الوضع في لمحة سريعة
وصف الوضع الراهن
بين يومي 26 و28 كانون الثاني/يناير 2024، أبلغ مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في كمبوديا المنظمة بحالتين مؤكدتين من العدوى البشرية بالأنفلونزا A، وهما حالتان أُبلغ عنهما في مقاطعة كامبونغ ترابيك التابعة لمحافظة بري فنغ ومقاطعة بيوك التابعة لمحافظة سييم رييب في كمبوديا.
وقد أُخطر عن الحالة الأولى البالغ عمرها 3 سنوات يوم 26 كانون الثاني/يناير 2024، من مقاطعة كامبونغ ترابيك التابعة لمحافظة بري فنغ. وظهرت الأعراض على المريض يوم 13 كانون الثاني/يناير 2024 ودخل المستشفى يوم 16 من الشهر نفسه وهو يعاني من حمى عالية وسعال وسيلان من الأنف. وأُخذت عينات من المريض في المستشفى ونُقلت إلى المعهد الوطني للصحة العامة لاختبارها. وثبت في المعهد من فحص العينات أنها إيجابية من حيث الإصابة بفيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور بواسطة تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي الكمي يوم 25 كانون الثاني/يناير 2024، وهو اليوم نفسه الذي أعاد فيه تأكيدها معهد باستور في كمبوديا. وكان المريض قد سبق له أن تعرض لدجاجات في الفناء الخلفي عُثر عليها نافقة حوالي المسكن. وحُدّد إجمالاً 14 مخالطاً مقرباً للحالة وأُخذت منهم عينات وفُحصت ولم يثبت من فحص أي واحدة منها أنها إيجابية من حيث الإصابة بالأنفلونزا.
أمّا الحالة الثانية البالغ عمرها 69 عاماً فقد أُخطر عنها يوم 28 كانون الثاني/يناير 2024 من مقاطعة بيوك التابعة لمحافظة سييم رييب في كمبوديا. وكان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم من قبل وقد ظهرت عليه الأعراض يوم 21 كانون الثاني/يناير 2024، وشملت الإصابة بحمى تجاوزت درجة حرارتها 38 درجة مئوية وسعال وصعوبة في التنفس. وعليه أُدخل المريض إلى المستشفى يوم 23 كانون الثاني/يناير 2024 وجاءت نتيجة فحصه إيجابية من حيث الإصابة بفيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور بواسطة تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي في المعهد الوطني للصحة العامة يوم 27 كانون الثاني/يناير 2024. كما جاءت نتيجة فحص العينة إيجابية بواسطة اختبار إضافي أجري بمعهد باستور في كمبوديا يوم 28 من الشهر نفسه. واستناداً إلى التحريات الأولية، فإن المريض كان يربي دواجن أليفة وديكة تُستخدم في قتال الديكة. ورُئي من فحص ثلاث دجاجات أنها إيجابية من حيث الإصابة بالأنفلونزا A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور). ولم تُؤخذ عينات من البيئة ولم تخضع لاختبارات. وحُدّد أربعة مخالطين مقربين و39 مخالطاً إضافياً وفُحصوا، وتبين أن حالة أحدهم كانت إيجابية من حيث الإصابة بسلالة ليست ذات صلة من الأنفلونزا B/Victoria.
وقد تعافت منذ حينها الحالتان المؤكدتان من العدوى البشرية بأنفلونزا الطيور A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور). وكشف تحليل التسلسل الجينومي وتحليل النشوء والتطور أن جينات الراصة الدموية لعزلات A/H5 في كلتا الحالتين المؤكدتين تنتمي إلى الفرع الحيوي 2.3.2.1c.
وكان قد أُبلغ في عام 2023 عن ست حالات بشرية، منها أربع وفيات، في محافظة كامبوت (عدد الحالات = 2) ومحافظتي بري فنغ (عدد الحالات = 3) وسفاي رينغ (عدد الحالات = 1). وطوال الفترة من عام 2003 إلى يوم 28 كانون الثاني/يناير 2024، أبلغت كمبوديا عمّا مجموعه 64 حالة عدوى بشرية بالأنفلونزا A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور)، منها 41 وفاة.
