أسئلة متكررة عن مرض كوفيد-19 والعدوى بفيروس العوز المناعي البشري والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية
30 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 | سؤال وجواب
يُعد الأشخاص المتعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري الذين لا يخضعون للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والذين ينخفض لديهم تعداد خلايا عنقود التمايز 4 (CD4 )، ولاسيما المصابون منهم بمرض متقدم، أشد تعرضاً للإصابة بحالات العدوى الانتهازية والمضاعفات الناجمة عن الأيدز. ومع ذلك، فهناك بيّنات متطوّرة ومتضاربة بشأن زيادة مخاطر اكتساب الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري لعدوى فيروس كورونا-سارس-2 و/ أو المضاعفات السريرية لكوفيد-19 مقارنة بعامة السكان.
ويزداد معدل انتشار عوامل الخطر المعروفة لاكتساب عدوى كوفيد-19 ولحدوث مضاعفاته، مثل أمراض القلب ومرض الكلى وداء السكري ومرض الرئة المزمن والسمنة وغيرها من الاعتلالات المصاحبة، وحالات العدوى مثل السل.
وقد أسفرت عدة سلاسل لتقارير الحالة ودراسات أترابية صغيرة تناولت الأشخاص المتعايشين مع الفيروس والمصابين بكوفيد-19 عن نتائج سريرية مماثلة ومخاطر مماثلة للإصابة بفيروس كورونا-سارس-2 مقارنة بعامة السكان، ولاسيما في الحالات التي تمت فيها السيطرة على الفيروس (الحالات التي تخضع للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية ويزيد فيها تعداد خلايا عنقود التمايز على 200 خلية/ مم3 وتحقق فيها كبت العبء الفيروسي). وتشير هذه البيانات السريرية المحدودة إلى أن مخاطر وفاة الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري، ترتبط بعوامل معروفة للإصابة بكوفيد-19 مثل كبر السن والإصابة بالاعتلالات المصاحبة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية وداء السكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسمنة [1-3].
وقد أجريت عدة استعراضات منهجية وغير منهجية لتقييم حصائل كوفيد-19 بين الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري؛ وقد وجد معظمها حصائل مماثلة في معدل الوفاة والمراضة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري [4-8]. ولم تتضمن الأساليب دائماً تقييم الحصائل مع التحكم في عوامل خطر كوفيد-19 المعروفة [4]. كما تقل البيانات الخاصة بالمرضى المصابين بمرض فيروس العوز المناعي البشري المتقدم (أي انخفاض تعداد خلايا عنقود التمايز 4).
ووجدت مراجعة منهجية واحدة، لم تُنشر بعد رسمياً، أن معدل الانتشار المُجمّع لفيروس العوز المناعي بين مرضى كوفيد-19، في 144,795 من مرضى كوفيد-19 في مستشفيات أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا بلغ 1,22٪ [95٪ (فاصل الثقة: 0,61%-2,43%)]، بزيادة بمقدار الضعفين مقارنةً بالمعدل المُجمّع لانتشار الفيروس بين عامة السكان البالغ 0,65% (95% فاصل الثقة: 0,48% - 0,89%) – ما يشير إلى قابلية محتملة للإصابة بالفيروس بين الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري [9].
وتأتي بيانات إضافية حول هذا الموضوع من عدة دراسات أترابية أجريت في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة [10-12] وأفادت بزيادة متوسطة في مخاطر الوفاة التي تُعزى مباشرة إلى عدوى فيروس العوز المناعي البشري بعد التصحيح حسب العمر ونوع الجنس والعرق ووجود الاعتلالات المصاحبة؛ ووجد تحليل تلوي غير منشور شمل هذه الدراسات، أن مخاطر الوفاة تضاعفت مقارنة بالمرضى غير المصابين بالفيروس؛ ومع ذلك، فلا يمكن استبعاد حدوث الالتباس بسبب الاعتلالات المصاحبة المرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الوخيم الناجم عن كوفيد-19 [13].
