مرض فيروس ماربورغ
20 كانون الثاني/يناير 2025 | سؤال وجواب
مرض فيروس ماربورغ هو مرض وخيم يسببه فيروس ماربورغ، وغالباً ما يؤدي إلى الوفاة. ويسبب الفيروس حمى نزفية فيروسية وخيمة لدى البشر من أعراضها الحمى والصداع وآلام الظهر وآلام العضلات وآلام البطن والقيء والارتباك والإسهال، وكذلك النزيف في المراحل المتأخرة جداً.
وقد جرى تحديد خصائص مرض فيروس ماربورغ للمرة الأولى في ماربورغ بألمانيا في عام 1967. ومنذ ذلك الحين، أُبلغ عن عدد محدود من فاشيات هذا المرض في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب أفريقيا وأوغندا ورواندا.
وتشمل أحدث فاشيات المرض فاشيتين منفصلتين أُبلغ عنهما في عام 2023 في بلدين، هما غينيا الاستوائية وجمهورية تنزانيا المتحدة. وأبلغت رواندا عن أول فاشية من هذا المرض فيها في عام 2024، في حين أعلنت تنزانيا عن فاشية أخرى منه في كانون الثاني/يناير 2025.
وعلى الرغم من ندرة مرض فيروس ماربورغ، فإنه لا يزال يشكل تهديداً خطيراً على الصحة العامة بسبب ارتفاع معدل الوفيات وعدم وجود علاج أو لقاح فعال مضاد للفيروسات. وفي حين أن مجموعة من اللقاحات والعلاجات الدوائية لا تزال قيد التطوير، فإن من شأن تقديم الرعاية الداعمة المبكرة مع تعويض السوائل وعلاج الأعراض أن يحسّن فرص نجاة الأشخاص.
اقرأ المزيد: صفحة الوقائع بشأن مرض فيروس ماربورغ
في البداية، يُصاب الناس بفيروس ماربورغ عند المخالطة الوثيقة للخفافيش من جنس روزيتا، وهي نوع من خفافيش الفاكهة التي يمكن أن تحمل فيروس ماربورغ، وغالباً ما تكون موجودة في المناجم أو الكهوف. وبين البشر، ينتقل الفيروس بشكل رئيسي من خلال ملامسة سوائل أجسام المصابين. ويمكن أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر بسوائل أجسام الأشخاص المصابين أو الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب المرض (الدم والبراز والقيء واللعاب والبول والعرق وحليب الثدي والسائل المنوي وسوائل الحمل)، أو من خلال ملامسة الأسطح أو المواد الملوثة بسوائل الجسم هذه. ولا ينتشر المرض عن طريق الهواء.
وغالباً ما ينتقل الفيروس إلى أحد أفراد الأسرة أو عامل صحي محلي قدم الرعاية لشخص مريض مصاب بمرض فيروس ماربورغ، أو تُوفي بهذا المرض، دون ارتداء معدات الحماية المناسبة.
ويبقى الإنسان ناقلاً للعدوى ما دام دمه يحتوي على الفيروس. ويعني هذا أنه يجب على المرضى مواصلة العلاج في مرفق صحي مخصّص، وانتظار نتيجة الفحص المخبري الذي يؤكد الموعد الذي يمكنهم فيه العودة إلى منزلهم بأمان.
الأعراض المبكرة
يمكن أن تظهر الأعراض المبكرة لمرض فيروس ماربورغ بسرعة بعد الإصابة، وقد تشمل ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة والصداع والتعب الشديدين. ومن أعراضه الشائعة أيضاً أوجاع العضلات والآلام.
وتصبح الأعراض شديدة بشكل متزايد ويمكن أن تشمل الغثيان والقيء وآلام المعدة و/أو الصدر والطفح الجلدي والإسهال الذي يمكن أن يستمر لمدة أسبوع تقريباً.
الأعراض المتأخرة
في مراحل متأخرة من المرض، يمكن أن يحدث نزيف من مواقع مختلفة مثل اللثة والأنف والشرج. ويمكن أن يعاني المرضى من الصدمة والهذيان وفشل الأعضاء.
ومن أكثر أعراض مرض فيروس ماربورغ المبلغ عنها ما يلي:
- الحمى
- ألم الظهر
- ألم العضلات
- ألم المعدة
- فقدان الشهية
- التقيؤ
- الخمول
- الطفح الجلدي
- صعوبة البلع
- الصداع
- الإسهال
- الفُواق
- صعوبة التنفس.