الخصائص الوبائية
عادةً ما تنتشر فيروسات الأنفلونزا الحيوانية في أوساط الحيوانات ولكنها قد تصيب البشر أيضاً بعدواها. وقد انتقلت حالات العدوى إلى البشر في المقام الأول من خلال الاختلاط المباشر مع الحيوانات المصابة بالعدوى أو البيئات الملوّثة. ورهناً بالمضيف الأصلي، يمكن تصنيف فيروسات الأنفلونزا من النمط A على أنها أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير أو أنواع أخرى من فيروسات الأنفلونزا الحيوانية.
وقد تتسبب العدوى بفيروسات أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها من فيروسات الأنفلونزا الحيوانية المنشأ لدى البشر في مرض يتراوح بين عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي ومرض أكثر وخامة وتسبب الوفاة. وأُبلغ أيضاً عن تسببها في التهاب الملتحمة وأعراض التهابات الجهاز الهضمي والتهاب الدماغ والاعتلال الدماغي. كما كُشف عن عدة حالات إصابة بفيروس الأنفلونزا A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور) لدى أشخاص لا يبدون أعراضاً. وقد كُشف عن تلك الحالات بسبب تعرض الأفراد لطيور مصابة بعدوى المرض أثناء مشاركتهم في إجراءات إخلاء السكان/تطهير مزارع لتربية الدواجن عقب الإبلاغ عن اندلاع فاشيات فيها.
ويلزم إجراء فحوص مختبرية لتشخيص العدوى البشرية بالأنفلونزا. وتقوم المنظمة دورياً بتحديث بروتوكولات الإرشادات التقنية بشأن الكشف عن الأنفلونزا الحيوانية المصدر باستخدام الطرق الجزيئية، مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل بالاستنساخ العكسي. وتشير البيّنات إلى أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات، وخاصة مثبطات النورامينيداز (أوسيلتاميفير، زاناميفير)، يمكن أن تقلل مدة تكاثر الفيروس وتحسن احتمالات البقاء على قيد الحياة في بعض الحالات.
الاستجابة في مجال الصحة العامة
تعكف فرق الاستجابة السريعة الوطنية ودون الوطنية التابعة لوزارة الصحة، بدعم من وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك ووزارة البيئة، على الاضطلاع بدور ناشط في تحري فاشية أنفلونزا الطيور المندلعة في محافظتي بري فنغ وسييم رييب.
وتشمل الجهود الجاري بذلها القيام بتحريات للعثور على مصادر العدوى وطرق انتقالها بين صفوف البشر وبين الحيوانات على حد سواء. وإضافة إلى ذلك، يتواصل البحث عن الحالات المشتبه فيها والمخالطين للحيلولة دون انتقال العدوى بأي حال من الأحوال. وقد أُخذت عينات من الدواجن ويجري اختبارها.
تقييم المنظمة للمخاطر
في الفترة الواقعة بين عام 2003 ويوم 28 كانون الثاني/يناير 2024، أبلغ 23 بلداً على الصعيد العالمي عن 884 حالة عدوى بشرية بالأنفلونزا A (فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور)، منها 461 وفاة. وكانت تقريباً جميع حالات العدوى البشرية بهذه الأنفلونزا هي حالات عدوى متفرقة وقد ارتبطت بمخالطة وثيقة لطيور حية أو نافقة مصابة بالعدوى، أو ببيئات ملوّثة بفيروسات الأنفلونزا A (H5N1). ولا تصيب فيروسات الأنفلونزا الحيوانية هذه البشر بسهولة، ويبدو أن انتقال عدواها من شخص إلى آخر هو أمر غير مألوف. ولكن يمكن أن تسبب العدوى البشرية مرضاً وخيماً وارتفاعاً في معدل الوفيات. ونظراً لاستمرار الفيروس في الدوران بين طيور الدواجن، وخصوصاً في المناطق الريفية من كمبوديا وغيرها من البلدان الموطونة بالفيروس بين الدواجن، فإنه يمكن توقع ظهور المزيد من الحالات البشرية المتفرقة.
