فيروس العوز المناعي البشري والأيدز

15 تموز/يوليو 2025

حقائق أساسية

  • لا يزال فيروس العوز المناعي البشري يمثل مشكلة صحية عامة عالمية رئيسية، حيث أودى بحياة 44,1 مليون شخص شخص حتى الآن مع استمرار انتقال العدوى في جميع بلدان العالم.
  • أشارت التقديرات إلى أن عدد المصابين بالفيروس بلغ 40,8 مليون شخص في نهاية عام 2024، منهم نسبة 65٪ في إقليم المنظمة الأفريقي.
  • لا يوجد علاج لعدوى فيروس العوز المناعي البشري. ومع ذلك، ففي ظل تزايد إتاحة الوسائل الفعالة للوقاية من عدوى هذا الفيروس وتشخيصها وعلاجها، بما فيها حالات العدوى الانتهازية، أصبحت عدوى الفيروس حالة صحية مزمنة يمكن تدبيرها علاجياً، مما يمكّن المصابين بالفيروس من العيش أعماراً طويلة في ظل التمتع بالصحة.
  • لدى كل من المنظمة والصندوق العالمي وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس العوز المناعي البشري/ الأيدز استراتيجيات عالمية لمكافحة فيروس العوز المناعي البشري تتماشى مع الغاية 3-3 من أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في وضع نهاية لوباء فيروس العوز المناعي البشري بحلول عام 2030.
  • ينبغي في عام 2025 تشخيص نسبة 95٪ من جميع الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، كما ينبغي أن تأخذ نسبة 95٪ من المصابين العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية المنقذة للأرواح، ولابد أن يتحقق لدى نسبة 95٪ من المصابين الخاضعين للعلاج كبت الحمل الفيروسي بما يعود بالفائدة على صحة الشخص ويحد من انتقال فيروس العوز المناعي البشري، علماً أن هذه النسب كانت بمقدار 87٪ و89٪ و94٪ على التوالي في عام 2024.
  • كانت هناك في عام 2024 نسبة 87٪ من بين جميع الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري يعرفون أنهم مصابون به ونسبة 77٪ ممّن يأخذون العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ونسبة 73٪ ممّن لديهم كبت حمل فيروسي.

لمحة عامة

يهاجم فيروس العوز المناعي البشري (الفيروس) جهاز المناعة في الجسم. ويُصاب الفرد بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (الأيدز) في المرحلة الأكثر تقدماً من المرض.

ويستهدف الفيروس خلايا الدم البيضاء في الجسم، مما يضعف جهاز المناعة ويسهل الإصابة بأمراض أخرى مثل السل والالتهابات وبعض أنواع السرطان.

وتنتقل عدوى الفيروس بواسطة سوائل جسم الشخص المصاب، بما في ذلك الدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية، ولا تنتقل عن طريق التقبيل أو العناق أو التشارك في الطعام. ويمكن أن تنتقل أيضاً من الأم إلى جنينها.

ويمكن علاج الفيروس والوقاية منه بالعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. ويمكن أن تتطور عدوى الفيروس إلى الأيدز، إن لم تُعالج، وذلك بعد عدة سنوات في أغلب الأحيان.

وتُعرّف المنظمة الآن العدوى بفيروس الأيدز في مراحله المتقدمة بأنها الحالة التي يقل فيها تعداد خلايا عنقود التمايز عن 200 خلية/ مم3 أو المرحلة 3 أو 4 التي حددتها المنظمة لدى البالغين والمراهقين. ويعتبر جميع الأطفال الحاملين للفيروس الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات مصابين بفيروس الأيدز في مراحله المتقدمة بغض النظر عن الحالة السريرية أو المناعية.

العلامات والأعراض

تختلف علامات الفيروس وأعراضه باختلاف مرحلة العدوى به.

وينتشر الفيروس بسهولة أكبر في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بعدواه، ولكن الكثيرين من المرضى لا يدركون إصابتهم به حتى مراحل متأخرة. وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى أية أعراض. وقد تظهر على المصاب أعراض مشابهة للأنفلونزا، ومنها ما يلي:

  • الحمى
  • الصداع
  • الطفح الجلدي
  • التهاب الحلق.

وتضعف العدوى جهاز المناعة تدريجياً. ويمكن أن يتسبب ذلك في ظهور علامات وأعراض أخرى من قبيل ما يلي:

  • تورم الغدد اللمفاوية
  • فقدان الوزن
  • الحمى
  • الإسهال
  • السعال.

وقد يصاب الأشخاص الحاملون للفيروس، إن لم يعالجوا، بأمراض وخيمة مثل ما يلي:

ويمكن أن يتسبب الفيروس في تفاقم حالات عدوى أخرى، مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C .

