WHO/Sergey Volkov
© الصورة

المنظمة تشجع على إيجاد حلول عالية المردودية لمكافحة الأمراض غير السارية وصون الصحة النفسية في ظل تباطؤ عجلة إحراز التقدم

18 أيلول/سبتمبر 2025
بيان صحفي
جنيف

أصدرت اليوم منظمة الصحة العالمية (المنظمة) تقريراً جديداً بعنوان "إنقاذ الأرواح بتكلفة أقل"، كشفت فيه أن توظيف استثمار إضافي قدره 3 دولارات أمريكية فقط للشخص الواحد سنوياً في علاج الأمراض غير السارية قد يعود بفوائد اقتصادية تصل إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.

وإضافة إلى التقرير، نشرت المنظمة تحليلاً جديداً بشأن التقدم المُحرز على صعيد البلدان في ميدان تقليل الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية في الفترة الواقعة بين الأعوام 2010 و2019. ومع أن نسبة 82٪ من البلدان حققت انخفاضاً خلال تلك الفترة، فقد تباطأ بشكل كبير معدل إحراز التقدم في معظم أنحاء الأقاليم، علماً بأن بعض البلدان شهدت أيضاً معاودة تسجيل وفيات ناجمة عن الأمراض غير السارية.

والأمراض غير السارية مسؤولة عن معظم الوفيات في العالم، بينما يوجد حوالي أكثر من مليار شخص يعانون من اضطرابات الصحة النفسية. ومن المثير للذعر أن نسبة 75٪ تقريباً من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية واعتلالات الصحة النفسية تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتُزهق أرواح 32 مليون شخص سنوياً.

وبعد أيام قلائل – وفي يوم 25 أيلول/ سبتمبر 2025 تحديداً - سيجتمع رؤساء الدول والحكومات في نيويورك لحضور الاجتماع الرابع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والعافية. ويهدف الاجتماع إلى اعتماد إعلان سياسي طموح لتسريع وتيرة العمل والاستثمار على الصعيد العالمي في هذه المجالات الصحية والإنمائية الحاسمة الأهمية.

وتحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "إن الأمراض غير السارية واعتلالات الصحة النفسية تفتك بالناس بصمت وتحصد الأرواح وتسلبنا سبل الابتكار. ولكن لدينا الأدوات اللازمة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. ويوجد بلدان مثل الدانمرك وكوريا الجنوبية ومولدوفا تتصدر مركز الطليعة في هذا الصدد، بينما يوجد بلدان أخرى متأخرة عن الركب. ولا يمثل الاستثمار في مجال مكافحة الأمراض غير السارية استراتيجية اقتصادية ذكية فحسب - بل هو ضرورة ملحة لازدهار المجتمعات."

وتشمل الأمراض غير السارية أمراض القلب والأوعية الدموية (مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية) والسرطان بأنواعه وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو) وداء السكري وغيرها من الأمراض. كما ترتفع معدلات انتشار اعتلالات الصحة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، في جميع البلدان والمجتمعات وتؤثر على الناس من جميع الأعمار ومستويات الدخل. و ستُزهق ملايين الأرواح قبل الأوان إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة ومستدامة للتصدي لهذه الأمراض والاعتلالات.

التقدم بطيء والأرواح معرضة للخطر

رغم أن معظم البلدان أحرزت تقدماً في مجال الحد من خطر الوفاة المبكرة بسبب الأمراض غير السارية بين الأعوام 2010 و2019، فقد شهدت نسبة 60٪ منها تباطؤاً في عجلة التقدم المُحرز مقارنة بذاك المُحرز خلال العقد السابق. وسجلت الدانمرك أكبر قدر من التحسينات فيما يخص الجنسين كليهما. ومن بين البلدان الواقعة في أقاليم أخرى، حققت أيضاً الصين ومصر ونيجيريا وروسيا والبرازيل تخفيضاً في الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية بين الجنسين كليهما.

وقد تحققت أكبر المكاسب بفضل تخفيض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان - مثل سرطان المعدة وسرطان القولون والمستقيم بين كلا الجنسين، وسرطان عنق الرحم والثدي بين االنساء، وسرطان الرئة والبروستات بين الرجال. وفي المقابل، فقد أسهم سرطان البنكرياس وسرطان الكبد والأمراض العصبية في زيادة الوفيات التني مُنيت بها بلدان كثيرة.

حلول معقولة التكلفة وعالية المردودية

تعتبر الحلول اللازمة لعلاج الأمراض غير السارية وتعزيز الصحة النفسية والعافية حلولاً معقولة التكلفة وعالية المردودية على حد سواء. ولكن الحكومات غالباً ما تتعرض لضغوط كبيرة من دوائر الصناعة المتنفذة التي تسهم منتجاتها في إصابة الناس بالأمراض. وكثيراً ما تسعى شركات التبغ والكحول والأطعمة التي تخضع لعمليات تجهيز مكثفة إلى عرقلة السياسات المنقذة للأرواح أو تقويضها أو تأخيرها - بدءاً بالضرائب الصحية وانتهاءً بالقيود المفروضة على التسويق الرامية إلى حماية الأطفال.

