وصف الوضع الراهن
لمحة عامة عن الوضع
في 9 كانون الثاني/ يناير 2023، أُخطرت المنظمة بحالة عدوى بشرية ناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور A(H5). وكانت الحالة، وهي طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات تعيش في منطقة ريفية في مقاطعة بوليفار بإكوادور، قد خالطت دواجنا في الفناء الخلفي، كانت قد اقتُنيت قبل أسبوع من ظهور الأعراض عليها. وتخضع حالياً لتدابير العزل في المستشفى، وتُعالَج بأدوية مضادة للفيروسات.
وهذه هي أول حالة عدوى بشرية ناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور A(H5) يُبلغ عنها في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. والعمل جار من أجل مواصلة تحديد خصائص الفيروس.
وتوحي البيّنات الوبائية والفيروسية المتاحة حالياً بأن فيروسات الإنفلونزا A(H5) لم تكتسب القدرة على الانتقال بين البشر بشكل مستدام، وبالتالي فإن احتمال انتقالها من شخص إلى آخر ضعيف.
وصف الوضع
في 9 كانون الثاني/ يناير 2023، أبلغ مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في إكوادور منظمة الصحة العالمية (المنظمة) بحالة عدوى بشرية ناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور A(H5). واكتًشفت الحالة في إطار الترصّد الخافر للعدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وأكّدها كل من المركز الوطني لمكافحة الإنفلونزا والمعهد الوطني لبحوث الصحة العامة (والذي يُشار إليه بالاختصار INSPI"" باللغة الإسبانية).
وتتمثل الحالة في طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات، غير مصابة بأي مرض مصاحب معروف، تنحدر من مقاطعة بوليفار في إكوادور. وظهرت عليها أعراض الحكة الملتحمية والزُكام في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2022. وفي 27 كانون الأول/ ديسمبر، نُقلت إلى مركز صحي محلي لغرض الخضوع للتقييم الطبي وتلقّي العلاج. ونظراً لاستمرار ظهور الأعراض عليها، بما فيها الغثيان والقيء والإمساك، أُدخلت في 30 كانون الأول/ ديسمبر إلى مستشفى عام حيث قُّدِّم لها علاج تجريبي مضاد لالتهاب السحايا بالمضادات الحيوية ومضادات الحمى. وفي 3 كانون الثاني/ يناير 2023، نُقلت إلى مستشفى للأطفال في حالة حرجة حيث أُدخلت إلى وحدة العناية المركزة وهي مصابة بصدمة إنتانية، وعولجت بالأدوية المضادة للفيروسات والتهوية الميكانيكية من جراء إصابتها بالالتهاب الرئوي.
وفي 5 كانون الثاني/ يناير، أُخذت عيّنة من البلعوم الأنفي للمريضة في إطار أنشطة ترصّد العدوى التنفسية الحادة الوخيمة. وأرسلت العيّنة إلى المعهد الوطني لبحوث الصحة العامة وكشف اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي عن إصابتها بفيروس الإنفلونزا A(H5) في 7 كانون الثاني/ يناير.
وظلّت المريضة في المستشفى حيث خضعت لتدابير العزل ووُفِّرت لها التهوية الميكانيكية غير الباضعة حتى 17 كانون الثاني/ يناير.
ووفقاً للاستقصاء الوبائي الذي أُجري استجابةً للفاشية، كانت الأسرة قد اقتنت، قبل أسبوعٍ من ظهور الأعراض على المريضة، دواجنا نفقت دون أي سبب واضح في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2022. وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الاستقصاءات الوبائية أنه قد أُبلغ عن العديد من حوادث نفوق الدواجن في الفناء الخلفي (الدجاج والبط) في المجتمع المحلي ذاته الذي تقيم فيه الأسرة.
وبائيات المرض
قد تكون حالات العدوى بفيروس الإنفلونزا الحيوانية المصدر عديمة الأعراض لدى البشر أو قد تسبّب لهم أمراضاً، تتراوح من التهاب الملتحمة أو أعراض خفيفة شبيهة بالإنفلونزا إلى مرض تنفسي حاد وخيم أو حتى الوفاة، وذلك رهناً بالعوامل المرتبطة بالفيروس المسبِّب للعدوى والمضيف المُصاب بالعدوى. وقد أُبلغ في حالات نادرة عن أعراض معدية معوية أو عصبية.