انتقال المرض

يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب بعدواه، مثل الدم وحليب الأم والمني والإفرازات المهبلية. ويمكن أيضاً أن ينتقل أثناء الحمل والولادة إلى الطفل. ولا تنتقل العدوى بالمخالطة اليومية الاعتيادية، مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم الأدوات الشخصية أو الطعام أو الماء.

وجدير بالذكر أن المصابين بعدوى الفيروس المواظبين على أخذ العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية والذين يُكبت الفيروس لديهم لا ينقلون عدواه إلى شركائهم الجنسيين. ولذلك فإن الإتاحة المبكرة للعلاج بهذه الأدوية وتقديم الدعم اللازم لمواصلة أخذها يكتسيان أهمية حاسمة لا لتحسين صحة المصابين بالفيروس فحسب، بل لمنع نقله إلى الآخرين أيضاً.

عوامل الخطر

تشمل السلوكيات والحالات التي تزيد احتمال الإصابة بالفيروس ما يلي:

  • ممارسة الجنس الشرجي أو المهبلي دون حماية؛
  • والإصابة بعدوى أخرى منقولة جنسياً، مثل الزهري والهربس والمتدثرة والنيسرية البنية والتهاب المهبل الجرثومي؛
  • والانخراط في تعاطي الكحول على نحو ضار وتعاطي المخدرات في سياق ممارسة السلوك الجنسي؛
  • وتقاسم الإبر والمحاقن وسائر أدوات الحقن ومحاليل تحضير المخدّرات الملوّثة عند حقن المخدّرات؛
  • والخضوع لعمليات حقن أو نقل دم أو زرع أنسجة غير مأمونة؛
  • والخضوع لإجراءات طبية تنطوي على شقّ الجلد أو ثقبه دون تعقيم؛ أو التعرض لوخزات الإبر عرضاً، بما يشمل تعرض العاملين الصحيين لها.

التشخيص

يمكن تشخيص الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري بواسطة فحوص التشخيص السريع التي تظهر نتائجها في اليوم نفسه، ممّا ييسر كثيراً تشخيصها مبكراً وإحالة المصابين للعلاج والرعاية. وهناك اختبارات للكشف عن الفيروس تتيح للأشخاص إجراء الكشف بأنفسهم. بيد أنه لا يوجد اختبار واحد يعطي تشخيصاً كاملاً للفيروس؛ ولذلك يلزم اختبار تأكيدي يجريه عامل صحي أو مجتمعي مؤهل ومتمرس في مركز طبي مجتمعي أو عيادة. ويمكن أيضاً الكشف عن عدوى الفيروس بدقة كبيرة باستعمال الاختبارات التي أقرّت المنظمة صلاحيتها مسبقاً في إطار اتباع استراتيجية وخوارزمية اختبار معتمدتين وطنياً.

وتكشف معظم اختبارات تشخيص الفيروس الشائعة الاستخدام عن الأضداد التي يولدها الشخص في إطار استجابته المناعية لمكافحة الفيروس. ويولد الشخص في معظم الحالات هذه الأضداد في غضون 28 يوماًً من إصابته بالعدوى. ويمر الشخص خلال هذا الوقت بفترة تُسمى "الفسحة" – التي ينخفض لديه فيها تعداد الأجسام المضادة بطريقة يتعذر كشفها بواسطة العديد من الاختبارات السريعة، ولكنه قد يظل أيضاً قادراً على نقل عدوى الفيروس إلى الآخرين.

وبعد تشخيص إصابة الفرد بالفيروس، ينبغي أن يُعاد فحصه قبل استهلال العلاج والرعاية تفادياً لأي خطأ محتمل في الاختبار أو الإبلاغ عن النتائج. ومع أن اختبار الإصابة بالفيروس بين المراهقين والبالغين بات مبسطاً وناجعاً، فإنه لا ينطبق على الرضع المولودين لأمهات مصابات بالعدوى. فبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً، لا يكفي اختبار الأضداد السريع لتحديد الإصابة بعدوى الفيروس – بل يجب إجراء اختبار فيروسي في وقت مبكر عند الولادة أو في الأسبوع السادس من العمر. وتُتاح الآن تكنولوجيات جديدة لإجراء هذا الاختبار في مراكز الرعاية ويمكن الحصول على نتائجه في اليوم نفسه، ممّا يسرّع عمليات الإحالة للحصول على العلاج والرعاية المناسبين.

الوقاية

فيروس العوز المناعي البشري هو مرض يمكن الوقاية منه، ويمكن تقليل خطورة الإصابة بعدواه عن طريق ما يلي:

●     استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي أثناء ممارسة الجنس

●     إجراء اختبار لكشف الإصابة بالفيروس والحالات الأخرى لعدوى الأمراض المنقولة جنسياً

●     إجراء ختان طبي طوعي للذكور

●     إتاحة خدمات الحدّ من المخاطر لمتعاطي المخدّرات عن طريق الحقن.