وتكتسي حماية الأشخاص المتعايشين مع فيروس الأيدز أثناء جائحة كوفيد-19، وضمان استمرار تلقيهم العلاج، أهمية فائقة. ويعكف الباحثون حالياً على تحري ما إذا كان هؤلاء الأشخاص أشدّ عرضةً لحصائل كوفيد-19 الوخيمة، حيث تشير البيّنات الأولية إلى زيادة متوسطة في سرعة تأثر الأشخاص المتعايشين مع فيروس الأيدز، مما يرفع من الضرورة الملحة لإتاحة حصول هؤلاء الأشخاص على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية والعلاج الخاص بالاعتلالات المصاحبة - مثل علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية وأمراض الرئة المزمنة وداء السكري والسل، وحفاظهم على الوزن الصحي للجسم.
ويلزم الحصول على بيانات أوسع نطاقاً ذات تمثيل جغرافي أوسع للتعمق في فهم كيفية تأثير الإصابة المزدوجة بعدوى فيروس كورونا-سارس-2 وفيروس العوز المناعي البشري على وخامة المرض وتطوره وحصائل المرضى الذين أدخلوا المستشفى بسبب إصابتهم بكوفيد-19. ولتحقيق ذلك، أنشأت المنظمة منصة عالمية سريرية لكوفيد-19. وحتى 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تلقت المنظمة بيانات سريرية عن 000 79 مريض مودع في المستشفى بسبب إصابة مؤكدة أو مشتبه بها بكوفيد-19، من بينهم 291 5 مريضاً متعايشاً مع فيروس العوز المناعي، من 30 بلداً حول العالم. والمنصة مفتوحة لجميع الدول الاعضاء والمرافق الصحية للمساهمة بالبيانات، التي سيُسترشد بها في إعداد إرشادات مقبلة عن أفضل السبل لحماية الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أثناء جائحة كوفيد-19.
ويُنصح الأشخاص المصابون بالفيروس باتخاذ نفس الاحتياطات التي يُنصح عامة السكان باتخاذها للوقاية من كوفيد-19 [14-15]، ألا وهي: غسل اليدين مراراً وتكراراً؛ وممارسة آداب السعال؛ وضمان التباعد الجسدي؛ ولبس الكمامة عند الاقتضاء ووفقاً للوائح المحلية؛ والتماس الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض؛ والعزل الذاتي عند ظهور الأعراض أو مخالطة إحدى حالات كوفيد-19 المؤكدة؛ وسائر الإجراءات الخاصة بالاستجابة المحلية والحكومية.
ومن الأهمية بمكان ضمان حصول الأشخاص المتعايشين مع الفيروس على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية اللازمة لفترات أطول (إمدادات كافية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر)؛ وأن تلتزم البرامج بصرف الكميات الكافية لعدة أشهر من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وسائر الأدوية الضرورية، مثل العلاج ببدائل المواد الأفيونية، والعلاج الوقائي للسل وعلاج الاعتلالات المصاحبة. ومن المهم أيضاً ضمان استيفاء بعض التطعيمات (لقاحات الأنفلونزا والمكورات الرئوية) وإتاحة إمدادات كافية من الأدوية لعلاج حالات العدوى المصاحبة والاعتلالات المصاحبة أو الوقاية منها.
لقد بُحثت في البداية إمكانية استعمال الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في علاج كوفيد-19 بالاستناد إلى الفحص الافتراضي والدراسات المختبرية. وتشير البيانات المنشورة إلى أن معظم المرضى المصابين بعدوى الفيروس المُسبب لكوفيد-19 يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة وحصائلهم السريرية جيدة ولا يحتاجون إلى دخول المستشفى. وفي بعض الحالات أُعطي مرضى المستشفيات أحد الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية - في معظم الأحيان اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير، وفي حالات أقل الدارونافير المُعزّز بالريتونافير. وقد أجريت معظم الدراسات التي تتناول تقييم الفوائد المُحتملة للدواء المضاد للفيروسات القهقرية في علاج كوفيد-19 على أفراد غير مصابين بفيروس العوز المناعي البشري.