وعادة ما تكون حالات العدوى البشرية بفيروسات إنفلونزا الطيور ناجمة عن التعرض المباشر أو غير المباشر للدواجن الحية أو النافقة المصابة بالعدوى أو للبيئات الملوثة.
الخصائص الوبائية
الاستجابة في مجال الصحة العامة
اتخذت الوكالة المعنية بصحة الإنسان والوكالة المعنية بصحة الحيوان كلتاهما تدابير في مجال الصحة العامة، تشمل ما يلي:
- أجرت السلطات المحلية استقصاءات وبائية ومتابعة لمخالطي الحالة في الأسرة والمنزل ومرافق الرعاية الصحية.
- يجري تنفيذ أنشطة مشتركة بين القطاعات مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ووكالة تنظيم ومراقبة الصحة النباتية والصحة الحيوانية في إكوادور بهدف الكشف عن فاشيات إنفلونزا الطيور في المنطقة ومتابعتها ومكافحتها بنشاط.
- المتابعة المستمرة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية والمشتبه في إصابتهم بالإنفلونزا نتيجة مخالطتهم للدواجن و/أو الذين تعرّضوا للطيور، من بين السكان المعرّضين للخطر.
- يجري تطعيم الفئات المعرضة للخطر ضد الإنفلونزا الموسمية وفقاً للمبادئ التوجيهية لبرنامج التمنيع الوطني.
- المركز الوطني لمكافحة الإنفلونزا بصدد إرسال عيّنات المريضة إلى أحد المراكز المتعاونة مع المنظمة لمواصلة تحديد خصائص الفيروس.
تقييم المنظمة للمخاطر
هذه هي أول حالة عدوى بشرية ناجمة عن فيروس إنفلونزا الطيور A(H5) يُبلغ عنها في إكوادور وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وقد تعرّضت هذه الحالة البشرية للدواجن التي نفقت دون أي سبب واضح. وكُشف مؤخراً عن فاشيات إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض في مقاطعتي كوتوباكسي (الإنفلونزا A(H5N1)) وبوليفار بإكوادور.
وينطوي دوران فيروسات إنفلونزا الطيور بين الدواجن على مخاطر حدوث عدوى فُرادية ومجموعات صغيرة من الحالات البشرية من جرّاء التعرّض للدواجن المصابة بالعدوى أو البيئات الملوّثة. وبناء على ذلك، من المتوقع حدوث حالات بشرية، وإن كانت نادرة.
ووفقاً للمعلومات الواردة حتى الآن، لم يُكشف عن الفيروس لدى أفراد آخرين بخلاف هذه الحالة. وعلى الرغم من أن أعمال تحديد خصائص الفيروس المكتشف لدى هذه الحالة لم تنته بعد، إلا أن البيّنات الوبائية والفيروسية المتاحة حالياً توحي بأن فيروسات الإنفونزا A(H5) لم تكتسب القدرة على الانتقال بين البشر بشكل مستدام، وبالتالي فإن احتمال انتقالها من شخص إلى آخر ضعيف. واستناداً إلى المعلومات المتاحة، تقدّر المنظمة أن الخطر الذي يشكله هذا الفيروس على عامة السكان منخفض. وسيُعاد النظر في تقييم المخاطر، حسب الاقتضاء، بمجرد توافر المزيد من المعلومات الوبائية أو الفيروسية.
ونًشر في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022 تقييمٌ عالمي للمخاطر المرتبطة بفيروسات الأنفلونزا A(H5N1) المنتمية إلى القبيل 2.3.4.4b. بيد أن المعلومات المتعلقة بالنمط الفرعي والقبيل اللذين ينتمي إليهما الفيروس المكتشف لدى هذه الحالة البشرية غير معروفة بعد.
ولا توجد لقاحات معتمدة للوقاية من الإنفلونزا A(H5) لدى البشر. وقد طُوّرت لقاحات مرشّحة للوقاية من العدوى البشرية بفيروس الإنفلونزا A(H5) لأغراض التأهب لمواجهة الجوائح.