ويعد العلاج الوقائي قبل التعرض خياراً إضافياً للوقاية من عدوى الفيروس، وهو عبارة عن علاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية  يأخذه الأشخاص غير المصابين بعدواه لتقليل خطورة الإصابة بالفيروس. وتوصي المنظمة بأخذ العلاج الوقائي قبل التعرض بالطرق التالية:

●     العلاج الوقائي بدواء التينوفوفير المـأخوذ عن طريق الفم قبل التعرض

●     حلقات دابيفيرين المهبلية

●     دواء الكابوتيغرافير المديد المفعول المأخوذ حقناً

●     دواء الليناكابافير المديد المفعول المأخوذ حقناً

ويمكن أيضاً أخذ الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لمنع انتقال الفيروس من الأمهات إلى أطفالهن.

ولا ينقل الأشخاص الذين يأخذون العلاج بهذه الأدوية ولا توجد بيّنات تثبت وجود الفيروس في دمهم عدوى الفيروس إلى عشرائهم الجنسيين. وتشكل إتاحة الاختبارات والعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية جزءاً هاماً من الوقاية من الفيروس.

العلاج

لا يوجد علاج لعدوى الفيروس وتعالج عدواه بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية التي تمنع تكاثره في الجسم.

ولا يشفي العلاج المستعمل حالياً بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية الشخص من عدوى الفيروس ولكنه يتيح المجال أمام تعزيز جهاز المناعة لديه ممّا يساعده في مكافحة أنواع العدوى الأخرى.

وحالياً، يجب أن يؤخذ العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يومياً طيلة ما تبقى من عمر الشخص المصاب.

ويقلل العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من كمية الفيروس في جسم الشخص، ممّا يسهم في وقف الأعراض ويمكّن الشخص من أن يحيا حياة كاملة وفي ظل التمتع بالصحة. ولا ينقل الأشخاص المصابون بالفيروس الذين يأخذون العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ولا توجد بيّنات تثبت وجود الفيروس في دمهم عدوى الفيروس إلى عشرائهم الجنسيين.

وينبغي أن يتاح العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية للحوامل المصابات بعدوى الفيروس وأن يأخذنه في أسرع وقت ممكن، لأن أخذه يصون صحة الأم ويساعد على منع انتقال عدوى الفيروس إلى الجنين قبل الولادة، أو إلى الرضيع عن طريق حليب الأم.

ولا تزال عدوى مرض فيروس الأيدز في مراحله المتقدّمة تمثل مشكلة قائمة باستمرار في مجال الاستجابة للفيروس. وتعمل المنظمة على دعم البلدان في تنفيذ مجموعة الرعاية اللازمة للمرضى المصابين بعدوى مرض الأيدز في مراحله المتقدّمة للحد من الاعتلالات والوفيات. ويجري استحداث أدوية جديدة للفيروس وعلاجات قصيرة الأمد لحالات العدوى الانتهازية مثل التهاب السحايا بالمستخفيات، وهي قد تغير الطريقة التي يأخذ بها الناس العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية والأدوية الوقائية، بما في ذلك إتاحة تركيبات الأدوية المديدة المفعول المأخوذة حقناً، مثل دواء الليناكابافير الذي وافقت الآن إدارة الأغذية والعقاقير على أخذه للوقاية من الفيروس.

مزيد من المعلومات عن علاجات فيروس العوز المناعي البشري

استجابة المنظمة

توجه الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة بشأن فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد الفيروسي وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً، على التوالي، للفترة2030-2022  (الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة) عمل قطاع الصحة في ميدان توجيه استجابات مركزة استراتيجياً لتحقيق أهداف القضاء على الأيدز والتهاب الكبد الفيروسي B وC وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً بحلول عام 2030.

وتوصي البرامج العالمية لمكافحة فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد وعدوى الأمراض المنقولة جنسياً التابعة للمنظمة بأن تتخذ البلدان إجراءات مشتركة ومعنية بمكافحة الأمراض تحديداً وأن تُدعم بإجراءات أخرى تتخذها المنظمة والشركاء. كما تدرس هذه البرامج التحولات الطارئة في السنوات السابقة على الأوبئة والتكنولوجيا والسياق السائد، وتعزز فرص التعلم، وتتيح فرصاً للاستفادة من الابتكارات والمعارف الجديدة.

وتدعو كذلك برامج المنظمة إلى تمكين الأشخاص الأكثر تضرراً بكل واحد من هذه الأمراض والأشد عرضة لخطورة الإصابة به من الخدمات على نحو يعالج أوجه الإجحاف في مكافحتها. وتسهم كذلك برامج المنظمة، في إطار تحقيق التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية، في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030.