وحدّد استعراض منهجي لاستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في المرضى المصابين بفيروسات كورونا، أُجري في آذار/ مارس 2020، تجربتين مُعشّاتين و21 دراسة رصدية قدمت بيانات عن الحصائل السريرية لاستخدام اللوبينافير المُعزز بالريتونافير في علاج كوفيد-19 والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية [16]. ولم تُشر التجارب المُعشّاة إلى أي فوائد سريرية، وكانت نتائج الدراسات الرصدية غير حاسمة، وكان مستوى اليقين في مجموعة البيّنات على نطاق جميع الحصائل المُهمّة متدنياً أو شديد التدني. ولم يجد الاستعراض المنهجي الحي والتحليل التلوي الشبكي لفعالية العلاجات الدوائية ومأمونيتها في مرضى كوفيد-19، المنشوران في أيلول/ سبتمبر 2020 أي بينات مُقنِعة تفيد بأن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مثل اللوبينافير/ الريتونافير تؤدي إلى خفض معدل الوفيات أو زيادة معدل تصفية الفيروس [17].
وفي الآونة الأخيرة، أكدت دراستان مُعشّاتان أُخريان هذه النتائج ولم تدعما استعمال اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير في علاج مرضى المستشفيات المصابين بكوفيد-19.
وأشارت تجربة سريرية نُشرت مؤخراً إلى أن اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير لم يرتبط في مرضى المستشفيات المصابين بكوفيد-19 بانخفاض في معدل الوفيات أو في مدة الإقامة في المستشفى أو في مخاطر تقدم المرض إلى الحد الذي يستدعي التهوية الميكانيكية الغازية أو إلى الوفاة [18]. وبالمثل، فإن اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير كان تأثيره محدوداً أو معدوماً على مرضى المستشفيات المصابين بكوفيد-19 في تجربة التضامن التي تولّت المنظمة تنسيقها والتي نُشرت مؤخراً، كما يتبين من المعدل الإجمالي للوفيات وبدء التهوية ومدة الإقامة في المستشفى [19].
واستناداً إلى البيّنات المتاحة، فإن استخدام اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير وغيره من مضادات الفيروسات القهقرية غالباً ما لن يُحسّن الحصائل السريرية في مرضى المستشفيات المصابين بكوفيد-19.
وتناولت العديد من الدراسات المُعشّاة وغير المُعشّاة تقييم استعمال الأدوية المضادة لالتهاب الكبد C، بما في ذلك السوفوسبوفير والداكلاتاسفير، في علاج فيروس كورونا-سارس-2، وفي حين أن النتائج الأولية أشارت إلى وجود فائدة من حيث الشفاء السريري، فإن هذه البيّنات تُعد غير كافية (لصغر حجم عيّنة، وإدراج إحدى الدراسات غير المُعشّاة) ليتسنى التوصية باستعمال هذه الأدوية المضادة للفيروسات في علاج فيروس كورونا-سارس-2. [20]
تناول عدد من الدراسات الصغيرة تقييم مدى إمكانية استعمال الأدوية المضادة الفيروسات القهقرية في الوقاية من عدوى فيروس كورونا-سارس-2، وكانت النتائج في معظمها متضاربة.
وتشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري الذين يستعملون التينوفوفير ديسوبروكسيل فيومارات أقل تعرضاً للإصابة بفيروس كورونا-سارس-2. ومع ذلك، فهناك دراسات أخرى تشير إلى أن العلاج الوقائي قبل التعرض لفيروس العوز المناعي البشري القائم على التينوفوفير لا يوفر الحماية من العدوى بفيروس كورونا المستجد، كما أنه لا يُحسّن مسار مرض كوفيد-19 [21]. وفي هذه الدراسة، كان معدل انتشار فيروس كورونا-سارس-2 في الواقع أعلى بين الأشخاص الخاضعين للعلاج الوقائي قبل التعرض مقارنة بالأفراد غير الخاضعين له.