تتراوح فترة حضانة المرض منذ لحظة الإصابة بالعدوى حتى ظهور الأعراض من يومين إلى 21 يوماً. وفي الفترة ما بين اليومين الخامس والسابع من ظهور الأعراض، يعاني بعض المرضى من النزيف، وعادةً ما تتصف حالات الإصابة المميتة بشكل من أشكال النزيف من مواضع متعددة في كثير من الأحيان. وفي كثير من الأحيان، يترافق الدم في القيء والبراز مع نزيف من الأنف واللثّة والمهبل.
ويمكن أن تحدث الوفاة بسرعة، وتحدث عادةً بسبب الإنتان الفيروسي وفشل أعضاء متعددة والنزيف.
إن مرضا ماربورغ وإيبولا متشابهان ونادران، على الرغم من أنهما ينجمان عن فيروسين مختلفين. وينتمي كلا الفيروسين إلى عائلة الفيروسات الخيطية، ويتصفان بالقدرة على إحداث فاشيات تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة.
اقرأ المزيد عن مرض فيروس الإيبولا
وقد يكون من الصعب التمييز بين مرض فيروس الإيبولا والأمراض المعدية الأخرى مثل الإيبولا والملاريا وحمى التيفود وحمى الضنك بسبب تشابه العديد من الأعراض. ولا يمكن التأكد من الإصابة بالمرض إلّا من خلال الاختبار الذي يُجرى في المختبر، باستخدام الدم أو الأنسجة أو عينات سوائل الجسم الأخرى.
إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض مرض فيروس ماربورغ، فتواصل مع مقدم الرعاية الصحية المحلي من أجل الحصول على مشورة محدّثة ودقيقة.
وإذا كانت نتيجة الاختبار لديك أو لدى أحد أحبائك إيجابية من حيث الإصابة بمرض فيروس ماربورغ، فإن الرعاية المبكرة في مركز علاج مخصص أمر ضروري من شأنه أن يحسن فرص النجاة.
ولا يوجد علاج محدد لمرض فيروس ماربورغ. ومع ذلك، من أجل تحقيق أقصى قدر من فرص الشفاء وضمان سلامة الآخرين، ينبغي أن يتلقى جميع المرضى الرعاية وأن يبقوا في مركز علاج مخصّص إلى أن يسمح لهم موظفو المركز بالمغادرة. وينبغي ألّا تتلقى العلاج في المنزل.
وإذا كانت نتيجة الاختبار سلبية من حيث الإصابة بمرض فيروس ماربورغ لديك أو لدى أحد أحبائك، ولكن لا يزال هناك أعراض ظاهرة عليكم، فابقوا متيقظين إلى أن تختفي الأعراض ويؤكد لكم مقدم الرعاية الصحية الخاص بكم الشفاء من المرض.
واتبع نصيحة مقدمي الرعاية الصحية لأنه قد تكون هناك حاجة إلى إجراء المزيد من التحاليل المختبرية إذا كانت نتيجة اختبار فيروس ماربورغ سلبية، ولكن لا تزال الأعراض ظاهرة عليك.
إن أفضل طريقة للوقاية من مرض فيروس ماربورغ هي تجنّب مخالطة الأفراد أو الحيوانات المصابة وممارسة النظافة الصحية الجيدة واتباع التدابير الوقائية الأخرى الموصى بها من قبل الحكومة المحلية أو السلطة الصحية.
وإذا كنت تعيش في منطقة أُبلغ فيها عن مرض فيروس ماربورغ، أو تعتزم السفر إلى منطقة كهذه، حتى ولو لم تكن لديك أعراض ولم تكن من بين المخالطين، فاتبع جميع التدابير الوقائية المحلية الموصى بها مثل:
- التماس الرعاية إذا كنت تعاني من أعراض مرض فيروس ماربورغ:
- غسل اليدين بانتظام بالصابون، أو استخدام مطهرات اليدين الكحولية؛
- تفادي ملامسة سوائل أجسام الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض فيروس ماربورغ، وجثة شخص تُوفي بسبب أعراض مرض فيروس ماربورغ؛
- التوقف عند نقاط التفتيش الرسمية والالتزام بأي تدابير وقائية مطبقة؛
- الموافقة على فحص درجة الحرارة؛
- ملء استمارات الإقرار الصحي عند توفرها في نقاط الدخول العامة (مثل المستشفيات والأسواق والكنائس والأماكن الرياضية والمكاتب العامة والبنوك والمطارات والموانئ البحرية والحدود البرية).
