إعادة التأهيل

إعادة التأهيل خدمة صحية تقدم للأشخاص الذين يعانون من تدهور في أدائهم الوظيفي بسبب اعتلال أو إصابة أو عملية جراحية أو إعاقة أو التقدم في السن. ويتمثل الهدف الأساسي من إعادة التأهل في مساعدة الفرد على استعادة أدائه الوظيفي أو صون أدائه أو تحسينه ليتسنى له أن يحيا حياة مستقلة ومرضية.

قد يحتاج الأطفال أو المراهقون أو البالغون أو كبار السن إلى إعادة التأهيل في مرحلة ما من حياتهم. ويشمل ذلك الأشخاص المصابين بحالات صحية حادة أو مزمنة (مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان) والإصابات (مثل الكسور والحروق وإصابات الدماغ) أو الاضطرابات الخلقية (مثل اضطرابات طيف التوحد والشلل الدماغي).

قد يستفيد الأشخاص المصابون بحالات صحية كثيرة من خدمات إعادة التأهيل. ولا تمثل خدمات إعادة تأهيل من يعانون من إدمان المخدرات والكحول إلا نوعاً واحداً من خدمات إعادة التأهيل الرامية إلى مساعدة الناس في التغلب على مشكلة إدمان المخدرات.

لمعرفة المزيد: الوحدة التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنية بمكافحة الكحول والمخدرات والسلوكيات المسببة للإدمان.

يوجد على الصعيد العالمي شخص واحد من كل 3 أشخاص يتعايش حالياً مع حالة صحية قد تستفيد من إعادة التأهيل. وهذه الحاجة آخذة في التزايد بسبب تقدم السكان في السن وإصابتهم بالمزيد من الأمراض المزمنة. 

ولا تُتاح في بعض البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل خدمات إعادة التأهيل اللازمة لنسبة تزيد على 50٪ من الناس. وتتسبب طوارئ مثل النزاعات والكوارث في زيادة الطلب على الخدمات وتعطلها في الوقت نفسه، ممّا يسفر عن تفاقم الاحتياجات غير الملباة من خدمات إعادة التأهيل في أنحاء العالم بأسره.

هناك العديد من الحالات المختلفة التي يمكن أن تستفيد من خدمات إعادة التأهيل مثل ما يلي:

• الحالات الصحية العضلية الهيكلية
• الحالات العصبية
• الحالات الصحية التي تصيب القلب والرئتين
• ضعف البصر وفقدان السمع
• اضطرابات النمو العصبي
• اعتلالات الصحة النفسية
• السرطان.

فيما يلي بعض الأمثلة على إعادة التأهيل:

• التدريب  على النطق واستخدام مفردات اللغة لتحسين قدرة الشخص على التواصل في أعقاب تعرضه لإصابة في الدماغ؛
• والتدريب على التمارين الرياضية من أجل زيادة قوة العضلات وتحسين الحركات الإرادية والتوازن لدى المصابين بالسكتة أو مرض باركنسون؛
• وتعديل بيئة سكن شخص مسنّ لتعزيز سلامته واستقلاليته في المنزل والحد من مخاطر تعرضه للسقوط؛
• وتثقيف الأشخاص المصابين بمرض قلبي بشأن كيفية ممارسة التمارين الرياضية بأمان؛
• وإعداد الأشخاص الذين تعرّضوا لبتر الأطراف لتمكينهم من استعمال البدليات وصنعها وتركيبها وإعادة تركيبها؛
• والاستفادة من تقنيات التثبيت والتجبير للمساعدة في شفاء الجلد وممارسة التمارين الرياضية للحد من التورم واستعادة القدرة على الحركة عقب التعرض لإصابة مسببة للحروق؛
• ووصف الدواء للأطفال المصابين بالشلل الدماغي للحد من الشُناج؛
• وتوفير معالجات نفسية للأشخاص الذين يعانون من ضائقة انفعالية في أعقاب تعرّضهم لإصابة في الحبل الشوكي؛
• وتوفير  التدريب على المهارات الاجتماعية للمصابين بالفصام أو اضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات الإعاقة الذهنية؛
• وتدريب المصابين بفقدان البصر على استعمال العصا البيضاء؛
• والعمل مع المرضى في وحدات العناية المركزة على تحسين قدرتهم على التنفس والوقاية من المضاعفات وتسريع وتيرة تعافيهم عقب إصابتهم بمرض خطير.

يعتمد البرنامج المعني بإعادة تأهيلك على حالتك تحديداً. وعادة ما يقوم المهني المختص بإعادة التأهيل بتقييم مستوى أدائك الوظيفي والأسباب الأساسية المحتملة التي تقف وراء ما تعانيه من مشاكل في أدائك هذا. وبناءً على هذا التقييم، يتعاون المهني المختص بإعادة التأهيل معك في تحديد أهداف البرنامج المعني بإعادة تأهيلك. ومن ثم يجري تصميم نوع التدخل ومعدل شدته ومدته بطريقة تتكيف على أتمّ وجه مع حالتك. وقد يلزمك ممارسة تمارين رياضية أو الحصول على تدريب، أو منتجات مساعدة، أو إدخال تعديلات على بيئتك، أو الحصول على تثقيف أو مشورة، أو أخذ أدوية معينة. ومن شأن المهني المختص بإعادة التأهيل أن يواصل طوال الاضطلاع بهذه العملية تقييم ما إذا كانت أهدافك قد تحققت.

لا يوجد مكان واحد محدد لتقديم خدمات إعادة التأهيل. ولكن ينبغي نشر المهنيين المختصين بإعادة التأهيل في مجموعة مرافق متاحة داخل قطاع الصحة وخارجه، والتي تشمل المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل المتخصصة والعيادات الصحية والمراكز الصحية والمدارس والمنازل.

رهناً بالاحتياجات من إعادة التأهيل، قد يتعاون مهني واحد أو أكثر من المهنيين الصحيين في تقديم خدمات رعاية شاملة. 

ويشمل الكادر الأكثر شيوعاً من المهنيين المتخصصين في إعادة التأهيل كلاً من أخصائيي العلاج الطبيعي، والمعالجين المهنيين، والأخصائيين المعنيين بعلاج عيوب النطق واللغة، وأخصائيي السمعيات، وأخصائيي المقاويم وأخصائيي البدليات، وأخصائيي علم النفس السريري، والأطباء المتخصصين في شؤون الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، وكادر التمريض المعني بإعادة التأهيل. ولكن يوجد الكثير من المهنيين المتخصصين غير هؤلاء المذكورين ويمكن أن تختلف أدوارهم بحسب البلد.

يلزم مراعاة اعتبارات السلامة في مجال إعادة التأهيل شأنه شأن أية خدمة صحية أخرى. ويتولى المهني المختص بإعادة التأهيل التأكد من نوع التدخلات المختارة ومعدل شدتها ومن مأمونيتها وعدم إلحاقها للضرر بالمستفيد منها.

عادة ما يتكون برنامج إعادة التأهيل من مجموعة جلسات يكون عددها مرهوناً باحتياجاتك. وبمقدورك في الوضع المثالي أن تستعيد أداءك الوظيفي بالكامل، ولكن رهناً بوخامة حالتك الصحية، فإن مستوى أدائك الوظيفي غالباً ما يجري تحسينه بما يمكنك من العودة إلى ممارستك لأنشطتك الهادفة بالاستفادة مثلاً من المنتجات المساعدة في بيئة معدلة.