ولا يقدم مجموع المؤلفات المتاحة بيّنات قاطعة تشير إلى قدرة مضادات الفيروسات القهقرية على حماية الأفراد من عدوى فيروس كورونا-سارس-2 أو من الإصابة بالمرض الخطير الناجم عنه. ومع ذلك فأن مستوى اليقين في البيّنات شديد التدني نظراً إلى صغر حجم العيّنة، وعدم اليقين بشأن مدى التعرض.
ويلزم على الأشخاص الخاضعين للعلاج الوقائي قبل التعرض أو العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية للوقاية من كوفيد-19 اتخاذ تدابير الوقاية من كوفيد-19 نفسها التي يوصى بها لعامة السكان.
لا توصي المنظمة حالياً باستعمال مضادات الفيروسات القهقرية في علاج كوفيد-19 أو الوقاية منه خارج سياق التجارب السريرية. وتتسم معظم المؤلفات المنشورة الحالية بطابع رصدي ولا تشمل إلا عدداً قليلاً من التجارب، ولا تقدم بيّنات جيدة لصالح استعمال تلك العوامل في تلك الأغراض. ولا تشير مجموعة البيّنات الحالية إلى وجود فائدة من استعمال اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير وغيره من مضادات الفيروسات القهقرية في الحد من مخاطر عدوى فيروس كورونا المستجد، أو تحسين الحصائل السريرية في المرض المصحوب بأعراض بين المصابين بكوفيد-19.
وفي الآونة الأخيرة، أكدت دراستان مُعشّاتان أُخريان هذه النتائج ولم تدعما استعمال اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير في علاج مرضى المستشفيات المصابين بكوفيد-19. وأشارت تجربة التضامن إلى أن اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير لم يرتبط بانخفاض معدل الوفيات أو مدة الإقامة في المستشفى أو مخاطر تقدم المرض إلى الحد الذي يستدعي التهوية الميكانيكية الغازية أو إلى الوفاة. [18] كما وجدت النتائج المبدئية لتجربة المنظمة في بلدان متعددة (تجربة التضامن) أن اللوبينافير المُعزّز بالريتونافير كان تأثيره محدوداً أو معدوماً على المعدل الإجمالي للوفيات وبدء التهوية ومدة الإقامة في المستشفى في المرضى المصابين بكوفيد-19 [19].
مع تكثيف العالم لاستجاباته الصحية العامة لجائحة كوفيد-19، تُحث البلدان على اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الوباء. وقد حثت المنظمة جميع البلدان على ضمان التوازن المناسب بين حماية الصحة ومنع الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية واحترام حقوق الإنسان.
وتعمل المنظمة مع شركاء من بينهم برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الأيدز والشبكة العالمية للمصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري، لضمان عدم تقويض حقوق الإنسان في إطار الاستجابة لكوفيد-19، وكفالة إتاحة الخدمات للمصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري أو المتضررين منها دون التمييز بينهم وبين سائر الأشخاص، وتوفير الخدمات ذات الصلة باستمرار ودون تعطيل.