إذا خالطت شخصاً مصاباً بمرض فيروس ماربورغ، أو إذا كنت تعاني من أعراض مماثلة، فقد تكون معرضاً لخطر الإصابة بالمرض، وخاصة إذا كنت:
- على اتصال وثيق بمريض مصاب بمرض فيروس ماربورغ (أثناء مرضه أو عند وفاته) مثل العيش أو الإقامة في المنزل نفسه أو الغرفة نفسها؛
- أو أُدخلت إلى مرفق صحي يوجد فيه مريض مصاب بمرض فيروس ماربورغ؛
- أو تتشارك الأشياء مع المرضى، أو تلمس نفس الأسطح التي قد تكون ملوثة بسوائل أجسامهم.
وبمجرد أن يتم تحديدك كجهة مخالطة لشخص يعاني من أعراض مرض فيروس ماربورغ، فستجري مراقبتك (بوصفك مخالطاً) من قبل السلطات الصحية لمدة 21 يوماً بعد التعرض. وستأتي السلطات الصحية لزيارتك مرتين في اليوم من أجل الاطمئنان على صحتك.
وإذا تم تحديدك كمخالط، يتعين عليك القيام بما يلي:
- قبول زيارة ممثلي السلطات الصحية مرتين في اليوم لمراقبة صحتك؛
- تزويدهم بمعلومات دقيقة، والإجابة على جميع الأسئلة بأكبر قدر ممكن من الدقة؛
- وتجنّب السفر ما لم تحصل على موافقة للسفر من قبل السلطة الصحية المحلية؛
- والإبلاغ عن أي أعراض على الفور إلى السلطة الصحية المحلية.
وإن لم تظهر عليك أعراض بعد 21 يوماً من التعرض، فلن تخضع لمراقبة الصحة بعد ذلك.
وإذا ظهرت الأعراض أثناء خضوعك للمراقبة من قبل السلطات الصحية، فستُنصح بإجراء اختبار مختبري. وستقوم نتائج الاختبار المختبري هذا بتوجيه أخصائي الصحة بخصوص ما إذا كان ينبغي إدخالك على الفور إلى مركز علاجي من أجل الحصول على الرعاية، أو لا.
يتعين أن يقتصر التعامل مع جثث الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض فيروس ماربورغ على الأشخاص الذين يرتدون معدات الحماية الشخصية المناسبة، ويجب دفن الجثث على الفور. ولا تقم أبداً بغسل جثة شخص تأكدت في وفاته بسبب مرض فيروس ماربورغ أو يشُتبه في وفاته بسبب هذا المرض، ولا تقبّل جثته ولا تلمسها.
وإذا حضرت مراسم الدفن، فمن الضروري أن تغسل يديك بالماء والصابون:
- قبل الدفن وبعده؛
- وقبل الأكل وبعده وبعد لمس أي أسطح في المنطقة التي جرى فيها الدفن.
ويمكن استخدام مطهرات الأيدي الكحولية إن لم يكن هناك تلوث مرئي على اليدين (على سبيل المثال، لا يظهر على اليدين دم أو سوائل جسدية).
ويجب إبلاغ السلطات الصحية المحلية عن أي شخص تظهر عليه أعراض مرض فيروس ماربورغ قبل وفاته من أجل تقييم الوضع وتحديد ما إذا كان الدفن الآمن والكريم مطلوباً.
وينبغي للسلطات الصحية المحلية تقديم إرشادات حول طريقة الحداد على الأحباء المفقودين بطرق آمنة وكريمة.
لا يوجد حالياً علاج متاح لمرض فيروس ماربورغ. ولهذا السبب، من المهم بالنسبة إلى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض مرض فيروس ماربورغ طلب الرعاية في وقت مبكر. وتبقى الرعاية الداعمة هي الطريقة الأكثر أماناً وفعالية لتقديم التدبير العلاجي لمرض فيروس ماربورغ، بما في ذلك توفير التميه الكافي وإدارة الألم وعلاج الأعراض عند ظهورها في إطار الرعاية المهنية. كما أن علاج العدوى المصاحبة مثل الملاريا هي أمر بالغ الأهمية للرعاية الداعمة ضد مرض فيروس ماربورغ.