ويعد إجراء تحليل دقيق للوضع الوبائي ومواصلة تحديد خصائص أحدث الفيروسات (لدى البشر والدواجن) وإجراء استقصاءات مصلية أمراً حاسم الأهمية لتقييم المخاطر المرتبطة بها وتعديل تدابير إدارة المخاطر في الوقت المناسب.
نصائح المنظمة
إنّ الحالة المبلغ عنها لا تغيّر من توصيات المنظمة الحالية بشأن تدابير الصحة العامة وترصّد الإنفلونزا.
ولا تنصح المنظمة بإجراء فحوص خاصة للمسافرين عند نقاط الدخول أو بفرض قيود فيما يتعلق بالوضع الراهن لفيروسات الأنفلونزا على مستوى الاختلاط بين البشر والحيوانات.
ونظراً لطبيعة فيروسات الإنفلونزا المتغيرة باستمرار، تواصل المنظمة التأكيد على أهمية الترصّد العالمي للكشف عن التغيّرات الفيروسية والوبائية والسريرية المرتبطة بفيروسات الإنفلونزا الناشئة أو الدائرة التي قد تؤثر على صحة الإنسان (أو الحيوان) ورصدها، وتبادل هذه الفيروسات في الوقت المناسب من أجل تقييم مخاطرها. إن تنوُّع فيروسات الإنفلونزا الحيوانية المصدر التي تسبّب حالات عدوى بشرية أمر مثير للقلق ويستلزم تعزيز ترصّد حالة الحيوانات والبشر على السواء، وإجراء استقصاء دقيق لكل عدوى حيوانية المصدر، والتأهب للجوائح. ويمكن اعتبار تطعيم فئات مختارة معرّضة بشدة لخطر الإصابة بفيروسات الإنفلونزا الحيوانية المصدر ضد عدوى الإنفلونزا الموسمية تدبيراً كفيلاً بالحد من فرص إصابة البشر بفيروسات الإنفلونزا الحيوانية والبشرية بصورة متزامنة.
وفي حالة حدوث عدوى بشرية مؤكدة أو مشتبه فيها ناجمة عن فيروس إنفلونزا مستجد يُحتمل أن يسبب جائحة، بما في ذلك متحوّرات الفيروس، فينبغي إخطار السلطات الصحية بذلك وتوفير التدبير العلاجي السريري المناسب للحالات، بما يشمل إجراء اختبار وفرز وتقييم سريري لأغراض تصنيف وخامة المرض، وتقييم عوامل الخطر المرتبطة بالمرض الوخيم، والعزل، والعلاج (بالأدوية المضادة للفيروسات والرعاية الداعمة مثلاً). وينبغي إجراء استقصاء وبائي دقيق (حتى أثناء انتظار نتائج التأكيد المختبري) لتاريخ التعرّض للحيوانات، والسفر، وتتبّع المخالطين. وينبغي أن يشمل الاستقصاء الوبائي التعرّف المبكر على الأحداث التنفسية غير العادية التي يمكن أن توحي بانتقال الفيروس المستجد من شخص إلى آخر، كما ينبغي أن تُختبر العيّنات السريرية وأن تُرسل إلى مركز متعاون مع المنظمة من أجل مواصلة تحديد خصائص الفيروس.
وينبغي للمسافرين إلى بلدان تشهد اندلاع فاشيات إنفلونزا الحيوانات تجنُّب المزارع أو مخالطة الحيوانات في أسواق الحيوانات الحية، أو دخول المناطق التي قد تُذبح فيها، أو ملامسة أي سطوح تبدو ملوثة ببرازها. وينبغي للمسافرين أيضا أن يغسلوا أيديهم بالصابون والماء بانتظام، وأن يتّبعوا ممارسات جيدة فيما يخص سلامة الأغذية ونظافتها الصحية. وفي حال ما إذا سافر الأفراد المصابون بالعدوى المقيمون في المناطق المتضرّرة إلى الخارج، فقد يُكشف عن إصابتهم بالعدوى في بلد آخر أثناء سفرهم أو بعد وصولهم إلى وجهتهم. وفي حال حدوث ذلك، فإنه يُعتبر من غير المحتمل أن تنتشر العدوى في أوساط المجتمع المحلي لأن هذا الفيروس لم يكتسب القدرة على الانتقال بسهولة فيما بين البشر.