ومن جهته، تحدث الدكتور إيتتين كروغ مدير إدارة المنظمة المعنية بالمحددات الصحية وتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض قائلاً: "إن استفادة المصالح التجارية من زيادة الوفيات والأمراض أمر غير مقبول. ويجب على الحكومات أن تضع مصلحة الناس فوق الأرباح وأن تكفل عدم تحريف السياسات المسندة بالبينات بسبب ضغوط الشركات."

ومن شأن توسيع نطاق تطبيق "أفضل الخيارات" الصادرة عن المنظمة، وهي عبارة عن مجموعة تدخلات عالية الأثر تشمل فرض الضرائب على منتجات التبغ والكحول وحماية الأطفال من ممارسات التسويق الضارة والتدبير العلاجي لحالات ارتفاع ضغط الدم وتوسيع نطاق إجراء فحوص كشف سرطان عنق الرحم، ألا يكلف سوى 3 دولارات أمريكية إضافية للشخص الواحد سنوياً في المتوسط. وستكون عائدات هذا الاستثمار كبيرة: فبحلول عام 2030، قد يؤدي تطبيقه بالكامل إلى إنقاذ أرواح 12 مليون شخص، وإلى تلافي 28 مليون حالة إصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وإضافة 150 مليون سنة من سنوات العمر في ظل التمتع بالصحة، وإلى جني فوائد اقتصادية تزيد قيمتها على تريليون دولار أمريكي.

إرادة سياسية لتغيير المستقبل

يمثل الاجتماع الرابع الرفيع المستوى المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مكافحة الأمراض غير السارية وصون الصحة النفسية أهم فرصة سياسية يتيحها العقد لإحداث تغيير جذري. ولن يؤدي إصدار إعلان سياسي جريء إلى تمكين رؤساء الدول والحكومات من الالتزام مجدداً بتحقيق غايات عام 2030 فحسب، بل سيمكنهم أيضاً من وضع رؤية بشأن العقود القادمة - ترسم مساراً جديداً يسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين عافية الأجيال القادمة.

كما تحدثت الدكتورة ديفورا كاستيل مديرة إدارة المنظمة المعنية بمكافحة الأمراض غير السارية والصحة النفسية قائلة: "نحن نعرف ما يلزم إنجازه من عمل، وقد حان الآن وقت العمل. وستتمكن الحكومات التي تتخذ إجراءات حاسمة من حماية الناس وإنقاذ الأرواح، وتخفيض التكاليف، وزيادة معدلات النمو. أمّا الحكومات التي ستتأخر في اتخاذ الإجراءات، فستدفع ثمن ذلك في شكل إزهاق الأرواح وتقويض ركائز الاقتصاد."

وبذا تدعو المنظمة القادة والشركاء والمجتمعات المحلية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة تشمل ما يلي:

  • تمويل "أفضل الخيارات" الصادرة عن المنظمة وتطبيقها على أن تُكيّف بما يلبي الاحتياجات الوطنية؛
  • فرض ضرائب على منتجات التبغ والكحول والمشروبات المحلاة بالسكر؛
  • تعزيز الرعاية الصحية الأولية اللازمة للوقاية من الأمراض وكشفها مبكراً وعلاجها؛
  • حماية الأطفال من ممارسات التسويق الضارة؛
  • زيادة إتاحة الأدوية الأساسية والتكنولوجيات الضرورية؛
  • تأمين توفير التمويل من الميزانيات المحلية والضرائب الصحية والإعانات المحددة الأهداف؛
  • وضع غايات جريئة وتتبع خطى التقدم المُحرز المقترن بمساءلة قوية؛
  • منع دوائر الصناعة من التدخل في السياسات الصحية.

ويتيح الاجتماع الرابع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة فريدة من نوعها لاعتماد إعلان سياسي طموح وعملي المنحى وقابل للتحقيق بشأن مكافحة الأمراض غير السارية وصون الصحة النفسية - ويكون مسنداً بالبينات وراسخاً في حقوق الإنسان ورامياً إلى إحداث تأثير في عام 2030 وما بعده.

ملاحظة للمحرر:

حددت المنظمة 29 تدبيراً من التدابير العالية الفعالية والمعقولة التكلفة تسمى "أفضل الخيارات" بإمكان البلدان أن تطبقها للوقاية من كبرى الأمراض غير السارية وتدبيرها علاجياً، مثل أمراض القلب وداء السكري والسرطان بأنواعه وأمراض الجهاز التنفسي. ويعود كل واحد من هذه الإجراءات بفوائد صحية كبيرة في حد ذاته، ولكنها تعود بفوائد أكبر عند دمجها معاً في حزمة تلبي احتياجات البلد تحديداً.

علاج الأمراض غير السارية: "أفضل الخيارات" والتدخلات الموصى بها للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، الطبعة الثانية (بالإنكليزية)

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

صحيفة وقائع