وسعياً إلى تخفيف وطأة فاشيات كوفيد-19 المُحتملة في السجون وخفض معدلات المراضة والوفيات بين نزلاء السجون وسائر الأماكن المغلقة، من الأهمية الحاسمة بمكان دمج السجون ومراكز احتجاز المهاجرين في استجابة الصحة العامة الأوسع نطاقاً. ويقتضي هذا الأمر التعاون الوثيق بين وزارات الصحة والعدل وينطوي على تطبيق بروتوكولات لإجراء فحص التحري عند الدخول واتخاذ تدابير الحماية الشخصية والتباعد البدني وتنظيف البيئة وتعقيمها وتقييد الحركة، بما في ذلك تقييد النقل ودخول الموظفين غير الضروريين والزوار. وفي السياق الحالي، من الأهمية بمكان أن تعمل البلدان من أجل وضع استراتيجيات غير قائمة على الاحتجاز لمنع الاكتظاظ في الأماكن المغلقة.[22] ويُرجح أن يتيسّر هذا النهج إذا تولت وزارة الصحة عوضاً عن وزارة العدل أو غيرها، حوكمة الصحة في السجون.[23]
من الأهمية بمكان ضمان الإتاحة المتواصلة لخدمات الوقاية من فيروس العوز المناعي البشري واختباره وعلاجه، بما في ذلك في الأماكن التي تُتّخذ فيها تدابير العزل في إطار استجابة الصحة العامة لجائحة كوفيد-19. وينبغي النظر في اتخاذ تدابير مكيّفة ومسنّدة بالبيّنات وتنفيذها للحد من الانتقال المُحتمل للعدوى. وتشمل هذه التدابير ما يلي[24] :
- تطبيق الاحتياطات القياسية على جميع المرضى (بما في ذلك ضمان تغطية جميع المرضى للفم الأنف بمنديل ورقي أو بالكوع المثني عند السعال أو العطس؛ وتوزيع كمامات طبية على المرضى الذين يُشتبه في إصابتهم بعدوى كوفيد-19 أثناء انتظارهم للحصول على خدمات الرعاية، وتنظيف اليدين وما إلى ذلك).
- ينبغي للعاملين في الرعاية الصحية والتوعية والأشخاص الذين يتولون تثقيف أقرانهم والعملاء، الالتزام بتنظيف اليدين وسائر تدابير الحماية.
- ضمان فرز الحالات والكشف المبكر عنها ومكافحة مصدر العدوى (عزل المرضى المشتبه في إصابتهم بعدوى كوفيد-19).
- ضمان التهوية الكافية في جميع الأماكن داخل مرافق الرعاية الصحية.
- يُفضل الحفاظ على مسافة تتراوح بين متر واحد ومترين بين جميع المرضى في جميع الأقسام بشتى أنواعها.
- ينبغي اتّباع إجراءات التنظيف والتطهير باستمرار وعلى نحو الصحيح.
- صرف الأدوية الكافية (لعلاج فيروس العوز المناعي البشري والسل والحالات المُزمنة الأخرى مثل الاعتماد على المواد الأفيونية) لفترات أطول، للحد من زيارات المرضى.
- النظر في الاقتصار على تقديم الخدمات الحاسمة الأهمية (تقديم خدمات العلاج والوقاية الأساسية؛ وإمكانية الحد من خدمات الإرشاد أو تكييفها).
- وضع العديد من البلدان أساليب افتراضية لتقديم الخدمات ودعم الأشخاص للحد من الحضور في العيادات.
- بعض البلدان زادت أيضاً من خيارات الرعاية الذاتية، مثل الاختبار الذاتي للكشف عن فيروس العوز المناعي البشري، وكثيراً ما يقترن ذلك بالدعم الافتراضي للحفاظ على استمرار الخدمات.
- هناك أمثلة كثيرة على الابتكارات التي تُستخدم لدعم استمرار خدمات العلاج الوقائي قبل التعرض بما في ذلك الدعم الافتراضي، وتوزيع الأدوية في المجتمعات المحلية وفي المنازل، واستخدام الاختبار الذاتي للفيروس في الرصد خلال فترة تعليق خدمات العيادات. وقد يساعد التعلم من ذلك في توجيه التنفيذ في المستقبل في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
وقد يزيد في العموم خطر التعرّض للعدوى في صفوف المجموعات السكانية السريعة التأثر، بما في ذلك أفراد الفئات السكانية الرئيسية (الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والعاملون في مجال الجنس، والمتحولون جنسياً، ونزلاء السجون)، والمشردون و/أو النازحون، بسبب الاعتلالات المصاحبة الأخرى التي تؤثر على جهازهم المناعي وعجزهم عن اتّباع تدابير العزل والمباعدة الاجتماعية وافتقارهم عموماً إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية. ومن الأهمية الحاسمة بمكان أن تواصل الخدمات التي تصل إلى هذه المجموعات السكانية، مثل الخدمات المجتمعية ومراكز المشورة غير الرسمية وخدمات التوعية، تقديم خدمات الوقاية (توزيع العوازل الذكرية والإبر والمحاقن) والاختبار والعلاج المنقذة للأرواح، على نحو يضمن سلامة الموظفين والأشخاص المستفيدين من خدماتهم. ويمكن تكييف الخدمات وفقاً للاعتبارات الواردة أعلاه عند الاقتضاء. وقد عُلقت بعض خدمات الوقاية، مثل ختان الذكور الطبي الطوعي الذي يتطلب الحضور في العيادة، في المراحل الأولى من الاستجابة لوباء كوفيد-19. وعدّلت بعض البلدان استجابتها بعد تقييم الأوضاع المتعلقة بكوفيد-19، وهي الآن بصدد استئناف الخدمات الخاصة بختان الذكور الطبي الطوعي في ظل التدابير الإضافية للوقاية من كوفيد-19.