وتشير البيّنات الوبائية والفيروسية المتاحة حالياً إلى أن فيروسات A (H5N1) لم تكتسب القدرة على الانتقال المستمر بين البشر، لذا فإن احتمال استمرار انتشارها بينهم يعتبر منخفضاً. واستناداً إلى المعلومات المتاحة، ترى المنظمة أن الخطورة التي يشكلها هذ الفيروس على عامة السكان هي خطورة منخفضة، كما سيخضع تقييم المخاطر للاستعراض حسب اللزوم إذا توفرت معلومات إضافية.
ومن الضروري إجراء تحليل دقيق للوضع الوبائي، ومواصلة تحديد خصائص أحدث فيروسات الأنفلونزا A (H5N1) بين البشر والدواجن على حد سواء، وإجراء استقصاءات مصلية لتقييم المخاطر المرتبطة بالصحة العامة والإسراع في تعديل تدابير إدارة المخاطر.
ولا توجد لقاحات محددة للأنفلونزا A (H5N1) لدى البشر، ولكن جرى تطوير لقاحات تجريبية للوقاية من عدوى الأنفلونزا A(H5) لديهم من أجل التأهب لمواجهة الجوائح في بعض البلدان. وتواصل المنظمة تحديث قائمة فيروسات لقاحات الأنفلونزا التجريبية الحيوانية المصدر التي اختيرت مرتين في السنة أثناء مشاورة المنظمة بشأن تركيبة لقاح فيروس الأنفلونزا، علماً بأن قائمة فيروسات لقاحات الأنفلونزا التجريبية هذه متاحة على موقع المنظمة الإلكتروني. وإضافة إلى ذلك، يُنشر التوصيف الجيني والمستضدي لأحدث فيروسات الأنفلونزا الحيوانية المصدر على الموقع الشبكي للبرنامج العالمي لمكافحة الأنفلونزا على مستوى حيّز التفاعل بين البشر والحيوانات.
نصائح المنظمة
لا يغيّر هذا الحدث توصيات المنظمة الحالية بشأن تدابير الصحة العامة وترصّد الأنفلونزا.
ونظراً لورود تقارير تفيد بوقوع حالات متفرقة من الأنفلونزا A (H5N1) بين البشر، واندلاع فاشيات في الثدييات، ودوران الفيروس على نطاق واسع بين الطيور، وطبيعة التغير الدائم التي تتسم بها فيروسات الأنفلونزا، تواصل المنظمة التأكيد على أهمية الترصّد العالمي للكشف عن التغيّرات الفيروسية والوبائية والسريرية المرتبطة بفيروسات الأنفلونزا الناشئة أو السارية التي قد تؤثر على صحة الإنسان (أو الحيوان) ورصدها، وتبادل هذه الفيروسات في الوقت المناسب من أجل تقييم مخاطرها.
وينبغي أن يتجنب الجمهور الاتصال ببيئات عالية الخطورة مثل أسواق بيع الحيوانات الحية/مزارع تربيتها والدواجن الحية، أو السطوح التي قد تكون ملوّثة بفضلات الدواجن. وإضافة إلى ذلك، يُوصى بصون نظافة اليدين جيداً وتكرار غسلهما أو استعمال مطهر كحولي لليدين.
كما ينبغي لعامة الناس والأفراد المعرضين للخطر أن يبلغوا السلطات البيطرية فوراً عن الحالات المرضية بين الحيوانات أو حالات النفوق غير المتوقعة بينها. وينبغي تجنب استهلاك لحوم الدواجن المريضة أو النافقة بشكل غير متوقع.
أمّا في البلدان التي يعرف عن أن أنفلونزا الطيور تسبب فيها فاشيات بين الدواجن، فينبغي للأشخاص الذين يقومون فيها بمناولة الدواجن الحية لغرض استهلاك لحومها أن يرتدوا ملابس واقية/كمامات لحماية الجهاز التنفسي أثناء ذبح الدواجن أو عند مناولة المذبوح منها، كما ينبغي أن يلتمسوا الرعاية الصحية فوراً إذا شعروا بتوعك بعد فترة وجيزة من هذا التعرض.
وينبغي أن يسعى أي شخص يتعرض لطيور يحتمل أن تكون مصابة بالعدوى أو بيئات ملوّثة ويشعر بتوعك إلى الحصول على الرعاية الصحية فوراً وأن يبلغ مقدم خدمات الرعاية الصحية الذي يراجعه بتعرضه لها.
ولا تنصح المنظمة بفرض أية قيود على حركة السفر أو التجارة استناداً إلى المعلومات المتاحة حالياً عن هذا الحدث. كما لا تنصح بإجراء فحوص خاصة للمسافرين عند نقاط الدخول أو فرض قيود أخرى فيما يتعلق بالوضع الراهن لفيروسات الأنفلونزا على مستوى حيّز التفاعل بين البشر والحيوانات.
وإن الدول الأطراف في اللوائح الصحية الدولية (2005) مطالبة بإخطار المنظمة فوراً بأي حالة مؤكدة مختبرياً لعدوى بشرية جديدة ناجمة عن نوع فرعي جديد من فيروس الأنفلونزا. ولا يلزم تقديم بيّنات تثبت المرض بشأن هذا الإخطار.
معلومات إضافية
- البرنامج العالمي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الأنفلونزا، حيّز التفاعل بين البشر والحيوانات (بالإنكليزية فقط)
- ملخص التقييمات الشهرية للمخاطر صادر عن منظمة الصحة العالمية: الإصابة بالأنفلونزا على مستوى حيّز التفاعل بين البشر والحيوانات (بالإنكليزية فقط)
- معلومات محدثة أسبوعياً عن أنفلونزا الطيور صادرة عن المكتب الإقليمي لغرب المحيط الهادئ (بالإنكليزية فقط)
- بروتوكول التحقيق في الأنفلونزا غير الموسمية والأمراض التنفسية الحادة الناشئة الأخرى: (بالإنكليزية فقط)
- ملخص المعلومات الرئيسية العملية للبلدان التي تشهد فاشيات أنفلونزا الطيور وغيرها من الأنماط الفرعية لأنفلونزا الطيورA (H5N1) (بالإنكليزية فقط)
- مواصلة ترصد الأنفلونزا ورصد فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (فيروس كورونا- سارس-2) – تطويع الشبكة العالمية لترصد الأنفلونزا والتصدي لها والنظم الخافرة أثناء جائحة كوفيد-19 (بالإنكليزية فقط)
- تعاريف حالات الأمراض الأربعة التي يلزم الإبلاغ عنها في جميع الظروف بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) (بالإنكليزية فقط)
- إدارة المخاطر المسندة بالبيّنات على طول سلسلة الإنتاج الحيواني والأسواق: كمبوديا (بالإنكليزية فقط)
- أخبار فاشيات الأمراض - أنفلونزا الطيور من النمط A (H5N1) – كمبوديا، 26 شباط/فبراير 2023
- أخبار فاشيات الأمراض - أنفلونزا الطيور من النمط A (H5N1) – كمبوديا، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
- منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) - شعبة الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية. تحديث بشأن تهديدات الصحة الحيوانية صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وشعبة الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية. 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
- أنفلونزا الطيور واحتفالات السنة القمرية الجديدة: التيقظ والتحوطات (بالإنكليزية فقط)
للاقتباس المرجعي: منظمة الصحة العالمية (8 شباط/فبراير 2024). أخبار فاشيات الأمراض؛ أنفلونزا الطيور A (H5N1) - كمبوديا. متاح على الرابط التالي: https://covid.comesa.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2024-DON501