وقد أعطت المنظمة الأولوية لتقييم بعض العلاجات المرشحة في إطار التجارب السريرية المعشاة.
الاستخدام الطارئ للتدخلات السريرية غير المثبتة خارج نطاق التجارب السريرية: الاعتبارات الأخلاقية (بالإنكليزية).
تضمن سلطات الصحة العامة، إلى جانب الشركاء الحكوميين، أن تكون مراكز العلاج آمنة ومجهّزة بالمواد المناسبة ويديرها مهنيون مهرة ومدربون يمكنهم توفير رعاية آمنة وكافية لجميع المرضى مع احترام كرامتهم وإنسانيتهم.
وبمجرد وجودك في المستشفى أو مركز العلاج، سيقدم لكم المهنيون الصحيون وموظفو الدعم أي مساعدة مطلوبة من أجل التعافي. ويشمل ذلك الغرفة والمراحيض والمياه الصالحة للشرب والأدوية والطعام، وأي مساعدة تتعلق بطريقة إدارة الاتصال بأحبائكم. وسيؤدي طلب الرعاية مبكراً عندما تكونون مريضين إلى تحسين فرصتكم في النجاة والحد من انتقال المرض إلى أحبائكم.
عندما يتعافى الناس من مرض فيروس ماربورغ، فهم بحاجة إلى الترحيب بهم مرة أخرى في المجتمع المحلي.
وللحفاظ على صحة الناجين وسلامتهم، فإنهم:
- سيحتاجون إلى إجراء فحوصات طبية منتظمة ورعاية الآثار الضارة المتبقية المحتملة مثل مشاكل العين وآلام العضلات؛
- وسيحتاجون إلى الحب والإدماج وإعادة الاندماج لكي لا يشعروا بأنهم مستبعدون من المجتمع.
ويُنصح الرجال الذين يتعافون من مرض فيروس ماربورغ باتباع الممارسات الجنسية الآمنة، بما في ذلك الاستخدام المستمر للواقي الذكري، إلى أن يظهِر اختبار السائل المنوي لديهم نتيجة سلبية مرتين من حيث الإصابة بمرض فيروس ماربورغ.
وقد تُنصح النساء اللواتي يرضعن أطفالهن أثناء الإصابة بمرض فيروس ماربورغ بالامتناع عن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية؛ وفي هذه الحالة، ستدعمك السلطات الصحية ببدائل الحليب المناسبة.
وبعد التعافي، يتعين على هؤلاء النساء إجراء الاختبار من أجل معرفة متى يمكنهن استئناف الرضاعة الطبيعية بأمان. وبالنسبة إلى النساء اللواتي أُصبن بمرض فيرس ماربورغ أثناء الحمل وتعافين وكان حملهن سليماً، فعلهين أن يطلبن رعاية داعمة مخصصة حتى بعد ولادة الطفل.
لا توجد لقاحات معتمدة لمرض فيروس ماربورغ. ومع ذلك، هناك بعض اللقاحات المرشحة قيد التطوير حالياً.
وقد حدّدت المنظمة مرض فيروس ماربورغ كمرض ذي أولوية قصوى تمس الحاجة إلى توفير لقاح مضاد له.
دمج البحوث في سياق الفاشيات: كيف يمكننا الاستعداد لفاشية ماربورغ القادمة؟ (بالإنكليزية)
ينبغي خلال فاشيات مرض فيروس ماربورغ إدارة جميع المنتجات الحيوانية (الدماء واللحوم) وتنظيفها وطهيها على نحو سليم قبل تناولها. ومن المهم أن تغسل يديك بشكل صحيح قبل لمس الحيوانات والمنتجات ذات الصلة، وبعده.
وخلال الأنشطة الميدانية أو العمل أو الأنشطة البحثية أو الزيارات السياحية في المناجم أو الغابات أو الكهوف التي تسكنها خفافيش الفاكهة، ينبغي لكم دائماً ارتداء ملابس طويلة وقفازات وأغطية واقية أخرى مناسبة (بما في ذلك الأقنعة).