يمكن للأشخاص المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري الذين استقرت حالتهم بفضل الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أن يستفيدوا من النماذج المُبسّطة لتقديم العلاج بهذه الأدوية، والتي تشمل إصدار الوصفات الطبية وصرف الأدوية الكافية لعدة أشهر (الإمدادات الكافية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر) للحد من زيارة العيادات وضمان استمرار العلاج في حال تعطل الحركة المُحتمل أثناء تفشي فيروس كورونا. وينبغي النظر أيضاً في إتاحة إمكانية تعاطي الأدوية في المنزل أمام الأشخاص الذين تحقق لديهم الاستقرار السريري بالعلاج البديل بالميثادون أو البوبرينورفين، للحد من العبء الزائد الواقع على قطاع الصحة. ويطبق الآن العديد من البلدان توفير الجرعات المنزلية للمرضى الذين استقرت حالتهم بالعلاج البديل بالأدوية غير الأفيونية على النحو الذي أوصت به المنظمة [25].
ووفقاً للممارسة المعتادة، يمكن أن يُعطى الأشخاص ذوو الخبرة في استعمال العلاج الوقائي قبل التعرّض وصفات طبية كافية لعدة أشهر وفقاً للإرشادات الوطنية، ويمكن أن تشمل هذه الوصفات الاختبار المنتظم للكشف عن الأمراض المُعدية المنقولة جنسياً. وينبغي للأفراد الذين يبدأون العلاج الوقائي قبل التعرض أن يستمروا في العودة لإجراء اختبار الكشف عن الفيروس وزيارة العيادة مرة واحدة شهرياً، قبل تلقي وصفات طبية متعددة الأشهر. ويهدف ذلك إلى استبعاد عدوى الفيروس الحادة وتقييم الآثار الضائرة وتحديد مدى العزم على مواصلة العلاج الوقائي قبل التعرض. ومع ذلك، فيمكن النظر في توخي المرونة بشأن الزيارة الواحدة في الشهر في حال الأشخاص المتحمسين الذين لا يُحتمل أن يكونوا قد تعرضوا مؤخراً (في الأسابيع الثلاثة السابقة) للفيروس. ويمكن اتخاذ هذه القرارات على أساس كل حالة على حدة من قِبل مقدمي الخدمات والأشخاص الذين يبدأون العلاج الوقائي قبل التعرض لأول مرة. ويمكن النظر في الرعاية الصحية عن بعد وصرف الأدوية في المجتمع المحلي فيما يتعلق بالمتابعة. كما يمكن النظر في استمرار الاختبار الذاتي المضمون الجودة للكشف عن الفيروس.