وبموجب اللوائح الصحية الدولية، يتعين الإخطار بجميع حالات العدوى البشرية الناجمة عن نمط فرعي مستجد من أنماط الإنفلونزا، ويلزم على الدول الأطراف في اللوائح الصحية الدولية (2005) أن تخطر المنظمة فوراً بأي حالة حديثة مؤكدة مختبريًا من حالات العدوى البشرية الناجمة عن أحد فيروسات الإنفلونزا من النمط A التي يُحتمل أن تسبّب جائحة. ولا يُطلب تقديم بيّنات على الإصابة بالمرض في إطار هذا الإخطار.
واستناداً إلى المعلومات المتاحة عن هذا الحدث، لا توصي المنظمة بفرض أي قيود على السفر إلى إكوادور و/ أو التعامل التجاري معها.
معلومات إضافية
- منظمة الصحة للبلدان الأمريكية/ منظمة الصحة العالمية. أحدث المعلومات الوبائية عن فاشيات إنفلونزا الطيور وآثارها على الصحة العامة في إقليم الأمريكتين . 11 كانون الثاني/ يناير 2022 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة للبلدان الأمريكية/ منظمة الصحة العالمية. الإنفلونزا على مستوى الاختلاط بين البشر والحيوانات: توصيات منظمة الصحة للبلدان الأمريكية بشأن تعزيز العمل المشترك بين القطاعات في مجال الترصّد والكشف المبكر والاستقصاء، 9 تموز/ يوليو 2020 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة للبلدان الأمريكية/ منظمة الصحة العالمية. عيّنات من المرضى المشتبه في إصابتهم بالإنفلونزا A/H5. خوارزمية الفحص المختبري . 2 كانون الأول/ ديسمبر 2022 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة العالمية. تقييم المخاطر المرتبطة بفيروسات الإنفلونزا A(H5N1) الحديثة المنتمية إلى القبيل 2.3.4.4b. 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة العالمية. ملخص المعلومات الرئيسية العملية المعدّ للبلدان التي تشهد اندلاع فاشيات أنفلونزا الطيور A(H5N1) وغيرها من الأنماط الفرعية من أنفلونزا الطيور . الطبعة الأولى. تموز/ يوليو 2016. 1 تموز/ يوليو 2016 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة العالمية. ملخص الإنفلونزا على مستوى الاختلاط بين البشر والحيوانات وتقييمها. من 14 كانون الأول/ ديسمبر إلى 21 كانون الثاني/ يناير 2022. أحدث المعلومات عن حالة الطوارئ . 21 كانون الثاني/ يناير 2022 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة العالمية. تعاريف حالات الأمراض التي يلزم الإخطار بها بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) . 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009 (بالإنكليزية)
- اللوائح الصحية الدولية (2005). منظمة الصحة العالمية. الطبعة الثالثة . 1 كانون الثاني/ يناير 2016
- منظمة الصحة العالمية. اختصاصات المراكز الوطنية لمكافحة الإنفلونزا التابعة للشبكة العالمية لترصّد الإنفلونزا والتصدي لها . 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 (بالإنكليزية)
- منظمة الصحة العالمية. بروتوكول التحقيق في الأنفلونزا غير الموسمية والأمراض التنفسية الحادة الناشئة الأخرى. WHO/WHE/IHM/GIP/2018.2
- Government of Ecuador. Ministry of Agriculture and Livestock (MAG) and the Phytosanitary and Animal Health Regulation and Control Agency (Agrocalidad) reinforce measures to contain new cases of avian influenza. 9 January 2023 ( الإسبانية)
- البرنامج العالمي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الإنفلونزا (بالإنكليزية)
- المعايير العالمية للترصُّد الوبائي للأنفلونزا (بالإنكليزية)
مرجع مقتبس: منظمة الصحة العالمية (18 كانون الثاني/ يناير 2023). أخبار فاشيات الأمراض؛ العدوى البشرية الناجمة عن إنفلونزا الطيور A(H5) - إكوادور. متاحة على الرابط التالي: https://covid.comesa.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2023-DON434