اليوم العالمي للعمل الإنساني: منظمة الصحة العالمية تشكر العاملين الصحيين

19 آب/أغسطس 2015
بيان

تسترعي منظمة الصحة العالمية (المنظمة) انتباه العالم إلى إسهامات العاملين الصحيين وتضحياتهم لدى تصديهم للأزمات الإنسانية في معرض احتفائها باليوم العالمي للعمل الإنساني للعام الثاني عشر.

وقد مرّ الآن أكثر من عقد من الزمن على الاحتفاء لأول مرة باليوم العالمي للعمل الإنساني، وها هو الطلب على الاستجابة للطوارئ يتسم بطابع غير مسبوق ويقترن بوجود 82.5 مليون شخص في 37 بلداً ممّن يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، ناهيك عن أن التكاليف المتكبدة عن ذلك لم يسبق لها مثيل إذ وصل مبلغها إلى ما مقداره 20 مليار دولار أمريكي.

وتُمسِك المنظمة بزمام أنشطة الاستجابة الصحية لخمس أزمات إنسانية كبرى يحتاج فيها أكثر من 60 مليون شخص انطلاقاً من غرب أفريقيا إلى اليمن حاجة ماسة إلى طائفة واسعة من خدمات الرعاية الصحية.

وتندرج في صميم العمل الإنساني جهود الأطباء والممرضين والمساعدين الطبيين وغيرهم من العاملين الصحيين الذين يتفانون في تقديم الخدمات إلى مجتمعاتهم المحلية التي لا يُتاح أمامها إلا سبيل محدود للحصول على الموارد، وكثيراً ما يواجهون مخاطر شخصية كبيرة. ويقدم العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية خدمات الرعاية الصحية إلى ملايين الناس في ظل الظروف الصعبة السائدة لاندلاع الفاشيات، مثل فاشية الإيبولا، ووقوع الكوارث الطبيعية ونشوب النزاعات المسلحة. وقد أُصيب في غرب أفريقيا 875 عاملاً صحياً بعدوى الإيبولا التي أودت بحياة أكثر من نصف عددهم.

وأصبحت هذه الجهود تتسم بطابع أكثر بطولية في ظل تزايد وتيرة ما يُشنّ من هجمات على عاملي الرعاية الصحية وعلى المرافق الصحية، حيث تلقّت المنظمة 372 تقريراً في عام 2014 عن هذه الهجمات التي شُنّت في 32 بلداً وأسفرت عن وقوع ما يقرب من 000 1 إصابة وأكثر من 600 وفاة بين صفوف هؤلاء العاملين. وتبيّن في الوقت الذي يدنو فيه العالم من بلوغ هدف القضاء على شلل الأطفال أن ما لا يقل عن 37 عاملاً صحياً ومرافقيهم من الكوادر الصحية قد استُهدِفوا وقُتِلوا عمداً منذ عام 2012 في كل من باكستان ونيجيريا. وكثيراً ما تسفر النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الطويلة الأمد عن إلحاق الضرر بالمرافق الصحية والاستمرار في حرمان السكان المتضررين بها من الرعاية المنقذة للأرواح، ويمكن أن يستغرق إصلاح النظام الصحي عدة سنوات.

والهجمات المشنة ضد عاملي الرعاية الصحية والمرافق الصحية هي انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي، بما فيه اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها، ويجب أن تُحترم هذه الاتفاقات. ويلتزم العاملون الصحيون بعلاج المرضى والجرحى من دون تمييز، ويجب على جميع الأطراف المتنازعة أن تحترم التزامهم هذا.

وتعكف المنظمة في إطار استراتيجيتنا العالمية بشأن الموارد البشرية الصحية على تحديد الأولويات في مجال ضمان رفاه عاملي الرعاية الصحية وسلامتهم وصون حرمتهم، وعلى اتخاذ موقف قوي بشأن حمايتهم.

ويكافح العاملون الصحيون يومياً من أجل احترام الحق في الصحة الذي هو من حقوق الإنسان، وتشنّ المنظمة في اليوم العالمي للعمل الإنساني حملة تشيد بمآثر هؤلاء الأبطال من العاملين الصحيين الملهمين. وستقوم المنظمة في الفترة الواقعة بين موعد الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني وعقد مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني في أيار/ مايو 2016، بإعداد مرتسمات عن قصص هؤلاء الأبطال لنشرها في أنحاء العالم أجمع.