الجوائح، الذي يمكن أن يساعد، فور وضعه في صيغته النهائية، على منع تكرار الدمار الذي لحق بالصحة والمجتمعات والاقتصادات بسبب كوفيد-19.

وتتضمن التعديلات الجديدة ما يلي:

  • إدراج تعريف طارئة جائحة لتحقيق المزيد من الفعالية في التعاون الدولي على الاستجابة للأحداث التي يحتمل أن تتحول، أو تحولت بالفعل، إلى جائحة. ويمثل تعريف الطارئة الجائحة مستوى أعلى من الإنذار يستند إلى الآليات القائمة للوائح الصحية الدولية، بما في ذلك تحديد طارئة صحية عامة تسبب قلقاً دولياً. ووفقا للتعريف، فإن "الطارئة الجائحة" هي مرض سارٍ ينتشر على نطاق جغرافي واسع يمتد إلى دول متعددة وداخلها، أو معرض بشدة لخطر انتشاره، أو يتجاوز أو يواجه خطرا كبيرا بتجاوز قدرة النظم الصحية على الاستجابة في تلك الدول؛ ويتسبب في اضطراب اجتماعي و/ أو اقتصادي كبير، بما في ذلك اضطراب حركة المرور الدولي والتجارة الدولية، أو معرض بشدة لخطر التسبب في ذلك؛ ويتطلب عملاً دولياً منسقاً وسريعاً ومنصفاً ومعززاً، مع اتباع نُهج تشمل الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره؛
  • التزام بالتضامن والإنصاف بشأن تعزيز إتاحة المنتجات الطبية والتمويل. ويشمل ذلك إنشاء آلية لتنسيق التمويل لدعم تحديد وإتاحة التمويل اللازم "من أجل تلبية احتياجات البلدان النامية وأولوياتها، بما في ذلك تطوير وتعزيز وصون القدرات الأساسية"، والقدرات الأخرى المتعلقة بالوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها؛
  • إنشاء لجنة الدول الأطراف لتيسير التنفيذ الفعال للوائح المعدلة. وستعزز اللجنة وتدعم التعاون بين الدول الأطراف من أجل التنفيذ الفعال للوائح الصحية الدولية؛
  • إنشاء سلطات وطنية معنية باللوائح الصحية الدولية لتحسين تنسيق تنفيذ اللوائح داخل البلدان وفيما بينها.

وقال الدكتور آشلي بلومفيلد من نيوزيلندا، الرئيس المشارك للفريق العامل المعني بتعديلات اللوائح الصحية الدولية (الفريق العامل) وفريق الصياغة الذي وجّه المفاوضات بشأن مجموعة التعديلات خلال جمعية الصحة، "لقد كشفت لنا تجربة الأوبئة والجوائح، من الإيبولا وزيكا وصولا إلى كوفيد-19 إمبوكس، المواطن التي نحتاج فيها إلى آليات محسّنة لترصد الصحة العامة والاستجابة والتأهب لها في جميع أنحاء العالم. وكانت البلدان تعرف ما يلزم القيام به وهو ما قمنا به. أنا فخور جدا لمشاركتي في هذا الجهد".

وأضاف الدكتور عبد الله عسيري من المملكة العربية السعودية، الرئيس المشارك للفريق العامل، "التعديلات التي أدخلت على اللوائح الصحية الدولية تعزز آليات أوجه حمايتنا الجماعية وتأهبنا ضد مخاطر طوارئ الفاشيات والجوائح. كما يعطي التأييد العالمي القوي للوائح الذي تجلى اليوم بقوة أقوى دفعة كبيرة لعملية التفاوض على اتفاق دولي بشأن الجوائح تمس الحاجة إليه".

الاتفاق على خطة لإكمال المفاوضات المتعلقة بالاتفاق المقترح بشأن الجوائح

اتفقت البلدان على مواصلة التفاوض على الاتفاق المقترح بشأن الجوائح لتحسين التنسيق والتعاون والإنصاف على الصعيد الدولي للوقاية من الجوائح في المستقبل والتأهب والاستجابة لها.

وقررت الدول الأعضاء في المنظمة تمديد ولاية هيئة التفاوض الحكومية الدولية (هيئة التفاوض)، التي أنشئت في كانون الأول/ديسمبر 2021، ليتسنى لها إنجاز عملها المتعلق بالتفاوض على اتفاق بشأن الجوائح في غضون عام، أو بحلول جمعية الصحة العالمية في عام 2025، أو قبل ذلك إن أمكن في دورة استثنائية لجمعية الصحة في عام 2024.

وقالت السيدة بريشوس ماتسوسو من جنوب أفريقيا، الرئيسة المشاركة لكل من هيئة التفاوض وفريق الصياغة المعني ببنود جدول أعمال هيئة التفاوض والفريق العامل في جمعية الصحة العالمية، "كان هناك توافق واضح في الآراء بين جميع الدول الأعضاء بشأن الحاجة إلى صك آخر لمساعدة العالم على مكافحة الجوائح على نحو أفضل".

وقال رولاند دريس من هولندا، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض، "ستتيح النتيجة العظيمة التي تجسدت اليوم في الموافقة على التعديلات على اللوائح الصحية الدولية الزخم الذي نحتاجه لإنجاز الصيغة النهائية من الاتفاق بشأن الجوائح. ومن الواضح أن نتحلى بالإرادة ووضوح الهدف ولدينا الآن الوقت اللازم لإنجاز اتفاق الأجيال هذا".

ملاحظات للمحررين:

صُممت اللوائح الصحية الدولية (2005)، التي حلت محل اللوائح الصحية الدولية لعام 1951، لحشد أقصى قدر من الجهود الجماعية لإدارة أحداث الصحة العامة مع التقليل في الوقت ذاته من تعطيلها للسفر والتجارة. وهناك 196 دولة طرفا في اللوائح الصحية: أي جميع الدول الأعضاء في المنظمة وعددها 194 دولة عضوا، بالإضافة إلى ليختنشتاين والكرسي الرسولي.

وقد أطلقت الدول الأعضاء في المنظمة عملية وضع أول اتفاق بشأن الجوائح في العالم، لمنع تكرار الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية العالمية لجائحة كوفيد-19، وكان ذلك في دورة استثنائية لجمعية الصحة العالمية في كانون الأول/ديسمبر 2021.

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام