الوضع في لمحة سريعة
وصف الوضع الراهن
في 25 آذار/ مارس 2024، أبلغ مركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية في فييت نام منظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن حالة عدوى بشرية واحدة بفيروس الأنفلونزا A(H5N1) لدى رجلٍ يبلغ من العمر 21 عاماً، لا يعاني من أي حالات مرضية أساسية، وينحدر من مقاطعة خانه هوا في فييت نام.
وأُصيبت الحالة بالحمى والسعال في 11 آذار/ مارس 2024 وأُدخلت إلى مستشفى محلي في 15 آذار/ مارس نتيجة استمرار ظهور الأعراض عليها، بما فيها ألم البطن والإسهال. وفي 17 آذار/ مارس، تدهورت حالتها الصحية، ونُقلت إلى وحدة العناية المركزة في أحد مستشفيات المقاطعة. وفي 20 آذار/ مارس، نُقل المريض إلى مستشفى آخر في المقاطعة بعد تشخيص إصابته بالالتهاب الرئوي الوخيم والإنتان الوخيم ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة. وتُوفيت الحالة في 23 آذار/ مارس.
وفي 19 آذار/ مارس، أخذ معهد باستور في نها ترانغ عيّنات من المريض لغرض إجراء اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي في الوقت الحقيقي (RT-PCR) عليها، وكانت نتيجة الاختبار إيجابية فيما يخص فيروس الأنفلونزا (H5). وفي 22 آذار/ مارس، كشف تحليل التسلسل الجينومي الذي أجراه معهد باستور في نها ترانغ عن وجود فيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1).
وكشفت النتائج الأولية لتقصّي الحالة أن المريض كان قد ذهب لصيد الطيور خلال الأسبوعين الثاني والثالث من شباط/ فبراير 2024. وبين ذلك الوقت وبداية ظهور المرض عليه، لم يُبلغ عن أي مخالطة لدواجن نافقة أو مريضة أو لأي شخص تظهر عليه أعراضٌ مماثلة. ولم يُكشف عن أي حالات أخرى من الأنفلونزا A(H5N1) بين المخالطين المقربين الذين تم تتبّعهم.
الخصائص الوبائية
عادةً ما تنتشر فيروسات الأنفلونزا الحيوانية بين الحيوانات ولكنها يمكن أن تصيب البشر بعدواها أيضاً. وتُكتسب حالات العدوى البشرية في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة بالعدوى أو البيئات المحيطة الملوثة. ورهناً بالمُضيف الأصلي، يمكن تصنيف فيروسات الأنفلونزا من النمط A على أنها أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير أو غيرهما من أنواع فيروسات الأنفلونزا الحيوانية.
وقد تسبّب حالات العدوى بفيروس أنفلونزا الطيور لدى البشر أمراضاً تتراوح من عدوى خفيفة في المسالك التنفسية العليا إلى أمراض أكثر وخامة، ويمكن أن تكون قاتلة. وأبلغ أيضاً عن التهاب الملتحمة وأعراض مَعِدية معوية والتهاب الدماغ والاعتلال الدماغي. كما كُشف عن عدة حالات إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) لدى أشخاصٍ لم تظهر عليهم أعراض المرض كانوا قد تعرّضوا لطيور مصابة بالعدوى في الأيام التي سبقت أخذ عيّناتهم.
ويلزم إجراء فحوص مختبرية لتشخيص العدوى البشرية بالأنفلونزا. وتحدّث المنظمة على أساس دوري بروتوكولات الإرشادات التقنية بشأن الكشف عن الأنفلونزا الحيوانية المصدر باستخدام الطرق الجزيئية، مثل تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي. وتشير البيّنات إلى أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات، ولا سيما مثبطات النورامينيداز (أوسيلتاميفير، زاناميفير)، يمكن أن تقلّص مدة تكاثر الفيروس وتحسّن احتمالات البقاء على قيد الحياة في بعض الحالات.
وفي الفترة من عام 2003 إلى 25 آذار/ مارس 2024، أبلغ 23 بلداً في العالم عمّا مجموعه 888 حالة عدوى بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1)، منها 463 حالة وفاة. وكانت جميع حالات العدوى هذه تقريباً مرتبطة بمخالطة وثيقة لطيور حية أو نافقة مصابة بالعدوى، أو ببيئات ملوثة.
ومنذ عام 2003، أُبلغ في فييت نام عن 129 حالة عدوى بشرية بفيروس الأنفلونزا A(H5N1)، منها 65 حالة وفاة. وقد أبلغ عن آخر حالة إصابة بعدوى أنفلونزا الطيور A(H5) في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 في مقاطعة فو ثو الشمالية في فييت نام
الاستجابة في مجال الصحة العامة
اتخذت حكومة فييت نام الإجراءات التالية للاستجابة في مجال الصحة العامة:
- إجراء استقصاء وبائي محلي وتطهير مكان إقامة المريض ومناطق التعرّض المشتبه فيها.
- تتبّع المخالطين وعزلهم وفحصهم ورصد مخالطي المريض المقربين.
- اختبار عيّنات الدجاج وطيور الزينة بالقرب من مكان إقامة المريض. وكانت نتيجة اختبار جميع العيّنات المأخوذة من هذه الطيور سلبية فيما يخص فيروسات الأنفلونزا A(H5).
- إصدار خطاب رسمي يطلب من إدارة الصحة في مقاطعة خانه هوا أن تحضِّر أدوية (أوسيلتاميفير) وغيرها من الإمدادات لدعم المستشفيات والسلطات المحلية في الوقت المناسب في توفير التدبير العلاجي للمرضى واحتواء الفاشيات المحتملة.
تقييم المنظمة للمخاطر
هذه أول حالة عدوى بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور A(H5N1) يُبلَغ عنها في فييت نام في عام 2024 ومنذ عام 2022.
ومعظم حالات العدوى البشرية بفيروسات أنفلونزا الطيور المُبلغ عنها حتى الآن كانت ناجمة عن التعرّض للدواجن المصابة بالعدوى أو البيئات الملوثة.
ويمكن أن تسبّب العدوى البشرية مرضاً وخيماً، وهي عدوى ذات معدلات وفيات عالية. وفيروسات الأنفلونزا A(H5N1) هذه، التي تنتمي إلى مجموعات جينية مختلفة، لا تصيب البشر بسهولة، ويبدو حتى الآن أن انتقال العدوى من البشر إلى البشر أمر غير معتاد. ومع استمرار دوران الفيروس بين الدواجن، وخصوصاً في المناطق الريفية من فييت نام، فإن احتمال ظهور المزيد من الحالات البشرية الفُرادية لا يزال قائماً.
وتوحي البيّنات الوبائية والفيروسية حالياً بأن فيروسات A(H5) لم تكتسب القدرة على الانتقال بين البشر بشكل مستدام، وبالتالي، فإن احتمال انتشارها بينهم ضعيف.
واستناداً إلى المعلومات المتاحة، تقدر المنظمة أن الخطر الذي يشكله هذا الفيروس على عامة السكان ضعيف. وسيُستعرض تقييم المخاطر في حال توفر معلومات فيروسية ووبائية إضافية.
نصائح المنظمة
هذه الحالة لا تغيّر من توصيات المنظمة الحالية بشأن تدابير الصحة العامة وترصّد الأنفلونزا.
وينبغي للجمهور أن يتجنب الاتصال بالبيئات العالية الخطورة مثل أسواق الحيوانات الحية/ مزارع تربيتها والدواجن الحية، أو الأسطح التي قد تكون ملوثة بفضلات الدواجن. وبالإضافة إلى ذلك، يُوصى بالحفاظ على نظافة اليدين الجيدة والمواظبة على غسلهما أو استعمال مطهر كحولي لليدين.
وينبغي للجمهور العام والأفراد المعرضين للخطر أن يبلغوا السلطات البيطرية فوراً عن حالات مرض الحيوانات أو نفوقها غير المتوقع. وينبغي تجنّب استهلاك الدواجن المريضة أو النافقة بشكل غير متوقع.
وينبغي لكل شخص يتعرض لطيور يُحتمل أن تكون مصابة بالعدوى أو لبيئات ملوثة ويشعر بتوعك أن يلتمس الرعاية الصحية فوراً وأن يبلغ مقدِّم الرعاية الصحية باحتمال تعرُّضه للعدوى.
ويعد إجراء تحليل دقيق للوضع الوبائي، ومواصلة تحديد خصائص أحدث فيروسات الأنفلونزا A(H5N1) بين البشر والدواجن، وإجراء استقصاءات مصلية أمراً حاسم الأهمية لتقييم المخاطر المرتبطة بالصحة العامة والإسراع في تعديل تدابير إدارة المخاطر.
ولا توجد لقاحات محددة للإنفلونزا A(H5N1) لدى البشر، بيد أنه استُحدثت لقاحات مرشّحة لأغراض التأهب للجوائح في بعض البلدان. وتواصل المنظمة تحديث قائمة الفيروسات المرشّحة للقاحات الأنفلونزا الحيوانية المصدر التي اختيرت مرتين في السنة أثناء مشاورة المنظمة بشأن تركيبة لقاح فيروس الأنفلونزا.
ولا توصي المنظمة بفرض قيود على حركة السفر أو التجارة استناداً إلى المعلومات المتاحة حالياً بشأن هذا الحدث. كما لا تنصح بإجراء فحوص خاصة للمسافرين عند نقاط الدخول أو فرض قيود أخرى فيما يتعلق بالوضع الراهن لفيروسات الأنفلونزا على مستوى حيز التفاعل بين البشر والحيوانات.
ويتعين على الدول الأطراف في اللوائح الصحية الدولية (2005) إخطار المنظمة فوراً بأي حالة مؤكدة مختبرياً لعدوى بشرية حديثة ناجمة عن نمط فرعي جديد من فيروس الأنفلونزا. ولا يلزم تقديم بيّنات تثبت المرض في هذا الإخطار.
معلومات إضافية
- البرنامج العالمي للمنظمة لمكافحة الإنفلونزا، حيز التفاعل بين البشر والحيوانات (بالإنكليزية)
- ملخص التقييمات الشهرية للمخاطر الصادر عن المنظمة: الأنفلونزا على مستوى حيز التفاعل بين البشر والحيوانات (بالإنكليزية)
- معلومات محدثة أسبوعياً عن أنفلونزا الطيور صادرة عن المكتب الإقليمي لغرب المحيط الهادئ (بالإنكليزية)
- بروتوكول التحقيق في الأنفلونزا غير الموسمية والأمراض التنفسية الحادة الناشئة الأخرى
- ملخص المعلومات الرئيسية العملية للبلدان التي تشهد فاشيات أنفلونزا الطيور A(H5N1) وغيرها من الأنماط الفرعية لأنفلونزا الطيور (بالإنكليزية)
- مواصلة ترصّد الأنفلونزا ورصد فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (فيروس كورونا- سارس-2) – تكييف الشبكة العالمية لترصد الأنفلونزا والتصدي لها والنظم الخافرة أثناء جائحة كوفيد-19 (بالإنكليزية)
- تعاريف حالات الأمراض الأربعة التي يلزم الإخطار بها في جميع الظروف بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) (بالإنكليزية)
- إدارة المخاطر المسندة بالبيّنات على طول سلسلة الإنتاج الحيواني والأسواق: كمبوديا (بالإنكليزية)
- Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO) - Animal Production and Health division (NSAH). FAO-NSAH Animal Health Threats Update. 11 October 2023.
للاقتباس المرجعي: منظمة الصحة العالمية (2 نيسان/ أبريل 2024). أخبار فاشيات الأمراض؛ أنفلونزا الطيور A(H5N1) - فييت نام. متاحة على الرابط التالي: https://covid.comesa.int/ar/emergencies/disease-outbreak-news/item/2024-DON511