لا توجد إلا بيانات قليلة بشأن المظاهر السريرية لكوفيد-19 في المجموعات السكانية المحددة مثل الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات [26] إلا أن نتائج إحدى الدراسات الصغيرة المنشورة تشير إلى عدم وجود حالياً بيّنات تدلّ على حدوث العدوى داخل الرحم بسبب الانتقال العمودي من الأم إلى الجنين في النساء اللواتي يُصبن بالالتهاب الرئوي الناجم عن كوفيد-19 في المرحلة الأخيرة من الحمل، كما تشير أيضاً إلى عدم وجود بيّنات تدلّ على الانتقال العمودي عن طريق الرضاعة الطبيعية [27]. وعلى الرغم من عدم توثيق الانتقال العمودي للعدوى، فإن انتقالها بعد الولادة عن طريق الإفرازات التنفسية المُعدية يظل مثاراً للقلق. وينبغي تغذية الرضع المولودين لأمهات مصابات بعدوى كوفيد-19 المشتبه فيها أو المحتملة أو المؤكدة، وفقاً للمبادئ التوجيهية القياسية [28] الخاصة بتغذية الرضع، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى ومكافحتها. وكما هو الحال بالنسبة إلى جميع حالات العدوى المؤكدة والمشتبه فيها بمرض كوفيد-19، ينبغي للأمهات المصابات بأعراض اللواتي يرضعن أطفالهن أو يمارسن ملامسة البشرة المباشر أو الرعاية على طريقة الكنغر، أن يتّبعن إجراءات النظافة التنفسية، بما في ذلك أثناء تغذية الرضيع (استخدام قناع طبي عند الاقتراب من الطفل إذا كانت الأم تشكو من أعراض تنفسية)، وتنظيف اليدين قبل ملامسة الطفل وبعدها، وتنظيف الأسطح التي تلامسها الأم المصابة بالأعراض وتطهيرها على نحو روتيني [29].
لا يوجد حالياً أي اختلاف مُحدّد بين المظاهر السريرية لكوفيد-19 أو مخاطر المرض الوخيم أو تعرض الجنين للخطر في النساء الحوامل وغير الحوامل المصابات بفيروس العوز المناعي البشري. ومع ذلك، فقد أشارت دراسة حديثة أجرتها مراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها على قاعدة بيانات كبيرة، إلى أن النساء الحوامل المصابات بكوفيد-19 أشد تعرضاً للاحتياج إلى العناية المركزة بسبب زيادة المخاطر النسبية للإصابة بالمرض الوخيم [30]. وينبغي أن تخضع النساء الحوامل المصابات بعدوى كوفيد-19 المشتبه فيها أو المؤكدة، للعلاجات الداعمة والتدبير العلاجي، نظراً إلى أوجه التكيّف المناعية والفسيولوجية التي تحدث أثناء الحمل وبعده والتي قد تتداخل مع أعراض كوفيد-19. وعلى الرغم من قلة البيانات إلا أنه ينبغي إيلاء عناية خاصة للحوامل اللاتي يعانين من أمراض متزامنة وتُحتمل إصابتهن بعدوى كوفيد-19، إلى أن تُوفِّر قاعدة البيّنات المتاحة معلومات أوضح في هذا الصدد. ولم يُبلَّغ عن أي وفيات بين النساء الحوامل حتى وقت نشر هذه المعلومات [31]. ومع ذلك فقد يلزم إعطاء الأولوية في إجراء اختبار الكشف عن فيروس كوفيد-19 للنساء الحوامل المصابات بأعراض، لتمكينهن من الحصول على الرعاية المتخصّصة. وينبغي تزويد جميع النساء اللواتي كن حوامل مؤخراً والمصابات بكوفيد-19 أو المتعافيات منه، بالمعلومات والمشورة بشأن التغذية المأمونة للرضع والتدابير الملائمة للوقاية من العدوى ومكافحتها لمنع انتقال فيروس كوفيد-19 [32].
وبعد تأكيد الإصابة بالمرض وأثناء تحريها، يكون التدبير العلاجي مماثلاً للتدبير العلاجي المُتاح للنساء غير الحوامل، مع اتخاذ تدابير العزل المناسبة. ويجب إبلاغ مرافق التوليد وإعدادها، علماً بأنه ينبغي اعتبار أي طفل يولد لأي أم تأكدت إصابتها بكوفيد-19 "موضع تحرٍ" وعزله وفقاً للإرشادات الخاصة بالوقاية من العدوى ومكافحتها. ولا يُعرف حالياً إذا كان المواليد المصابون بكوفيد-19 أشد تعرضاً للإصابة بالمضاعفات الوخيمة أم لا.